نفت القناة العاشرة الإسرائيلية، الأربعاء 14 مايو/أيار 2021، أنباء قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي باجتياح بري لقطاع غزة، لتكذّب بذلك ما ذهبت إليه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، التي نقلت تصريحات غير دقيقة عن متحدث في الجيش الإسرائيلي، تفيد بـ"بدء عملية برية في قطاع غزة".
وعاش قطاع غزة يوماً عنيفاً من القصف الصاروخي والمدفعي غير المسبوق، والذي رفع عدد الشهداء إلى 103 شهداء، بينهم 27 طفلاً و11 سيدة، بينما أصيب 580 جريح.
القناة الإسرائيلية قالت نقلاً عن الجيش الإسرائيلي، إنه "لا وجود لأي توغل بري للجيش الإسرائيلي في أي منطقة بقطاع غزة".
من جانبها، أكدت هيئة البث الإسرائيلية عدم وجود أي اقتحام بري، معتبرةً أن الصحيفة الأمريكية وقعت بـ"خطأ في ترجمة ما قاله المتحدث باسم الجيش".
في السياق نفسه، شدد مراسلون عسكريون بإسرائيل على أن "الأمر يتعلق باستخدام بطاريات المدفعية البرية الثقيلة في القصف فقط، وليس الاجتياح البري على القطاع".
يُذكر أن جيش الاحتلال حشد ما بين 3000 و4000 جندي على الحدود في الأيام الأخيرة، حسبما قال مسؤولون عسكريون.
إعلان الجيش الإسرائيلي يتزامن مع تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن تل أبيب "ستواصل عمليتها العسكرية في قطاع غزة بقوة كبيرة".
إذ قال نتنياهو، في بيان صدر عن مكتبه: "نخوض معركة على جبهتين: الجبهة الأولى هي غزة، قلت إننا سنجبي ثمناً باهظاً للغاية من حركة حماس ومن باقي التنظيمات (الفلسطينية)، ونفعل ذلك وسنواصل فعل ذلك بقوة كبيرة".
كما أضاف: "الكلمة الأخيرة لم تُقَل بعد، وهذه العملية ستستمر وفق الحاجة بغية استعادة الهدوء والأمان لدولة إسرائيل".
ولفت نتنياهو إلى أن الجبهة الثانية هي المدن الإسرائيلية.
قبل أن يتابع حديثه: "ندعم أفراد الشرطة والجنود وأفراد الأجهزة الأمنية الأخرى دعماً كاملاً، في سبيل استعادة القانون والنظام العام لمدن إسرائيل، وضمن ذلك إشراك جنود الجيش والشاباك (جهاز الأمن العام)".
قصف غير مسبوق
شن الجيش الإسرائيلي، منتصف ليل الخميس ـ الجمعة 14 مايو/أيار 2021، سلسلة من الغارات العنيفة وغير المسبوقة ضد أهداف في مناطق متفرقة شمال قطاع غزة، وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، تنفيذ غارات جوية وقصف مدفعي على قطاع غزة.
كما أفاد مراسل الأناضول، بأن المدفعية والطيران والقطع البحرية الإسرائيلية تقصف حالياً بشكل متزامن وغير مسبوق أهدافاً غير معلومة، في المناطق الشرقية والغربية لمحافظة شمالي قطاع غزة.
بينما انقطع التيار الكهربائي عن مناطق واسعةٍ شمالي القطاع، إثر القصف الإسرائيلي الكثيف، كما تصاعدت ألسنة اللهب من المواقع المستهدفة، فيما لم يتسن على الفور معرفة معلومات أخرى عن آثار تلك الغارات.
فيما قال المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، إن العدو "ينفذ غارات استعراضية للتدمير ولن تؤثر في قدراتنا".
ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية الوحشية والمتواصلة على قطاع غزة منذ الإثنين، إلى 103 شهداء و580 إصابة.
قالت الوزارة، في بيان، إن "عدد شهداء العدوان الإسرائيلي، منذ الإثنين، ارتفع إلى 103، من بينهم 27 طفلاً و11 امرأة".
كما أشار البيان إلى أن عدد الإصابات ارتفع كذلك إلى 580 بجراح مختلفة.
في وقت سابق من الخميس، استهدفت المدفعية الإسرائيلية، بشكل كثيف، أراضي زراعية ومنازل للمواطنين في قرية "أم النصر"، ما تسبب بإصابة العشرات.
في جنوب القطاع، استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، من جراء قصف مقاتلات إسرائيلية منزلاً. وأفاد شهود عيان بأن "طائرات حربية إسرائيلية استهدفت منزلاً بمدينة رفح (جنوب)، دون إطلاق إنذار مسبق لقاطنيه".
كما أوضح الشهود أن "القصف أسفر عن شهداء ومصابين (دون تحديد عددهم)، وتدمير المنزل بالكامل، وإلحاق أضرار جسيمة بالمنازل المحيطة".
وأضافوا أن "الطواقم الطبية وقوات الدفاع المدني هرعت إلى موقع الحادث؛ لإجلاء القتلى والمصابين من تحت الأنقاض".