أعلن الاتحاد الأوروبي، السبت 15 مايو/أيار 2021، أن ممثله الأعلى للعلاقات الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، يقود حملة دبلوماسية لإيقاف العنف إثر الهجمات والاعتداءات الإسرائيلية على غزة.
حيث أفاد بيان صادر عن مكتب بوريل، بأن الأخير أجرى محادثات في الآونة الأخيرة، مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، وإسرائيل غابي أشكنازي، ومصر سامح شكري، والأردن أيمن الصفدي، وتركيا مولود تشاووش أوغلو.
البيان الأوروبي أشار إلى أن بوريل بذل جهوداً للحد من التوتر المثير للقلق في غزة وما حولها، مؤكداً أن "بوريل أدان خلال المحادثات إطلاق حماس والجماعات الفلسطينية الأخرى للصواريخ على إسرائيل".
فيما أضاف: "شدد الممثل الأعلى بوريل على حق إسرائيل في حماية شعبها من مثل هذه الهجمات، ولكن عليها في الوقت نفسه التعامل بشكل متناسب والحيلولة دون وقوع خسائر في صفوف المدنيين".
كما طالب بوريل بـ"احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة، وتجنب أي أعمال تحريض مِن حولها، ووقف الأنشطة الاستيطانية وعمليات الهدم والإخلاء، وضمن ذلك ما يحدث في القدس الشرقية".
كان بوريل قد دعا، الأربعاء 12 مايو/أيار الجاري، إلى الوقف الفوري لما وصفها بأعمال العنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشدّداً على أنه "يجب فعل كل شيء ممكن لوقف صراع حدودي سيؤثر أولاً وقبل كل شيء على المدنيين من الجانبين".
وحشية إسرائيل تفترس 40 طفلاً
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل، منذ مساء الإثنين، 40 طفلاً فلسطينياً في غارات عنيفة شنتها مقاتلاته على أهداف بمناطق مختلفة بقطاع غزة، قالت مؤسسات حقوقية إنها أهداف مدنية.
فبحسب رصد المراكز الحقوقية، دمرت المقاتلات الحربية المنازل على رؤوس بعض الأطفال، بينما استهدفتهم بشكل مباشر في الشوارع، واصفة ذلك بـ"جرائم حرب".
وأدانت مراكز، بينها مركز الميزان لحقوق الإنسان (غير حكومي)، في بيان، التصعيد الإسرائيلي في غزة، واصفةً إياه بـ"الخطير"، مضيفة: "ندين التصعيد الإسرائيلي الخطير، لاسيما الاستهداف المتعمد وغير المتناسب للمدنيين والأعيان المدنية".
كما دعا مركز الميزان إلى التحرك "لوقف التصعيد، ومحاسبة قوات الاحتلال على انتهاكاتها التي قد ترقى لمستوى جرائم الحرب".
غارات إسرائيلية "عنيفة"
إلى ذلك، يتواصل التصعيد الأمني والميداني الإسرائيلي، حيث يشن جيش الاحتلال غارات عنيفة واسعة، السبت، على أهدافٍ متفرقة بقطاع غزة.
فقد أمطرت إسرائيل قطاع غزة بوابل من قذائف المدفعية والقصف الجوي، إذ ضربت مقاتلات جيش الاحتلال أهدافاً مدنية مختلفة، من بينها برج سكني يضم عدداً من المكاتب الإعلامية الدولية، منها مكتب قناة "الجزيرة" القطرية، ووكالة أسوشييتد برس الأمريكية.
فقد قصفت المقاتلات الإسرائيلية الحربية برج "الجلاء"، المكوّن من 13 طابقاً، بعدة صواريخ، ما أدى إلى تدميره بالكامل.
كان البرج يضم أيضاً، شققاً سكنية (نحو 60 شقة)، وبعض الإذاعات المحلية، ومكاتب لأطباء ومحامين.
فضلاً عن ذلك، ارتكبت إسرائيل، فجر السبت، مجزرة في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غربي مدينة غزة، بعدما دمرت منزلاً على رؤوس ساكنيه، ما أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين، منهم 8 أطفال وسيدتان.
"رد مزلزل"
على أثر ذلك، توعّدت كتائب عز الدين القسّام، الجناح المسلّح لحركة "حماس"، السبت، إسرائيل بـ"ردٍّ مزلزل"، بعد قصف برج سكني بمدينة غزة.
حيث قال أبوعبيدة، الناطق العسكري باسم الكتائب، في بيان: "بعد قصف البرج السكني بمدينة غزة، على سكان تل أبيب والمركز (وسط إسرائيل) أن يقفوا على رِجل واحدة وينتظروا ردّنا المزلزل".
في المقابل، ترد الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ بكثافة على العديد من المدن داخل إسرائيل؛ الأمر الذي أسفر عن سقوط قتلى وإصابات عديدة، بخلاف تدمير وتخريب منشآت إسرائيلية.
إلى ذلك، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 145 شهيداً، بينهم 41 طفلاً و23 سيدة، و1100 مصاباً بجراح متفاوتة، من جرّاء غارات إسرائيلية "وحشية" متواصلة على غزة، بحسب وزارة الصحة.
فيما استشهد 15 فلسطينياً في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة، إضافة إلى المئات من الجرحى.
في المقابل، قُتل 10 إسرائيليين، وأُصيب المئات منهم، في قصف صاروخي شنته فصائل من قطاع غزة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.