رفضت نقابة الإطفائيين في بريطانيا، الأربعاء 19 مايو/أيار 2021، المشاركة في عملية صد احتجاج نظمته جمعية "حراك من أجل فلسطين" أمام مصنع إسرائيلي لصناعة الأسلحة في مدينة ليستر، تضامناً مع معاناة الفلسطينيين، وذلك وفق ما نقله تقرير نشرته صحيفة Morning Star البريطانية.
جاء في تقرير الصحيفة، الذي نشر الخميس 20 مايو/أيار، أن أعضاء مجموعة "حراك من أجل فلسطين" تسلقوا سطح مصنع "UAV Tactical Systems" للطائرات بدون طيار في مدينة ليستر في ساعات مبكرة، وأغلقوا بوابات الموقع بالسلاسل، ما أسفر عن وقف إنتاج الأسلحة، ليتم استدعاء الشرطة والإطفاء على الفور لصد هذا الاحتجاج.
"نقف إلى جانب فلسطين"
في بيان نشروه بعد هذه الخطوة، مُوقَّع من رئيس نقابة الإطفائيين في مقاطعة ليسترشاير البريطانية، غراهام فوكس، أكدت النقابة أنه "نما إلى علمها أنَّ الاحتجاجات كانت تمثل مجموعة التضامن مع فلسطين (حراك من أجل فلسطين). وقد ذكَّر مسؤولو النقابة على الفور كبار المديرين بأننا، بصفتنا إطفائيين، فإنَّنا نُعَد، وما زلنا، خدمة إنسانية فخورة، ودورنا لا يشمل إنفاذ القانون".
يضيف البيان: "تقف نقابة الإطفائيين داعمةً للتضامن مع فلسطين وللحق في الاحتجاج".
هذه الخطوة تُعَد هي آخر مظهر من تضامن النقابات العمالية مع فلسطين في الأيام الأخيرة.
فقد رفض أعضاء نقابة لعمال الموانئ في إيطاليا تحميل أسلحة متجهة إلى إسرائيل، الأسبوع الماضي، في حين دعمت نقابات عمالية بريطانية، مثل نقابة العاملين في قطاعات التصنيع والنقل والخدمات اللوجستية وغيرها (UNITE)، ونقابة العاملين بمجال الاتصالات (CWU)، ونقابة العاملين في الخدمات العامة (UNISON)، الإضراب العام الفلسطيني التاريخي ضد القمع الإسرائيلي.
مصنع لقتل الأطفال والنساء
إذ قال أحد نشطاء "حراك من أجل فلسطين"، خلال وجوده على سطح البناية لصحيفة Morning Star البريطانية: "ينتج هذا المصنع أسلحة غير شرعية لاستخدامها على الفلسطينيين، على الرجال والنساء والأطفال. هناك الكثير منا، والكل من خلفيات مختلفة، إنَّ السيطرة على زمام الأمور ومعرفة أنَّنا نُحدِث فارقاً تجربة رائعة".
فيما قال آخر: "إنَّهم يُجمِّعون طائرات بدون طيار هنا، لكنَّنا لا نريد إغلاق هذا المصنع ليوم واحد وحسب. نريد منع هذه الطائرات بدون طيار القاتلة من الوصول إلى الأيادي الإسرائيلية وقصف الفلسطينيين وقتل الأطفال".
يأتي هذا في الوقت الذي تشدد فيه مجموعة "حراك من أجل فلسطين" على أنَّ احتلال المصنع "يُظهِر أنَّه بوسعنا تماماً وقف إنتاج الآليات الوحشية التي تؤجج جرائم الحرب في فلسطين".
مصنع الأسلحة الفتاكة
يشترك المصنع، المملوك لشركة الأسلحة الإسرائيلية العملاقة Elbit والفرع البريطاني لمجموعة Thales، في تصنيع طائرات بدون طيار مقاتلة، يقول النشطاء إنَّ الجيش الإسرائيلي يستخدمها لقصف غزة.
بينما يقول مصنع UAV Tactical Systems، إنَّه يجري تصنيع محركات طائرتي Watchkeeper وHermes بدون طيار في الموقع الكائن بمدينة ليستر.
يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم طائرات Hermes بصورة موسعة في العمليات السابقة في غزة، وتورطت طائرة Hermes 450 في جرائم حرب محتملة خلال هجوم على القطاع عام 2014.
في السياق نفسه، قال المتحدث باسم حملة "ضد تجارة السلاح" البريطانية، أندرو سميث: "هناك شركات قليلة متورطة في الحرب والاحتلال الدائرين بقدر تورط شركة Elbit Systems، التي تُسلِّح وتدعم وتُمكِّن كل خطوة للقوات الإسرائيلية".
كما أضاف: "لم يكن بوسعهم عمل ذلك دون تواطؤ ودعم الحكومات المتاجرة بالسلاح مثل المملكة المتحدة، التي أججت القصف. وإن كان داونينغ ستريت (رئاسة الوزراء البريطانية) يريد لعب دور من أي نوع في الترويج للسلام، فلا بد أن ينهي مبيعات السلاح وتعاونه مع المتربحين من الحرب مثل شركة Elbit".
الحكومة البريطانية في موقف محرج
أمس الأربعاء 19 مايو/أيار، سأل زعيم حزب العموم البريطاني السابق، جيريمي كوربن، في مجلس العموم وزير الدولة البريطاني بوزارة الخارجية جيمس كليفرلي حول ما إن كان جرى استخدام أسلحة وذخائر باعتها بريطانيا لإسرائيل في قصف غزة.
رفض كليفرلي الإجابة بشكل مباشر، وأصرَّ فقط على أنَّ بريطانيا لديها "نظام تراخيص قوي لتصدير الأسلحة، وكل تراخيص التصدير تُقيَّم وفقاً له".
جدير بالذكر أن احتلال الموقع الكائن بمدينة ليستر كان هو ثاني تحرك ضد مصانع شركة Elbit في غضون 24 ساعة، بعدما أغلق النشطاء مصنع الشركة بمدينة أولدهام في منطقة مانشستر الكبرى يوم الثلاثاء، 18 مايو/أيار.
وقد دعم أعضاء بالمجتمع المحلي عملية الإغلاق هذه، بما في ذلك حملة "أولدهام للعدالة والسلام".