شنّ عضو هيئة كبار العلماء المصرية (رسمية) أحمد عمر هاشم، في خطبة الجمعة، 14 مايو/أيار 2021، بالجامع الأزهر في القاهرة، هجوماً قوياً على إسرائيل، قائلاً إن "الاحتلال الصهيوني انتهك حرمة المسجد الأقصى واعتدى على المقدسات الدينية".
حيث ندد هاشم بما واجهته الأمة الإسلامية من هجوم الأعداء على الدين وكتاب الله ومقدساته، داعياً الحكام إلى "أن يكونوا صفاً واحداً لاستخلاص القدس الشريف من أيدي شُذّاذ الأرض، وردع الذين ظلموا، وما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة"، وذلك في تصريحات غير مسبوقة على المستوى الرسمي.
كما مضى هاشم قائلاً: "يا كل حكامنا ورؤسائنا، قفوا أمام واجبكم اليوم، بعد أن داس الصهاينة حقوق الإنسان وحرمة بيت من بيوت الله، فإن الصمت على ما يحدث في المسجد الأقصى صمت مُخزٍ لا يليق بعالم يتباهى بأنه عالم التنوير والحضارة".
هاشم ندد بما وصفه بالمجزرة النكراء في أرض الإسراء والتي يندى لها الجبين، داعياً إلى اتخاذ موقف قوي يعيد الحق السليب لأهله، وعدم الاكتفاء بالشجب والإدانة، وقال: "وا أسفاه على الصمت المخزي الجبان".
في حين أشار إلى أن "المحتلين الإسرائيليين أهانوا الركَّع السجود في المسجد الأقصى، وقتلوا من قتلوا، وفي هذا ظلم صارخ يستوجب علينا مقاومته"، مطالباً بـ"قوة ردع إسلامية تتمثل في بلاد الإسلام، وبلاد العرب، وأصحاب هذه الحقوق".
وشدّد على أن "الصمت عما يحدث في المسجد الأقصى صمت مُخزٍ لا يليق بعالم يتباهى بأنه عالم التنوير والحضارة".
خطبة أحمد عمر هاشم أثارت ردود فعل ملموسة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حيث أشاد كثيرون بها، مشيرين إلى أنها تُعبّر عن الموقف الرسمي "القوي" للدولة المصرية من الاعتداءات الإسرائيلية، بينما قلّل آخرون من قيمة تلك الخطبة، قائلين إنها مجرد أقوال لا أفعال؛ لمحاولة الظهور بالموقف الرافض بشدة لتلك الاعتداءات، حسب قولهم.
"سيستمر الجهاد حتى تتحرر القدس"
على صعيد موازٍ، قال مفتي مصر السابق الشيخ علي جمعة، الجمعة 14 مايو/أيار 2021، إن القدس ليست مجرد مدينة، بل رمز للإسلام والعروبة والوطنية، وسيستمر الجهاد في سبيل الله حتى تتحرر من المحتل المغتصب.
جاء ذلك في تغريدة عبر حسابه على "تويتر" تزامناً مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على الأراضي الفلسطينية، لاسيما مدينة القدس والمسجد الأقصى.
جمعة أضاف: "القدس رمز عروبتنا وإسلامنا ووطنيتنا.. وهي رمز لكل كياننا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا.. القدس الشريف ليست مجرد مدينة إنما هي رمز للمسلمين"، مضيفاً: "نريد السلام وندعو العالم كله إلى سلام قائم على العدل لا العدوان.. القدس لا يتخلى عنها مسلم ولا ينساها مؤمن".
فيما تابع: "إذا خنا القدس- لا قدر الله ذلك ولا كتبه عليناـ فإن أولادنا لن يدركوا خيانتنا إلا لعنة علينا، وسيستمر الجهاد في سبيل الله، إلى أن تحرر من المحتل المغتصب وتعود إلى أمة تؤمن بكل الأنبياء".
مصر تبحث مع فرنسا وأيرلندا وقف الهجوم الإسرائيلي
في سياق متصل، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع نظيريه الفرنسي جان إيف لودريان، والأيرلندي سيمون كوفيني، وقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، وفتح آفاق التسوية النهائية للقضية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين أجراهما شكري، الخميس، مع نظيريه الفرنسي والأيرلندي، وفق بيان للخارجية المصرية.
فقد بحث شكري مع لودريان "تطورات الأيام الأخيرة في القدس والمسجد الأقصى الشريف، فضلاُ عن التطورات المتصلة بقطاع غزة"، مشدداً على "أهمية وقف الهجوم الإسرائيلي على غزة، لحقن الدماء وإنقاذ الأرواح، عبر وقف كامل وفوري لإطلاق النار؛ حتى يتسنى العمل على إطلاق الجهود السياسية وفتح آفاق التسوية النهائية للقضية الفلسطينية".
كما تطرقت مباحثات شكري مع كوفيني إلى "الجهود التي يسعى مجلس الأمن الدولي للقيام بها تحمُّلاً لمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين"، في ضوء عضوية أيرلندا بمجلس الأمن، عشية انعقاد جلسته الثالثة لبحث أساليب الخروج من الأزمة الراهنة.
روحاني ينتقد صمت مصر والأردن
كان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قد انتقد صمت مصر والأردن الجارتين لإسرائيل، إزاء الاعتداءات الأخيرة ضد الفلسطينيين.
حيث تساءل في تصريحات أدلى بها الأربعاء، عقب اجتماع للحكومة في طهران، قائلاً: "لماذا تصمت دول كبيرة جارة لإسرائيل، مثل مصر والأردن؟ كذلك الأمر بالنسبة للدول الأخرى في المنطقة، لماذا لا يعارضون؟ (الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة ضد الفلسطينيين)".
فيما خاطب الرئيس الإيراني المسؤولين الإسرائيليين بالقول: "أنتم صهاينة جناة، ليس لديكم معتقد إلهي"، مشدّداً على دعم بلاده لفلسطين، ومبيناً أنه لا سبيل أمام الفلسطينيين سوى المقاومة والجهاد، بحسب تعبيره.
مواجهات متصاعدة
يُذكر أنه عقب صلاة الجمعة، اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، في 24 نقطة بالضفة الغربية، إثر فض مسيرات منددة بالممارسات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، والجرائم بقطاع غزة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يشار إلى أنه منذ يوم الإثنين 10 مايو/أيار الجاري، استشهد 122 فلسطينياً، بينهم 27 طفلاً و11 سيدة، وأصيب أكثر من 900 بجروح، من جرّاء غارات إسرائيلية "وحشية" متواصلة على غزة، فيما سقط 5 شهداء ومئات الجرحى في مواجهات بالضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، وفق مصادر فلسطينية رسمية.
بينما قُتل 7 إسرائيليين في قصف صاروخي شنته فصائل من قطاع غزة.