أظهرت مقاطع مصورة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي شاباً يتعرض لضرب عنيف في مدينة تل أبيب الإسرائيلية، على يد المستوطنين الذين ظنوا أنه فلسطيني قبل أن يكتشفوا هُويته الحقيقية.
يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه مدن الداخل المحتل عام 1948 احتجاجات حاشدة للفلسطينيين تضامناً مع التصعيد في القدس وقطاع غزة، تبعها عدوان للمستوطنين على أهالي البلدات الفلسطينية مساء أمس الأربعاء بشكل عنيف، تحت حماية قوات الشرطة الإسرائيلية.
اقرأ أيضاً
كادوا يقتلونه
في الحادثة التي تناقلتها وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل، الأربعاء 12 مايو/أيار 2021، جرَّ حشد من المستوطنين رجلاً أعزل اعتقدوا أنه عربي من سيارته، وضربوه، حتى رقد على الأرض بلا حراك وغطت أجزاء جسده الدماء.
لقطات الهجوم الذي وقع في منطقة "بات يام"، بالقرب من تل أبيب، بثَّتها قنوات التلفزيون على الهواء مباشرة، لكن الشرطة وخدمات الإسعاف والطوارئ لم تصل إلى مكان الحادث إلا بعد 15 دقيقة، فيما ظلَّ الضحية طوال ذلك مستلقياً بلا حراك على ظهره في منتصف الشارع.
برر المستوطنون الإسرائيليون الهجوم بالقول إنه رجل عربي كان يحاول دهس اليهود، قبل أن تكشف الشرطة أن المعتدى عليه إسرائيلي، حسبما نقلت صحيفة The Guardian البريطانية.
من جهة أخرى، قال مسؤولو مستشفى إيخيلوف تل أبيب في بيان، إن الرجل "الذي وقع ضحية اتهامٍ دون محاكمة أصيب بجروح خطيرة لكن حالته مستقرة".
اقرأ أيضاً
اشتباكات في الداخل المحتل
وفي أماكن أخرى في يافا واللد، حطَّمت مجموعة من الإسرائيليين نوافذ محلٍ لبيع الآيس كريم مملوك لفلسطينيين، وشوهد المتظاهرون وهم يهتفون: "الموت للعرب!" عبر البث المباشر لقنوات التلفزيون خلال مواجهات لفلسطينيين مع شرطة حرس الحدود الإسرائيلية.
وتصاعدت حدة المواجهات في اللد في أعقاب استشهاد الشاب موسى حسونة، الإثنين، برصاص متطرفين يهود، واعتداء قوات الأمن الإسرائيلي على المشاركين في جنازته خلال التشييع، الثلاثاء، وسط تصاعد تحريض مسؤولين ووسائل إعلام إسرائيلية على المواطنين العرب.
كما وصل نتنياهو إلى اللد، ودعا إلى "إعادة فرض حكم الدولة" وذلك باستخدام "القبضة الحديدية"، وقال إن "ما شاهدناه في المدينة يعبر عن الفوضى المطلقة، علينا استعادة السيطرة على المدينة"، وأضاف: "إذا لزم الأمر سنفرض حظر تجول في اللد ومناطق أخرى".
ومنذ الإثنين، استشهد 56 فلسطينياً وأصيب نحو 900 بجروح، من جراء غارات إسرائيلية عنيفة متواصلة على قطاع غزة، ومواجهات بالضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، وفق مصادر فلسطينية رسمية.
المواجهات انطلقت من مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان، بعد اعتداءات قامت بها قوات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنون، في منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى، وحي "الشيخ جراح"، حيث تواجه 12 عائلةً خطر الإجلاء من منازلها لصالح مستوطنين إسرائيليين.