خرجت في عدد من المدن الفلسطينية بالضفة الغربية مسيرات عفوية حاشدة في ساعات متأخرة من ليلة الخميس 13 مايو/أيار 2021، وذلك تضامناً مع قطاع غزة، الذي تعرض لقصف جوي ومدفعي عنيف مساء أمس، وقد تحولت المظاهرات لاشتباكات مع القوات الإسرائيلية، أسفرت عن عدد من الإصابات بالرصاص.
وخرجت المسيرات في مدن نابلس وطولكرم وجنين شمالي الضفة، ورام الله والخليل وبيت لحم.
ففي مدينة نابلس، شارك مئات الفلسطينيين في مسيرة انطلقت من مركز المدينة إلى البلدة القديمة. وفي جنين، شارك المئات في وقفة بوسط المدينة، رددوا خلالها شعارات مناهضة للاحتلال، ثم توجهوا إلى حاجز الجلمة الإسرائيلي شمالي المدينة؛ حيث اندلعت مواجهات استخدم خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي، وفق وسائل إعلام محلية.
ووسط الضفة الغربية، شارك العشرات في وقفة على دوار المنارة وسط المدينة منددين بالعدوان الإسرائيلي.
وجنوبي الضفة، نظم المئات وقفة تضامنية وسط مدينة الخليل، في حين انطلق عشرات الشبان في مسيرتين من مخيم العروب وبلدة بيت أمر شمالي المدينة نحو نقاط التماس مع قوات الاحتلال.
وانتهت مسيرة الخليل بمواجهات في منطقة "باب الزاوية" وسط المدينة؛ حيث نقطة تمركز لجيش الاحتلال، في حين انتهت مسيرتا العروب وبيت أمر إلى مواجهات مع الاحتلال على حاجزين عسكريين على مدخليهما استخدم خلالهما الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي.
إصابات بالرصاص الحي
وبحسب مراسل وكالة الأناضول، فقد أصيب 16 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي، ليلة الخميس، خلال مواجهات بمناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة.
من جهتها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان وصل الأناضول، إن 4 إصابات بالرصاص الحي في الأطراف السفلية وصلت مستشفى مدينة أريحا الحكومي، جميعها بحالة مستقرة، مشيرة إلى مواجهات جرت على مدخل المدينة الجنوبي بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال.
ولفتت إلى أن إصابة أخرى بالرصاص الحي في الأطراف السفلية تعاملت معها الطواقم الطبية في مستشفى مدينة طولكرم الحكومي (شمال).
من جانبها، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية إنه تم تسجيل العشرات من حالات الاختناق؛ نتيجة استنشاق غاز مسيل للدموع، خلال مواجهات مع جيش الاحتلال في عدة محافظات بالضفة الغربية.
وذكرت أن الإصابات تركزت شمالي الضفة في بلدة "جينصافوط" شرقي مدينة قلقيلية، وبلدة "قراوة بني حسان" غربي مدينة سلفيت، وبلدة "بيتا" جنوب مدينة نابلس.
حماس تشيد بتحرك الضفة
من جانبها، أشادت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الجمعة، بالمسيرات الجماهيرية التي خرجت بمدن الضفة الغربية الليلة الماضية، تضامناً مع قطاع غزة والقدس المحتلة.
وفي تصريح وصل وكالة الأناضول، وجّه المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم التحية "للمواقف البطولية والشجاعة للجماهير في مدن وقرى الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل".
وقال برهوم إن تلك المواقف أكدت وحدة الدم والمصير، و"التلاحم الكبير بين كل أبناء شعبنا في ربوع الوطن، رفضاً للسياسات الإجرامية التي تتعرض لها غزة والقدس والمسجد الأقصى".
واعتبر أن ذلك يوصل رسالة مفادها أن "زمن الاستفراد الإسرائيلي بالقدس وغزة وأي مكان في فلسطين قد ولى".
وأضاف أن "الكل الفلسطيني" مطالب بالانخراط الفاعل في المواجهة المفتوحة مع "العدو الصهيوني"، لاسيما في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية عموماً، والقدس وغزة على وجه التحديد.
وتابع "الرهان كبير على أهلنا في الضفة الغربية في حسم كل المعارك مع العدو"، واصفاً الضفة بـ "المخزون الاستراتيجي للمقاومة".
قصف عنيف على قطاع غزة
وجاءت المظاهرات التي خرجت في وقت متأخر تضامناً مع ما شهدته المنطقة الشمالية من قطاع غزة من هجوم عنيف استهدف منازل المواطنين وأسفر عن عشرات الشهداء ومئات الجرحى.
وقد ذكرت وكالة "الأناضول" للأنباء أن "الجيش الإسرائيلي قصف بالمدفعية والطيران الحربي، بشكل متزامن وغير مسبوق، مناطق شرقي وغربي ووسط محافظة شمالي قطاع غزة".
كما أضافت أن "التيار الكهربائي قُطع عن مناطق واسعة شمالي القطاع، من جرّاء القصف الإسرائيلي الكثيف، وتصاعد ألسنة اللهب من المواقع المستهدفة (لم يحددها)"، دون تفاصيل أكثر.
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن "قوات جوية وبرية تشن في هذه الساعة غارات على قطاع غزة".
ومنذ الإثنين، استشهد 109 فلسطينيين، بينهم 28 طفلاً و15 سيدة، وأصيب 621 بجروح جراء غارات إسرائيلية "وحشية" متواصلة على غزة، فيما سقط 4 شهداء ومئات الجرحى في مواجهات بالضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، وفق مصادر فلسطينية رسمية.
يذكر أن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة تفجرت من جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي "الشيخ جراح"، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها ليهود.