بدعوى فقدان السيطرة على مدن الداخل.. هآرتس: الجيش الإسرائيلي يستعد لإنهاء القصف على غزة

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/13 الساعة 15:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/13 الساعة 16:22 بتوقيت غرينتش
قوات إسرائيلية تعتقل فلسطينيا في القدس/ رويترز

قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية، الخميس 13 مايو/أيار 2021، إن الجيش الإسرائيلي يستعد لإصدار أمر بإنهاء القتال عبر الحدود في غزة في أقرب وقت ممكن، مُحتجّاً بخروج تهديد الصدامات اليهودية العربية في مختلف أنحاء البلاد عن السيطرة، والتي خلفت العشرات من الإصابات الخطيرة في صفوف الإسرائيليين.

وفق الصحيفة نفسها، فإنه في النقاشات الأخيرة التي خاضها كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيليون، قدَّر المسؤولون أنَّ العنف في مدن اللد وبات يام وعكا ومدن أخرى يُشكِّل تهديداً أمنياً لا يقل خطورة عن القتال في غزة.

خطة إسرائيل

تقول الصحيفة إن الجيش، بانتظار أوامر الحكومة، لتصعيد الضربات على قطاع غزة من أجل إنهاء هذه الجولة من العنف، التي بدأت الإثنين الماضي، 10 مايو/أيار، وتصاعدت طوال الأسبوع.

يحدث هذا في الوقت الذي رفضت إسرائيل حتى الآن عدداً من العروض لوساطات من أجل وقف إطلاق النار، لكنَّ مصادر تقول إنَّ العنف داخل إسرائيل قد يجبرها على إعادة النظر.

بينما يقول مسؤولون دفاعيون إنَّ البنية التحتية السياسية والعسكرية لحماس تلقت ضربة موجعة منذ بدأت الأعمال العدائية، وإنَّ الردع الإسرائيلي قد استُعيد إلى حدٍّ كبير.

لكنَّ الجيش يعتزم تكثيف الضربات في مقبل الأيام، بهدف حرمان حماس من القدرة على الاستعادة السريعة لقدراتها. ومن شأن هذا أن يمثل مخاطرة محسوبة، لأنَّ تصعيد الضربات في غزة قد يقود إلى تصعيد أكبر.

تزعم الصحيفة أيضاً أن الجيش قلق أيضاً من إطاحة حماس، وهو ما يعكس تخوفاً بين صانعي القرار الإسرائيليين من حدوث فراغ سلطة في غزة يمكن أن يؤدي إلى الفوضى.

نحو حرب أهلية!

أمس الأربعاء، 12 مايو/أيار 2021، حذّر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، من اندلاع "حرب أهلية" في إسرائيل، بعد مواجهات دامية اندلعت في مدن مختلطة بين فلسطينيين وإسرائيليين.

إذ صرح ريفلين لدى تعليقه على مشاهد اعتداء عشرات الإسرائيليين على شاب فلسطيني في مدينة "بات يام" (وسط): "الحرب اندلعت في شوارعنا والأغلبية الصامتة مذهولة ولا تصدق ما تراه".

وتفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ بداية شهر رمضان المبارك 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، وخاصة منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي "الشيخ جراح".

صدمة داخل إسرائيل

في تصريحات لقناة "كان" الرسمية، قال ريفلين: "الأغلبية الصامتة لا تقول شيئاً لأنها مصدومة تماماً".

وتابع: "نحن نخلق حالة نسمح فيها بحرب أهلية لأننا صامتون".

كما ناشد ريفلين "جميع القادة (العرب والإسرائيليين في إسرائيل) أن يقولوا للناس ألا يصابوا بالجنون"، مضيفاً: "نحن مواطنو بلد واحد، ومجتمع واحد".

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس: "الانقسام الداخلي يهددنا ولا يقل خطورة عن صواريخ حماس".

كما أضاف غانتس في كلمة متلفزة: "لا يجب أن نكسب المعركة في غزة ونخسر المعركة على الوطن".

اعتداءات عنصرية ضد فلسطينيي الداخل 

فقد طالب نائب عربي في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، الخميس، الأمم المتحدة بتوفير الحماية للمواطنين الفلسطينيين داخل إسرائيل، في ظل هجمات واسعة يتعرضون لها من إسرائيليين منذ أيام.

النائب سامي أبو شحادة، من القائمة المشتركة، قال في تصريح مكتوب إنه وجه طلبه هذا في رسالة مكتوبة إلى مديرة مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليه.

كما أوضح أنه طلب منها "التدخل الدولي وفرض الحماية للمواطنين الفلسطينيين في دولة إسرائيل".

المتحدث نفسه أرجع ذلك إلى "الاعتداءات العنصريّة اليوميّة التي يتعرض لها المواطنون العرب، تحت رعاية ودعم من القيادة السياسية في إسرائيل، وسط حالة من التحريض الدائم والعنصري تجاه كل ما هو عربي وفلسطيني في البلاد".

يذكر أن المواطنين العرب يشكلون نحو 20% من عدد سكان إسرائيل البالغ أكثر من 9 ملايين نسمة.

وأفاد مواطنون عرب بتعرضهم لاعتداءات واسعة، خلال الأيام القليلة الماضية، من جانب يهود والشرطة الإسرائيلية، كما نظم عدد كبير منهم داخل إسرائيل وقفات تضامن مع الفلسطينيين في القدس الشرقية وقطاع غزة، في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.

تحميل المزيد