أعلنت شركات طيران إماراتية، السبت 15 مايو/أيار 2021، إلغاء رحلاتها إلى تل أبيب؛ مع استمرار التصعيد والقصف الصاروخي من المقاومة الفلسطينية.
حيث قالت شركة طيران الاتحاد (الناقل الرسمي لأبوظبي)، إنها علقت جميع رحلات الركاب والبضائع اعتباراً من الأحد، "بسبب الوضع في إسرائيل".
الشركة الإماراتية أشارت إلى أنها تتابع الوضع في إسرائيل، وتواصل البقاء على اتصال وثيق مع السلطات ومصادر المعلومات الأمنية.
كانت شركات الطيران الإماراتية قد بدأت تسيير رحلات منتظمة إلى تل أبيب عقب إعلان تطبيع العلاقات بين البلدين في سبتمبر/أيلول 2020.
في سياق متصل، قررت "فلاي دبي" (المملوكة بالكامل لحكومة دبي)، إلغاء الرحلات اعتباراً من الأحد، علماً أنها سيّرت رحلتين اليوم السبت.
ووفق إفادة رسمية عبر البريد الإلكتروني، توقعت "فلاي دبي" أن تعود لتسيير الرحلات الأسبوع المقبل، بعد أن سيّرت رحلاتٍ أقل من الرحلات الأربع اليومية المقررة، بسبب تراجع في الطلب.
كانت السلطات الإسرائيلية قررت الجمعة 14 مايو/أيار الجاري، تحويل مسار الرحلات الجوية من مطار بن غوريون الدولي شرق "تل أبيب" إلى مطار رامون في صحراء النقب، بسبب مواصلة المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ.
أول تعليق إماراتي
وفي أول رد فعل رسمي لها منذ تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية "الوحشية" قبل نحو أسبوع ضد الفلسطينيين، عبّرت دولة الإمارات، الجمعة 14 مايو/أيار 2021، عن قلقها إزاء ما وصفته بتصاعد أعمال العنف في إسرائيل وفلسطين، ودعت كل الأطراف إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف إطلاق النار وبدء حوار سياسي.
حيث ذكرت وكالة أنباء الإمارات أن وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، عبّر عن قلق بلاده البالغ إزاء "تصاعد أعمال العنف في إسرائيل وفلسطين"، مشيرة إلى أنه دعا كل الأطراف إلى "اتخاذ خطوات فورية لوقف إطلاق النار، وبدء حوار سياسي".
فيما تقدم عبدالله بن زايد بـ"خالص التعازي في جميع الضحايا (الإسرائيليين والفلسطينيين) الذين سقطوا، من جراء أعمال القتال الأخيرة".
المسؤول نفسه ذكر أن دولة الإمارات تضم صوتها إلى الآخرين في الدعوة إلى الوقف الفوري لما وصفه بـ"العنف والأعمال العدائية"، وهو الأمر الذي انتقده نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أنه يساوي بين الضحية والجلاد.
في هذا السياق، نقلت الوكالة الحكومية عن الوزير قوله أيضاً، في البيان، إن بلاده تدعو "جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ خطوات فورية للالتزام بوقف إطلاق النار وبدء حوار سياسي"، مؤكداً "استعداد دولة الإمارات التام لدعم جميع الجهود التي تهدف إلى تحقيق هذه الغاية"، وفق قوله.
غارات إسرائيلية "عنيفة"
إلى ذلك، تواصل المقاتلات الحربية الإسرائيلية، السبت، قصفها "العنيف" لأهدافٍ متفرقة بقطاع غزة.
فقد أمطرت إسرائيل قطاع غزة بوابل من قذائف المدفعية والقصف الجوي، وضربت مقاتلات جيش الاحتلال أهدافاً مدنية مختلفة، من بينها برج سكني يضم عدداً من المكاتب الإعلامية الدولية، منها مكتب قناة "الجزيرة" القطرية، ووكالة أسوشييتد برس الأمريكية.
إذ دمّرت المقاتلات الإسرائيلية الحربية برج "الجلاء"، المكوّن من 13 طابقاً، بعدة صواريخ، ما أدى إلى تدميره بالكامل.
كان البرج يضم أيضاً، شققاً سكنية (نحو 60 شقة)، وبعض الإذاعات المحلية، ومكاتب لأطباء ومحامين.
فضلاً عن ذلك، ارتكبت إسرائيل، فجر السبت، مجزرة في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غربي مدينة غزة، بعدما دمرت منزلاً على رؤوس ساكنيه، ما أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين، منهم 8 أطفال وسيدتان.
على أثر ذلك، توعّدت كتائب عز الدين القسّام، الجناح المسلّح لحركة "حماس"، السبت، إسرائيل بـ"رد مزلزل"، بعد قصف برج سكني بمدينة غزة.
حيث قال أبوعبيدة، الناطق العسكري باسم الكتائب، في بيان: "بعد قصف البرج السكني بمدينة غزة، على سكان تل أبيب والمركز (وسط إسرائيل) أن يقفوا على رِجل واحدة وينتظروا ردّنا المزلزل".
إلى ذلك، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 139 شهيداً، بينهم 39 طفلاً و22 سيدة، و1038 مصاباً بجراح متفاوتة، من جرّاء غارات إسرائيلية "وحشية" متواصلة على غزة، بحسب وزارة الصحة.
في المقابل، قُتل 10 إسرائيليين، وأُصيب المئات منهم، في قصف صاروخي شنته فصائل من قطاع غزة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.