روى شاب فلسطيني ظروف ما عايشه جراء القصف العنيف الذي نفّذته القوات الإسرائيلية ضد عشرات المنازل في حي الرمال بقطاع غزة، فجر الأحد 16 مايو/أيار 2021، قائلاً إنه سمع أصوات انفجارات ضخمة وعنيفة، دون سابق إنذار.
الشاب الفلسطيني سامي ساق الله أرسل عبر الإنترنت فيديو مصوراً من داخل شقته، حيث قال إنه حوصر داخلها مع زوجته وأطفاله.
وقال الشاب في المقطع "كما ترون الآن، أنا داخل بيتي محاصر، الحيطان متصدعة، مع زوجتي وأولادي كما ترون، داخل المنزل محاصرين"، كما أضاف "العمارة السكنية التي أسكنها قُصفت، الدرج يغلق باب الشقة والإسعافات".
وعقب بث الاستغاثة تمكنت طواقم الدفاع المدني من إنقاذه وزوجته وأطفاله الأربعة، عبر شرفة المنزل، من خلال سلم طوارئ.
وفي مقابلة متلفزة، قال ساق الله "إن جزءاً من العمارة التي يسكنها قُصف وانهار على رؤوس ساكنيه، وهناك مفقودون حتى الآن".
وأكمل "أنا وجاري في الطابق الأعلى لم نُصب بأذى، لكن المبنى تصدع، وحوصرنا داخله، حيث أغلق الدرج باب الشقة، وطلبت المساعد (عبر الإنترنت)"، وأضاف "كنا شهداء والآن نحن شهداء أحياء".
بدون سابق إنذار
ودمرت طائرات حربية إسرائيلية، فجر الأحد، ومن دون سابق إنذار، عشرات الشقق السكنية على رؤوس ساكنيها في حي الرمال، غربي مدينة غزة.
وقال شهود عيان، إنهم فوجئوا في ساعة مبكرة من الفجر بقصف غير مسبوق، طال المنطقة، من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية، ودمر الشوارع والمنازل.
ولحق بالمنطقة دمار هائل، طال الشوارع والمنازل التي تحولت إلى كتلة من الركام.
من جانبه، قال الطبيب محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء بمدينة غزة، إن طواقم الإنقاذ تعمل على استخراج من هم تحت الأنقاض وركام المنازل المدمرة بفعل القصف".
وأوضح أن عدد الشهداء والمصابين مرشح للزيادة في ظل وجود عائلات بأكملها تحت أنقاض المنازل.
وتابع الطبيب أبو سلمية أن "صعوبة الوضع نتيجة كثافة الصواريخ والتدمير هي ما تحول دون تحديد عدد الضحايا حتى الآن".
ويأتي هذا الحادث بعد يوم كامل على مجزرة ارتكبتها إسرائيل بحق عائلتين في مخيم الشاطئ، وراح ضحيتها 10 أشخاص، هم أم وأطفالها الأربعة، وأم أخرى وأطفالها الأربعة كذلك.
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في القدس والمسجد الأقصى ومحيطه وحي "الشيخ جراح"، إثر مساعٍ إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 145 شهيداً، بينهم 41 طفلاً، و23 سيدة، و1100 إصابة بجراح متفاوتة.
فيما استشهد 17 فلسطينياً في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة، إضافة إلى المئات من الجرحى.