طلبت إيران من السعودية مساعدتها في بيع نفطها والالتفاف على العقوبات الأمريكية مقابل الحد من هجمات الحوثيين على منشآت النفط في المملكة، وفق ما كشفه مسؤولون عراقيون مطلعون على المفاوضات الإيرانية-السعودية الجارية في بغداد.
إذ قال أحد المسؤولين لموقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 13 مايو/أيار 2021، إنَّ الهدف من المحادثات هو "إنهاء حالة الصراع والتحريض التي تشنها المؤسسات المرتبطة بالبلدين على جميع المستويات".
فبعد قطع العلاقات الدبلوماسية في عام 2016، بدأ الخصمان الإقليميان منذ فترة طويلة سلسلة من المحادثات المباشرة في العاصمة العراقية الشهر الماضي، بهدف تخفيف حدة التوترات بين البلدين وفي منطقة الشرق الأوسط.
المساعدة في بيع النفط الإيراني
ذكرت مصادر عراقية أنَّ الحرب في اليمن تظل القضية الأكثر طرحاً على طاولة المفاوضات، وكانت محور نقاش استمر لأربع ساعات خلال جولة محادثات الأسبوع الماضي.
خلال تلك المحادثات، سعى السعوديون، تقريباً كل يوم طوال الأشهر الأخيرة، لتأمين نهاية للهجمات التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران على مؤسسات المملكة النفطية والاقتصادية.
في هذه الأثناء، ركز الإيرانيون على كسر الخناق الاقتصادي الذي يعانون منه منذ انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاقية النووية في 2018، وإعادة فرض عقوبات واسعة النطاق على الدولة.
على وجه التحديد، دعا الإيرانيون السعوديين إلى مساعدتهم في بيع نفطهم مرة أخرى، وفقاً لمسؤول عراقي رفيع مُقرَّب من إيران وعلى دراية بتقدم المفاوضات.
قال المسؤول لموقع Middle East Eye: "لقد عرضوا بيعه (النفط) للسعوديين بسعر أقل من الأسعار العالمية بشرط أن يبيعه السعوديون في الأسواق العالمية بطريقتهم الخاصة".
إذ تعتمد إيران حالياً على الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان لبيع نفطها بطريق غير رسمي، لكنها تحتاج إلى منفذ إقليمي آخر لتجاوز الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة. وقال مسؤولون عراقيون إنَّ السعودية تبدو خياراً مثالياً للإيرانيين الآن.
مقابل وقف هجمات الحوثيين
إضافة إلى الطلب من السعوديين تأسيس منصة لبيع نفطهم، اقترح الإيرانيون أنَّ الحوثيين يجب "أن يكونوا شركاء في الحكم" مع الحكومة اليمنية في صنعاء.
في المقابل، طالب السعوديون بوقف هجمات الحوثيين على مؤسساتهم النفطية والاقتصادية، ووقف التحريض الذي تمارسه المؤسسات الإيرانية وحلفاؤها ضد السعودية في الدول ذات النفوذ المشترك، خاصة العراق واليمن ولبنان وسوريا.
بالإضافة إلى ذلك، أفاد مسؤولون عراقيون بأنَّ السعوديين طالبوا بمشاركة أكبر للسُنّة في مؤسسات الحكومة العراقية بطريقة تعكس على الوجه الأمثل نسبة كثافتهم في البلاد، وكذلك وقف هجمات الفصائل العراقية المدعومة من إيران على الحلفاء السعوديين والاستثمارات المحتملة داخل العراق.
كما قال مسؤول عراقي مقرب من إيران لموقع Middle East Eye: "انصب الاهتمام السعودي الأكبر على وقف هجمات الحوثيين على مؤسساتهم. والباقي كان مجرد تفاصيل".
مفاوضات إيران والسعودية في العراق
في التاسع من أبريل/نيسان 2021، اجتمع الوفدان الإيراني والسعودي للمرة الثانية في بغداد، وشملت الاجتماعات هذه المرة فتح الملفين اللبناني واليمني.
كشف سياسي عراقي مقرب من الكاظمي، لـ"عربي بوست"، أنه "قبل زيارة الكاظمي إلى الرياض زار وفد إيراني أمني بغداد بشكل سري، وأبلغ الكاظمي بإيصال رسالة إلى الجانب السعودي، أبرز ما جاء فيها الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان، ودور السعودية في هذه الأزمة".
حسب المعلومات التي حصل عليها "عربي بوست" من مسؤولين عراقيين، فإن اجتماعاً سبق اجتماع 9 أبريل/نيسان، ضمَّ وفداً أمنياً من الأردن ومصر.
كما قال مسؤول استخباراتي إيراني كان من ضمن الوفد الإيراني المشارك في اجتماع 9 أبريل/نيسان 2021، مع الجانب السعودي، إن "الرياض طالبت بتدخل إيران لوقف هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية السعودية".
أيضاً عرف الاجتماع التطرق لأهمية النفوذ السعودي في لبنان، ودورهم فى حل الأزمة الاقتصادية والجمود السياسي في بيروت.
بحسب المصدر ذاته، فإن "الوفد الإيراني طلب من نظيره السعودي التدخل لدى الجهات السياسية اللبنانية الفاعلة والمقربة من المملكة العربية السعودية، لحل الأزمة السياسية في لبنان، وتشكيل حكومة جديدة شريطة موافقة حزب الله اللبناني على الحكومة الجديدة، دون المزيد من الرفض والعقبات".