أعرب جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس عن معارضتهما للجهود التي تبذلها مصر للتوسط لوقف إطلاق النار، ليل الإثنين – الثلاثاء 10 و11 مايو/أيار 2021، إذ أطلقت فصائل المقاومة في قطاع غزة أكثر من 250 صاروخاً وأصابت 7 إسرائيليين، فيما شنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات على غزة رداً على ذلك، مما أسفر عن مقتل 24 شخصاً.
فصائل المقاومة في قطاع غزة أعلنت أنها تشن عملية أُطلِق عليها اسم "سيف القدس". بدورها، أعلنت إسرائيل شن عملية رداً على ذلك أطلقت عليها اسم "حراس الجدار".
توترات متصاعدة
صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية قالت إن حماس حذَّرت، ليل الإثنين، مسؤولين مصريين من أنَّ الفصائل المُسلَّحة في غزة ترفض الدخول في أية مفاوضات ما لم تسحب إسرائيل قواتها الأمنية من الحرم القدسي وحي الشيخ جراح وتطلق سراح جميع المعتقلين في الاشتباكات الأخيرة في القدس والضفة الغربية، بحسب صحيفة "العربي الجديد". وطالبت حماس أيضاً بإلغاء عمليات إجلاء السكان المُخطَّط لها في حي الشيخ جراح.
فيما قالت حماس للمسؤولين المصريين إنها "تُسقِط تماماً" جميع التفاهمات السابقة التي توصلت لها مع إسرائيل، وستُعِيد الوضع إلى نقطة الصفر.
ويُقدَّر مسؤولون مصريون أنَّ إسرائيل وغزة تتجهان إلى مزيد من التصعيد. وبحسب ما ورد، طلب المسؤولون وقتاً لمحاولة احتواء الأزمة وإقناع إسرائيل بالتراجع قبل أن تتطور الاشتباكات إلى "نقطة اللاعودة".
كما حذرت حماس من جانبها من أنَّ أمامها مجموعة من الأهداف يمكنها قصفها "بنجاح كبير"، ولديها صواريخ جديدة ستستخدمها للمرة الأولى، إذا لم تُلبَّ مطالبهم خلال الساعات القادمة.
وأكدت مصادر من الحركة، لصحيفة العربي الجديد، أنَّ "الضفة الغربية والقدس ستكونان مسرحاً للعمليات، والأمر لن يكون قاصراً على صواريخ غزة وحدها".
وكان المتحدث باسم كتائب عزالدين القسام أبوعبيدة أعلن، أنَّ حماس شنَّت قصفاً صاروخياً باتجاه عسقلان صباح الثلاثاء أسفر عن إصابة سبعة مدنيين إسرائيليين، محذراً من أنه في حال مهاجمة منازل مدنية في غزة فإنَّ حماس "ستجعل عسقلان جحيماً".
وعلى غرار حماس، لا يُبدي الجيش الإسرائيلي أيضاً أي اهتمام بوقف إطلاق النار في الوقت الحالي؛ إذ قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي جنرال هيداي زيلبرمان، رداً على أسئلة حول وقف إطلاق نار محتمل: "تحدثوا إلى الفلسطينيين. لا أعرف شيئاً عن ذلك".
وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 130 هدفاً لحركة حماس في قطاع غزة ليل الإثنين وصباح الثلاثاء رداً على سلسلة من القذائف الصاروخية على إسرائيل تضمنت ما لا يقل عن 7 صواريخ أُطلِقَت باتجاه القدس وعشرات الصواريخ باتجاه جنوب إسرائيل.
وأفاد الإعلام الفلسطيني بسقوط 24 قتيلاً في هذه الهجمات، منهم 9 أطفال، إضافة إلى جرح 103 آخرين.
فيما تضمنت الأهداف التي قصفتها إسرائيل منزل قائد كتيبة حماس في مبنى متعدد الطوابق، ومقر المخابرات العسكرية للحركة، ومواقع تصنيع ذخيرة، والمجمعات العسكرية التابعة لحماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بالإضافة إلى نفقين كانا قريبين إلى السياج الحدودي. وقالت إسرائيل إنَّ الضربات قتلت ما لا يقل عن 15 شخصاً من حماس.
زيلبرمان حذر يوم الثلاثاء، 11 مايو/أيار، من أنَّ الجيش "مستعد لمجموعة متنوعة من السيناريوهات" بما في ذلك التصعيد، وقال إنَّ العملية ستستمر "عدة أيام" وستوجه ضربة قاسية لحماس، وأضاف المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي: "سنواصل التحرك بقوة ضد حماس"، مُحمِّلاً حماس مسؤولية.
هدوء نسبي بالمسجد الأقصى
فيما يسود هدوء نسبي أرجاء المسجد الأقصى، بمدينة القدس الشرقية، منذ فجر الثلاثاء، بعد يوم من المواجهات العنيفة بين المصلين والشرطة الإسرائيلية.
إذ أدى آلاف الفلسطينيين صلاة الفجر في المسجد، بعد أن كانت الشرطة الإسرائيلية قد انسحبت منه منتصف الليلة الماضية. وبانتهاء الصلاة، هتف حشد من المصلين: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، و"لن تركع أمة قائدها محمد".
كما وجّه المصلون التحية للجناح العسكري لحركة "حماس" كتائب عز الدين القسام. ولم تُسجل اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية. وكان المئات من المعتكفين قد أمضوا الليل في المسجد الأقصى.
قال شهود عيان لوكالة الأناضول إن المعتكفين أمضوا الليل بالصلوات وقراءة القرآن.
بينما كانت الشرطة الإسرائيلية قد اقتحمت المسجد الأقصى أكثر من مرة يوم الإثنين، ما أدى إلى إصابة 520 شخصاً، بحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية.