قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، إن المفوضية الأوروبية أعدت بياناً مشتركاً حول الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، غير أن الفيتو المجري حال دول نشره.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقب مشاركته في الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول الاتحاد؛ لبحث التصعيد الناجم عن الهجمات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
بوريل أوضح أن البيان المشترك كان يدعو إلى وقف العنف على الفور بهدف حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
كما أشار البيان المشترك إلى أن العنف الحاصل في المنطقة أدى إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين بينهم أطفال ونساء، مشدداً على وجوب الحفاظ على الوضع الحالي للمسجد الأقصى، ووقف إخلاء منازل الفلسطينيين.
فيما أضاف بوريل أن البيان المشترك كان يدين استهداف إسرائيل بالصواريخ ويدعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، بشرط عدم استخدام القوة المفرطة غير المتناسبة.
في حين لفت البيان المشترك إلى أن الاتحاد الأوروبي يقر بعدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية، وأن الفلسطينيين لديهم حق الدفاع عن النفس، وأن حل الخلافات يجب أن يكون بالسبل السياسية.
"خيبة أمل" عربية من مجلس الأمن
في سياق متصل، أعربت المجموعة العربية في نيويورك، الثلاثاء، عن "خيبة أمل" إزاء عدم تحرك مجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
حيث قال سفيان ميموني، السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة، الذي تتولى بلاده رئاسة المجموعة للشهر الجاري، في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع السفير رياض منصور، مراقب فلسطين بالمنظمة الدولية، إن الجزائر طلبت عقد اجتماع عاجل للجمعية العامة للأمم المتحدة حول آخر التطورات الحاصلة في فلسطين الخميس المقبل.
ميموني أعرب عن "خيبة أمل المجموعة العربية إزاء عدم تعامل مجلس الأمن مع الوضع الخطير على الأرض في غزة وإحجامه عن مطالبة القوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) بضرورة وقف عدوانها".
من جانبه، أكد منصور أن "وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني في غزة والقدس الشرقية يتطلب إرادة وعزيمة قويتين من المجتمع الدولي لوقفها"، مضيفاً: "إذا طلب (الرئيس الأمريكي جو) بايدن وقف هذا العدوان فسوف يتوقف على الفور.. نعتقد أنه في القريب العاجل جداً سيكون هناك وقف لإطلاق النار، لكنه أمر مخز ألا يتمكن مجلس الأمن من القيام بدوره".
يشار إلى أن مجلس الأمن يعقد حالياً خلف أبواب مغلقة جلسته الرابعة حول الأوضاع بين إسرائيل والفلسطينيين.
خلال 3 جلسات عقدها المجلس خلال الأيام القليلة الماضية، حالت الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، دون التوصل إلى توافق بشأن إصدار بيان يدعو إلى الوقف الفوري للقتال.
غارات جوية إسرائيلية على غزة
إلى ذلك، يتواصل التصعيد الأمني والميداني الإسرائيلي منذ يوم الإثنين 10 مايو/أيار الجاري، حيث يشن جيش الاحتلال غارات مكثفة على مختلف مناطق قطاع غزة، مستهدفاً منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضي زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني.
في هذا الإطار، شنّت المقاتلات الإسرائيلية، الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، سلسلة غارات مكثفة وعنيفة جداً، على العديد من المناطق المتفرقة بغزة.
على إثر ذلك، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 213 شهيداً، بينهم 61 طفلاً و36 سيدة، و16 مسناً، و1442 مصاباً بجراح متفاوتة، من جرّاء غارات إسرائيلية "وحشية" متواصلة على غزة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع.
كما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على المتظاهرين في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
واستجابة لدعوة من القوى والفصائل الفلسطينية، تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة، الثلاثاء، إضراباً شاملاً، تتخلله في الضفة الغربية مسيرات شعبية ومواجهات مع قوات الاحتلال في نقاط التماس.
فيما استشهد 27 فلسطينياً في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة، وأصيب نحو 4 آلاف خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
في المقابل، ترد فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ بكثافة على مستوطنات ومدن عديدة داخل إسرائيل؛ الأمر الذي أسفر عن سقوط إصابات عديدة، بخلاف تدمير وتخريب منشآت إسرائيلية.
فقد أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى لمقتل- حتى الآن – 12 إسرائيلياً – بينهم ضابط- في حين أُصيب أكثر من 700 آخرين بجروح، إضافة لتضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف مطار "بن غوريون" الدولي.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما قامت بضم مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.