وصل الانقسام حول العدوان الإسرائيلي على فلسطين إلى الوسط السياسي في مدينة نيويورك الأمريكية، فقد دافع بعض المرشحين لمنصب عمدة مدينة نيويورك عن إسرائيل في تصريحات تتعلق بالمواجهات الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومن ضمن هؤلاء المرشحان اللذان يتصدران السباق، وفي الوقت الذي تراجع فيه بعضهم عن دعم إسرائيل فإن البعض الآخر مازال مُصراً على الوقوف إلى جانب تل أبيب.
كانت المواجهات بدأت على أثر محاولات مستوطنين إسرائيليين الاستيلاء على منازل مملوكة لفلسطينيين في حي الشيخ جرَّاح بالقدس، وزاد عليها مهاجمة القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى والتمهيد لاقتحام المستوطنين الإسرائيليين له، ومن ثم انطلقت احتجاجات عدة في القدس المحتلة وأعقبها دخول حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية على خط المواجهة وإطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة، غير أن إسرائيل بادلت بشنِّ غارات جوية على غزة أسفرت عن مقتل مدنيين، منهم أطفال ونساء.
المرشحون في مرمى الانتقادات
حسب تقرير لموقع Al-Monitor الأمريكي، الخميس 13 مايو/أيار 2021، فإن المرشح الديمقراطي أندرو يانغ، الذي كان أيضاً أحد المرشحين لمنصب الرئاسة الأمريكية في انتخابات عام 2020، قال إنه "يقف إلى جانب إسرائيل"، وأدان تصرفات حركة حماس.
بعد ذلك، تراجع يانغ عن تصريحاته بحلول الأربعاء 12 مايو/أيار، بعد التحدث إلى بعض المتطوعين في حملته. وفي بيان جديد أصدره، قال يانغ إن تصريحاته الأصلية كانت "مفرطةً في اختزالها" للأزمة الجارية.
كما أضاف: "أنا أحزن، من أجل كل فلسطيني فقد حياته قبل الأوان بقدر الحزن نفسه، من أجل كل إسرائيلي" فقد حياته كذلك.
في السياق نفسه، أدلى المرشح المنافس، إريك آدامز، يوم الإثنين، بتصريحات مماثلة في تأييدها لإسرائيل. وقال آدامز، وهو رئيس حي بروكلين وكان يعمل ضابط شرطة في السابق: "أقف كتفاً بكتف مع الشعب الإسرائيلي في وقت الشدة هذا".
تلقَّى يانغ على وجه الخصوص انتقادات حادة لتصريحاته، لأنها لم تلتفت إلى معاناة الفلسطينيين، واتهمته نائبة الكونغرس الديمقراطية عن ولاية نيويورك، ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، الثلاثاء 12 مايو/أيار، بأنه قد أدلى بـ"تصريحات متغطرسة" غير عابئة بمعاناة الفلسطينيين خلال شهر رمضان المبارك.
في المقابل، أدلى سياسيون آخرون من مدينة نيويورك بتصريحات كانت أكثر دعماً للقضية الفلسطينية.
داعمون لفلسطين
إذ قال عضو مجلس المدينة السابق، جومان ويليامز، إن "الجدير بنا أن نحزن على وفاة الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء"، ومع ذلك فقد تلقى انتقادات على تويتر من أشخاص قالوا إنه كان يجب أن ينتقد إسرائيل فقط؛ لمسؤوليتها المباشرة عن المواجهة الحالية.
من جانبها، ركَّزت أليكسا فيليس، مرشحة مجلس المدينة، في بيان أصدرته يوم الثلاثاء، انتقاداتها على الجانب الإسرائيلي فقط للهجمات التي يشنها على الفلسطينيين.
كما دعا المرشح براندون ويست إلى "تحرير فلسطين"، تعليقاً على المواجهات المشتعلة في الأراضي المحتلة.
من الجدير بالذكر أن الاثنين يحظيان بتأييد "منظمة الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا"، وهي منظمة سياسية أمريكية تجهر بدعمها للقضية الفلسطينية ومهاجمة الاحتلال الإسرائيلي.
مواجهات بين الداعمين لفلسطين والمؤازرين للاحتلال
على صعيد آخر، احتجت كل من المجموعات المؤيدة لإسرائيل وغيرها من المجموعات المؤيدة للفلسطينيين أمام القنصلية الإسرائيلية في مدينة نيويورك يوم الثلاثاء 12 مايو/أيار، وتحولت التظاهرات إلى مناوشات عنيفة في بعض الأحيان، بحسب ما نقلته صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تبرز فيها الخلافات حول تأييد إسرائيل أو فلسطين على الساحة السياسية في نيويورك. فالمرشح الديمقراطي أندرو يانغ، على وجه الخصوص، كثيراً ما أبدى دعمه لإسرائيل طوال الحملة، ووصف العلاقات الاقتصادية بين نيويورك وإسرائيل بأنها "مهمة للغاية"، في مارس/آذار. والمدينة بها جاليات مسلمة ويهودية كبيرة. كما أن إدارة شرطة نيويورك شاركت في برامج تدريبية مع قوات الأمن الإسرائيلية.
تجري الانتخابات التمهيدية لاختيار المرشحين عن الحزب الديمقراطي بمناصب مجلس مدينة نيويورك في 22 يونيو/حزيران، تليها الانتخابات العامة في 2 نوفمبر/تشرين الثاني، وكان يانغ يتصدر استطلاعات الرأي معظم هذا العام. ومن المرجح أن ينتصر الفائز في الانتخابات التمهيدية على بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات العامة، فولاية نيويورك في عمومها تعتبر أحد معاقل الحزب الديمقراطي بالولايات المتحدة.