مظاهرات في 4 عواصم عربية ضد العدوان على غزة.. نددوا بإرهاب إسرائيل وأدانوا التطبيع

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/18 الساعة 20:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/18 الساعة 20:13 بتوقيت غرينتش
شهدت تونس واليمن والسودان، الثلاثاء، مظاهرات شعبية رفضاً للتطبيع ونصرة للشعب الفلسطيني/ الأناضول

شهد لبنان وتونس واليمن والسودان، الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، مظاهرات شعبية؛ رفضاً للتطبيع ونصرة للشعب الفلسطيني في مواجهة "إرهاب" إسرائيلي متواصل يستهدف قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.

"أنظمة التخاذل"

ففي بيروت، نظم مئات اللبنانيين والفلسطينيين مسيرة احتجاجية، انطلقت من مخيم مار إلياس (غرب) وصولاً إلى ساحة رياض الصلح (وسط)، تنديداً بإرهاب وجرائم إسرائيل.

المتظاهرون اللبنانيون رفعوا الأعلام اللبنانية والفلسطينية ولافتات تستنكر العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية المحتلة.

من جهته، قال زعيم التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد، في كلمة له: "جيلاً بعد جيل يؤكد الشعب الفلسطيني أنه شعب واحد في كل الأرض المحتلة وفي بلدان الشتات، رغم التشريد وكل محاولات التجزئة والتقسيم"، مضيفاً: "أنتم تصدّون خطر العنصرية والهمجية الصهيونية عن الجميع، والشعوب العربية وكل أحرار العالم أنظارهم شاخصة إليكم، على الرغم من أنظمة التخاذل والتطبيع من أنظمة الطائفية والتبعية والفساد والاستبداد".

في حين أصيب 5 متظاهرين بجراح، إثر إطلاق الجيش الإسرائيلي قنابل صوت وغاز باتجاه متظاهرين عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة (إسرائيل).

كما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن "متظاهرين في منطقة العديسة الحدودية (جنوب) تسلقوا الجدار الحدودي، وألقوا الحجارة على دبابة تابعة للعدو (إسرائيل)"، مشيرة إلى أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع تجاه المتظاهرين بشكل مباشر، ما أدى إلى إصابة 5 منهم بجروح وعدد آخر بحالات اختناق.

"تجريم التطبيع"

أما في تونس العاصمة، فقد طالب عشرات المحتجين بالتصديق على قانون لتجريم التطبيع مع إسرائيل، خلال تجمعهم قرب مقر البرلمان، وسط إغلاق أمني للمنافذ المؤدية إليه.

حيث تمكن المتظاهرين من كسر الحواجز الحديدية بعد قرابة نصف ساعة من بداية التحرك، قبل أن تتجدد مناوشات مع عناصر الأمن، لدى محاولة تفريقهم بعيداً عن بوابة البرلمان.

جاء هذا التحرك بدعوة من سياسيين وحقوقيين وأحزاب ومنظمات وجمعيات مناهضة للتطبيع، بينها حزب العمال (يسار بلا نواب)، وحركة الشعب (ناصرية ـ 15 نائباً من أصل 217)، والتيار الديمقراطي (اجتماعي ـ 22 نائباً)، والاتحاد العام التونسي للشغل، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.

فيما رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وصوراً لأطفال من ضحايا غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الماضية. ودعوا إلى توقيع عريضة شعبية في جهات تونس كافة لفرض سن قانون لتجريم التطبيع.

يذكر أنه من أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 منها علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

في هذا الإطار، تجمع الآلاف أمام مقر الاتحاد الجهوي (المحلي) للشغل بمدينة صفاقس (جنوب)، ثم انطلقوا في مسيرة جابت شوارع المدينة، تضامناً مع الفلسطينيين، بدعوة من الاتحاد (أكبر نقابة عمالية).

المشاركون رفعوا لافتات مؤيدة للفلسطينيين في القدس وغزة، مكتوباً عليها: "فلسطين عربية من النهر إلى البحر"، و"المقاومة هي السبيل لتحرير الأرض والإنسان"، و"مصير العرب من مصير فلسطين إن تحررت تحرروا"، مرددين هتافات، منها: "فلسطين عربية والقضية عربية"، و"الشعب يريد تحرير فلسطين"، و"الشعب يريد تجريم التطبيع".

من جانبه، قال يوسف العوادني، كاتب عام اتحاد الشغل بصفاقس: "نريد من خلال هذا التجمع توجيه رسالة إلى مجلس نواب الشعب (البرلمان) للعمل على سن قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني الإرهابي"، لافتاً إلى أنه "سيكون هناك تنسيق بين الاتحاد الجهوي للشغل ومصر لإرسال معدات طبية إلى قطاع غزة".

