طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة عدم التدخل في أزمة القدس وتجنب الضغط على تل أبيب، لوقف التصعيد الذي تشهده الأراضي المحتلة، والمواجهات التي دارت في المسجد الأقصى، وفق ما ذكره تقرير لموقع Axios الأمريكي الإثنين 10 مايو/أيار 2021.
الموقع الأمريكي أشار إلى أنه بعد أربع سنوات من امتناع إدارة ترامب عن انتقاد تصرفات الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس بالكامل تقريباً، أصبحت تواجه الآن حكومة أمريكية أكثر انتقاداً.
كما أنه لم يكن من أولويات البيت الأبيض بذل الكثير من الجهد السياسي أو الوقت في هذه القضية، وكان يسعى لتجنب الخلاف مع إسرائيل حول الصراع الفلسطيني.
تدخّل إدارة بايدن يقلق إسرائيل
على أن أزمة القدس التي بدأت مطلع الأسبوع الماضي دفعت العديد من أعضاء الكونغرس والهيئات التقدمية إلى التحرك والمطالبة بتدخل البيت الأبيض.
فقد بدأت إدارة بايدن في متابعة التصعيد في القدس في الأيام الأخيرة وأعربت عن مخاوفها لدى إسرائيل سراً وعلناً.
كانت وزارة الخارجية هي من تتولى أمر التعامل مع أزمة القدس بشكل أساسي، لكن البيت الأبيض تدخل يوم الأحد 9 مايو/أيار حين اتصل مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بنظيره الإسرائيلي مائير بن شبات.
بينما قال البيت الأبيض إن سوليفان أعرب عن مخاوفه إزاء التوترات في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في القدس الشرقية، حيث يتعرض 300 فلسطيني لخطر الإخلاء من منازلهم.
كما شجع سوليفان "الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان الهدوء خلال احتفالات يوم القدس"، وفقاً لملخص البيت الأبيض للمكالمة.
الحوار "كان أصعب بكثير"
رغم أن اللغة المستخدمة في ملخص البيت الأبيض كانت شديدة الهدوء والاعتدال، رد الإسرائيليون بنسختهم من المكالمة التي أعطت انطباعاً بأن هذا الحوار كان أصعب بكثير.
إذ قال مسؤولون إسرائيليون إن بن شبات أبلغ سوليفان خلال المكالمة الهاتفية أن إسرائيل ترى أنه يتعين على إدارة بايدن وبقية المجتمع الدولي الإحجام عن التدخل في أزمة القدس وتجنب الضغط على إسرائيل.
قال بن شبات لسوليفان إن "التدخل الدولي مكافأة للمشاغبين الفلسطينيين ومن يدعمهم ممن يسعون لممارسة ضغوط دولية على إسرائيل"، بحسب مسؤول إسرائيلي مطلع على المكالمة.
كما أضاف المسؤول الإسرائيلي أن بن شبات أبلغ سوليفان أن إسرائيل تتعامل مع أزمة القدس "من موقع سيادة ومسؤولية بغض النظر عن الاستفزازات الفلسطينية".
المسؤول الإسرائيلي قال أيضاً إن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي أبلغ نظيره الأمريكي أنه إذا أرادت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي المساعدة في استعادة الهدوء، فعليهما الضغط على العناصر المحرضة في الجانب الفلسطيني.
دعوات لطرد الدبلوماسيين الأمريكيين
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، أن الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد، قال أثناء الاحتفال بيوم القدس مساء الإثنين 10 مايو/أيار إنه إذا أعادت الولايات المتحدة قنصليتها في القدس لتمثيل أمريكا لدى السلطة الفلسطينية، فعلى إسرائيل طرد جميع الدبلوماسيين الأمريكيين العاملين هناك.
قال بولارد: "لا ينبغي السماح لأي دبلوماسي أمريكي بالعمل فيها. ويجب إعلانهم أشخاصاً غير مرغوب فيهم ومطالبتهم بمغادرة البلاد". وأضاف أنه يتعين على إسرائيل مغادرة الأمم المتحدة، التي دعاها "كنيست الكراهية".
كما قال: "وجودنا هناك إهانة لأسلافنا الذين قاتلوا وماتوا من أجل هذا البلد". أضاف أنه يتعين على إسرائيل إلغاء دور الأردن في المسجد الأقصى، وأن وزارة الخدمات الدينية الإسرائيلية هي من يجب أن تتولى مسؤولية الصلاة هناك.
بينما حذر مما دعاه وهم حل الدولتين، وقال: "سيحصلون على الدولة وسيطردوننا. الله وهبنا هذه الأرض، وليس عصبة الأمم، ولا لورد بريطاني ولا الولايات المتحدة".