الإمارات تستدعي سفير لبنان احتجاجاً على تصريحات وزير الخارجية.. ومجلس التعاون: إساءات غير مقبولة

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/18 الساعة 18:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/18 الساعة 18:17 بتوقيت غرينتش
رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري، والوزير وهبة، والرئيس ميشيل عون - رويترز

في تصعيد جديد لأزمة تصريحات وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة، استدعت وزارة الخارجية الإماراتية، الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، السفير اللبناني وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على تلك التصريحات التي قالت إنها "تتنافى مع الأعراف الدبلوماسية".

حيث أعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي عن استنكارها واستهجانها الشديدين إزاء ما وصفته بالتصريحات المشينة والعنصرية التي أدلى بها وهبة، مؤكدة أن هذه التصريحات "أساءت إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة ودول مجلس التعاون الخليجي"، طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام).

"إساءات غير مقبولة"

كما طالب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف فلاح مبارك الحجرف، وزير الخارجية اللبناني بإصدار اعتذار رسمي لدول المجلس "نظير ما بدر منه من إساءات غير مقبولة على الإطلاق".

إذ عبّر الحجرف، في بيان صدر الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، عن "رفض دول مجلس التعاون واستنكارها لما ورد على لسان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال في الجمهورية اللبنانية، خلال مقابلة تلفزيونية وما ورد فيها من إساءات مشينة بحق دول مجلس التعاون الخليجي وشعوبها، وكذلك الإساءة بحق المملكة العربية السعودية".

السعودية تستدعي سفير لبنان

في وقت سابق من يوم الثلاثاء، استدعت الخارجية السعودية، سفير لبنان لدى الرياض، على خلفية تصريحات وزير خارجية بلاده، التي اعتبرتها المملكة مسيئة لها ولدول الخليج.

الخارجية السعودية قالت، في بيان لها، إنه "نظراً لما قد يترتب على تلك التصريحات المشينة من تبعات على العلاقات بين البلدين الشقيقين فقد استدعت الوزارة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة"، مضيفة أن ذلك الاستدعاء جاء "للإعراب عن رفض المملكة واستنكارها للإساءات الصادرة من وزير الخارجية اللبناني"، مشيرة إلى أنه "تم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية".

كما أوضحت الخارجية أنها "تندد وتستنكر بشدة ما تضمنته تصريحات وزير الخارجية اللبناني من إساءات مشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون".

تصريحات شربل

والإثنين، قال شربل وهبة، وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبناني، في مقابلة مع قناة "الحرة" الأمريكية، إن "دول أهل المحبة والصداقة والأخوة زرعوا (تنظيم) داعش في سهل نينوى والأنبار (العراق) وتدمر (سوريا)". وعندما سألته مذيعة البرنامج عما إذا كان يتكلم عن دول الخليج العربي، ردّ وهبة بأنه "لا يريد أن يسمي أحداً".

فيما انتقد رئيس الوزراء اللبناني المكلف، سعد الحريري، تصريحات وزير خارجية بلاده، التي وجه فيها انتقادات لاذعة لدول الخليج، محذراً من تأثير ذلك على العلاقات الخارجية للبنان الغارق في الأزمات، فيما أعلن الرئيس ميشال عون "براءة" الدولة من تصريحات وهبة التي أغضبت سعوديين، مؤكداً أن تصريحات الوزير تمثل "رأيه الشخصي"، ولا تعكس موقف الدولة.

جاءت تصريحات عون والحريري في محاولة لتفادي المزيد من التوتر في العلاقات مع دول حليفة ومانحة للبنان.

في حين استدرك وهبة، قائلاً، الثلاثاء، إن تصريحاته حُرفت بغية "توتير العلاقات مع الأشقاء في السعودية ودول الخليج".

غضب في السعودية

المقابلة شهدت سجالاً حاداً بين الأنصاري، الذي أشار إلى أن الساسة اللبنانيين باعوا بلدهم لإرضاء "حزب الله"، وذلك قبل أن يقرر وهبة مغادرة الاستوديو وهو منفعل، ويقول عبارة ضد ضيفه الأنصاري بقصد الانتقاص منه، عندما قال له إنه "من أهل البدو".

أثار تصريح وهبة عن "أهل البدو" غضباً سعودياً على شبكات التواصل الاجتماعي، وردّ على الوزير اللبناني أمراء، من بينهم الأمير سطام بن خالد آل سعود، الذي كتب في تغريدة: "مدن الخلايجة البدو يقودون المنطقه اقتصادياً وتقنياً وثقافياً وعلمياً وسياحياً، ويأتي حاقد ناكر للمعروف لم يصل إلى ربع ما وصلوه ويسخر بهم".

يشار إلى أن لبنان يواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ حربه الأهلية من عام 1975 إلى 1990. وقد فقد دعماً مالياً حيوياً كان يحصل عليه من دول الخليج الثرية لشعورها بإحباط كبير من النفوذ المتزايد لجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.

تاريخياً، كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، إلا أنها اهتزت عام 2017؛ إذ اتهمت السعودية "حزب الله" بأنه يسيطر على القرار السياسي والأمني في لبنان، فضلاً عن تدخله في حرب اليمن دعماً للهجمات ضدها.

تحميل المزيد