"إرهاب" إسرائيلي

أيضاً احتشد مئات في اليمنيين في مديرية مريس بمحافظة الضالع (جنوب)، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي على غزة.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: "من أحرار مريس إلى أحرار فلسطين.. نحن معكم مهما كانت جراحاتنا"، و"يجب على العالم إيقاف الإرهاب الإسرائيلي".

منذ نحو 7 سنوات، يعاني اليمن حرباً مستمرة أسقطت أكثر من 233 ألف قتيل، وخلفت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفق الأمم المتحدة.

"الأقصى لنا"

لم يختلف الوضع في العاصمة السودانية الخرطوم، حيث تظاهر المئات تنديداً بالهجمات الإسرائيلية على غزة والقدس، ودعماً للشعب الفلسطيني، بدعوة من قوى شعبية مقاومة للتطبيع‎.

فقد ردد المتظاهرون، في ميدان "جاكسون" وسط العاصمة، شعارات منها: "يا قسام (كتائب القسام) يا حبيب.. دمر دمر تل أبيب"، و"الأقصى لنا"، داعين إسرائيل إلى وقف هجماتها ضد الشعب الفلسطيني، ورافعين لافتات ترفض التطبيع.

يشار إلى أنه في أبريل/نيسان الماضي، صدّق مجلسا السيادة والوزراء بالسودان "بشكل نهائي" على مشروع يلغي قانون مقاطعة إسرائيل القائم منذ عام 1958.

قتيلان وإصابات بجنوب إسرائيل

في وقت سابق من يوم الثلاثاء، قُتل شخصان وأصيب 15 على الأقل، في هجوم صاروخي شنته فصائل فلسطينية من قطاع غزة على تجمع "أشكول" جنوبي إسرائيل.

حيث قالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان: "هناك قتيلان، وواحد إصابته خطيرة وآخر إصابته متوسطة و10 إصاباتهم طفيفة".

بدوره، ذكر متحدث الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد، في تغريدة على "تويتر"، أن صواريخ (لم يحدد عددها) أطلقت على منطقة أشكول في الجنوب، منوهاً إلى أن "الشرطة ووحدات الطوارئ توجهت إلى مكان الحادث، ويتم علاج عدد من الأشخاص".

فيما قالت صحيفة "هآرتس" على موقعها، إن القتيلين من العمال الأجانب. وذكرت "نجمة داوود الحمراء" أن عدد الإصابات 10، بينما قالت هيئة البث الإسرائيلية إنها 14 بينها 4 خطيرة.

كانت صافرات الإنذار دوت في "أشكول" وغيرها من التجمعات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة، ولاحقاً توسع منطقة الإنذار لتصل إلى مدن عسقلان وأسدود وبئر السبع.

وأعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، أنها وجهت وابلاً من الصواريخ وقذائف الهاون بعد ظهر الثلاثاء إلى مستوطنات "الغلاف"، بالإضافة إلى المدن الرئيسة أسدود وعسقلان وبئر السبع، مؤكدة أن هذا القصف يأتي رداً على القصف الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة منذ صباح اليوم وترويع الآمنين وقصف البيوت السكنية.

غارات جوية إسرائيلية على غزة

إلى ذلك، يتواصل التصعيد الأمني والميداني الإسرائيلي منذ يوم الإثنين 10 مايو/أيار الجاري، حيث يشن جيش الاحتلال غارات مكثفة على مختلف مناطق قطاع غزة، مستهدفاً منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضي زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني.

في هذا الإطار، شنّت المقاتلات الإسرائيلية، الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، سلسلة غارات مكثفة وعنيفة جداً، على العديد من المناطق المتفرقة بغزة.

على إثر ذلك، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 213 شهيداً، بينهم 61 طفلاً و36 سيدة، و16 مسناً، و1442 مصاباً بجراح متفاوتة، من جرّاء غارات إسرائيلية "وحشية" متواصلة على غزة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع.

كما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على المتظاهرين في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

واستجابة لدعوة من القوى والفصائل الفلسطينية، تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة، الثلاثاء، إضراباً شاملاً، تتخلله في الضفة الغربية مسيرات شعبية ومواجهات مع قوات الاحتلال في نقاط التماس.

فيما استشهد 27 فلسطينياً في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة، وأصيب نحو 4 آلاف خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

في المقابل، ترد فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ بكثافة على مستوطنات ومدن عديدة داخل إسرائيل؛ الأمر الذي أسفر عن سقوط إصابات عديدة، بخلاف تدمير وتخريب منشآت إسرائيلية.

فقد أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى لمقتل- حتى الآن – 12 إسرائيلياً – بينهم ضابط- في حين أُصيب أكثر من 700 آخرين بجروح، إضافة لتضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف مطار "بن غوريون" الدولي.

كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.

يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما قامت بضم مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

تحميل المزيد