أكدت إيران، الجمعة 21 مايو/أيار 2021، أن الفلسطينيين حققوا "نصراً تاريخياً" على إسرائيل، التي حذَّرها الحرس الثوري من "ضربات قاتلة"، وذلك بعدما أظهرت الحرب مع غزة على مدى 11 يوماً، قوة ترسانة المقاومة الفلسطينية.
حيث قال الحرس الثوري الإيراني، في بيان: "انتقلت الانتفاضة من استخدام الحجارة إلى استخدام صواريخ قوية ودقيقة.. ويمكن أن يتوقع الصهاينة في المستقبل تعرضهم لضربات قاتلة من داخل الأراضي المحتلة".
كانت حركتا حماس وحركة الجهاد الإسلامي قد أطلقتا مئات الصواريخ على إسرائيل قبل بدء الهدنة فجر الجمعة، فيما وُصف بأنه فشل لنظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي في مواجهة صواريخ المقاومة.
دعم الفلسطينيين
كما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن المرشد الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، دعا الدول الإسلامية، الجمعة، إلى تقديم الدعم للفلسطينيين عسكرياً ومالياً، والمساعدة في إعادة إعمار قطاع غزة، وحث المسلمين على مطالبة حكوماتهم بدعم الفلسطينيين.
جدير بالذكر أنه قبل عام، قال خامنئي إن طهران قلبت ميزان القوة العسكرية بين إسرائيل والفلسطينيين.
من جهته، كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، على "تويتر": "نهنئ أشقاءنا وشقيقاتنا الفلسطينيين على هذا النصر التاريخي. لقد أجبرت مقاومتكم المعتدي، على التراجع".
في هذا السياق، قالت وسائل إعلام رسمية إن إيران كشفت، الجمعة، عن طائرة قتالية مسيَّرة محلية الصنع، قالت إن مداها يصل إلى ألفي كيلومتر، وأطلقت عليها اسم "غزة"؛ تكريماً للنضال الفلسطيني ضد إسرائيل.
"النصر" على إسرائيل
في غضون ذلك، استعرض رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، الجمعة، مع قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، "النصر" السياسي والميداني على الاحتلال الإسرائيلي.
فقد ذكر بيان صادر عن مكتب "حماس"، أن هنية استعرض مع "سلامي" خلال اتصال هاتفي، "النصر العظيم الذي تحقق في معركة سيف القدس بمختلف المجالات السياسية والميدانية".
هنية أكد خلال الاتصال، أن "المقاومة الفلسطينية سطَّرت ملحمة بطولية، ونجحت في كسر العنجهية الصهيونية للعدو"، معرباً عن "تقديره العميق لمواقف إيران في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، ومواقفها الثابتة تجاه حقوق شعبنا في مختلف المجالات السياسية والميدانية".
كما أفاد البيان بأن "المعادلة الميدانية تغيرت، وقد تحركت الجماهير على امتداد كل فلسطين، بل وخارجها، رفضاً للاحتلال وسياساته وممارساته".
من جانبه قال "سلامي"، إن "لهذه المعركة ما بعدها على مختلف الصعد"، مؤكداً استعداد طهران لـ"تقديم كل أشكال المساعدة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مختلف المجالات"، مشدداً على أن إيران "لن تتخلف عن دورها في هذا المجال"، بحسب البيان.
كان التوتر قد تصاعد في قطاع غزة بشكل كبير، بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضده في 10 مايو/أيار الجاري، تسببت بمجازر ودمار واسع في المباني والبنية التحتية، قبل بدء وقف لإطلاق النار.
بدء وقف إطلاق النار
إلا أنه مع فجر الجمعة بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بعد 11 يوماً من العدوان.
هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، أسفر عن 274 شهيداً بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".
في المقابل، أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى إلى مقتل 12 إسرائيلياً بينهم ضابط، في حين أُصيب أكثر من 800 آخرين بجروح، إضافة إلى تضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف بعض المطارات لأيام طويلة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما ضمت مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.