اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، الأحد 9 مايو/أيار 2021، 15 متظاهراً فلسطينياً، خلال مظاهرة في مدينة حيفا (شمال)، ضمن مظاهرات شهدتها مدن وبلدات داخل إسرائيل، تضامناً مع مدينة القدس المحتلة في وجه عدوان إسرائيلي متواصل.
حيث ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية على موقعها الإلكتروني أن "الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 15 فلسطينياً خلال مشاركتهم في مسيرة بمدينة حيفا، دعماً للقدس وحي الشيخ جراح".
في وقت سابق من يوم الأحد، شارك مئات الفلسطينيين في بلدات ومدن عربية عديدة داخل إسرائيل، في مظاهرات تضامن مع الفلسطينيين في القدس، التي تشهد تصعيداً إسرائيلياً مستمراً، خلّف أكثر من 300 مصاب وعشرات المعتقلين.
فيما أفاد شهود عيان بأن المئات من الفلسطينيين والإسرائيليين اليساريين تظاهروا في شارع بن غوريون بحيفا، حيث جرى إغلاق الشارع أمام حركة السير، تضامناً مع القدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، لافتين إلى أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل صوت باتجاه المتظاهرين في حيفا، وحاولت قمعهم.
رفض تهجير المقدسيين
فقد تظاهر المئات وسط مدينة الناصرة (شمال) ضد الممارسات الإسرائيلية في القدس وضد محاولة تهجير سكانها، وخاصة سكان حي الشيخ جراح، رافعين الأعلام الفلسطينية، ولافتات تندد بالاحتلال، كُتب على بعضها: "استعمار+ أبرتهايد (فصل عنصري) = إسرائيل".
أما في مفرق البعنة ودير الأسد (شمال)، فقد تظاهر عشرات الفلسطينيين، منددين بالعدوان الإسرائيلي، ورفعوا لافتات كتب عليها: "الشيخ جراح.. نكبة جديدة"، بحسب موقع "عرب 48" المختص بشؤون الفلسطينيين في الداخل.
وأفاد الموقع بأن مناوشات وقعت بين المتظاهرين وعناصر الشرطة، من دون الإبلاغ عن وجود معتقلين أو مصابين.
كما شارك العشرات من الفلسطينيين في مدينة الطيرة (شمال) في وقفة تضامنية مع المقدسيين، حاملين لافتات تندد باعتداء الاحتلال على المصلين والمعتصمين في المسجد الأقصى والشيخ جراح، وكُتب على بعضها: "ارفعوا أيديكم عن القدس والأقصى"، و"القدس والأقصى والشيخ جراح قضيتنا جميعاً".
تأتي مظاهرات المدن والبلدات العربية في إسرائيل استجابة لدعوة أطلقتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل (أعلى هيئة تمثيلية للفلسطينيين في إسرائيل).
احتجاجات في ولايات تركية
في سياق متصل، نظم عشرات الأتراك وقفة احتجاجية أمام القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول، مساء الأحد، تضامناً مع القدس والمسجد الأقصى ورفضاً للانتهاكات الإسرائيلية التي وصفوها بالغاشمة على المقدسيين.
كانت منظمة الإغاثة الإنسانية التركية الشهيرة "İHH" قد دعت إلى المشاركة في الوقفة الاحتجاجية أمام قنصلية تل أبيب.
المتظاهرون حملوا أعلام فلسطين، مرددين الهتافات المناوئة للممارسات الإسرائيلية، والتي كان من بينها: "من إسطنبول إلى القدس سلام"، و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، "ولغزة سلام من إسطنبول"، ورفعوا الأعلام الفلسطينية.
من جهته، دعا رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية "İHH"، بولنت يلدريم، الشعب التركي إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني.
كذلك، شهدت ولايتي قوجة إيلي وأرضروم التركيتين، مساء الأحد، وقفات احتجاجية ضد عنف الشرطة الإسرائيلية بحق المقدسيين.
ففي قوجة إيلي (شمال غرب)، اجتمع العشرات أمام هيئة الإغاثة الإنسانية (İHH) التركية، حاملين الأعلام الفلسطينية.
ونيابة عن المحتجين، تلا رئيس الهيئة عن قوجة إيلي، إسماعيل يشيل دال، بياناً أكد فيه أن القوات الإسرائيلية ضربت عرض الحائط بالقانون والأعراف الدولية عبر ممارساتها الأخيرة بالقدس، منوهاً إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين تزداد على وجه الخصوص في كل رمضان.
كما شدد على أن الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة في المسجد الأقصى شكلت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للفلسطينيين والعالم الإسلامي، مؤكداً على ضرورة اتحاد الرأي العام الدولي ومنظمات المجتمع المدني، ومنظمات حقوق الإنسان، والمؤسسات السياسية في أقرب وقت، من أجل إبداء موقف قوي ضد العجرفة الإسرائيلية.
أما في ولاية أرضروم (شرق)، شكل العشرات من أعضاء "İHH" قافلة سيارات جابوا فيها عددا من أحياء الولاية حاملين بأيديهم الأعلام الفلسطينية.
بدوره، قال جمهور حقي تشانقايا، ممثل الهيئة في أرضروم، في تصريح للصحافة نيابة عن زملائه، إن إسرائيل لا تفهم لغة التحذير بشكل شفهي، مشيراً إلى أنه ما كان لسكان أرضروم أن يقفوا مكتوفي الأيدي، وأشقاؤهم من النساء والشيوخ والأطفال يدافعون عن حرمة المسجد الأقصى والقدس.
مطالب بموقف بريطاني
إلى ذلك، خرجت مظاهرات في أنحاء المملكة المتحدة، الأحد، تضامناً مع الفلسطينيين. حيث تجمع المئات خارج داونينغ ستريت في لندن ووسط مدينة "مانشستر" للتعبير عن غضبهم تجاه العنف المرتكب ضد أهل القدس.
المتظاهرون طالبوا السلطات البريطانية باتخاذ إجراءات ضد الحكومة الإسرائيلية وإدانة العنف ضد المصلين الأبرياء والعزل الذي يشمل النساء والأطفال، مشدّدين على ضرورة فرض حظر أسلحة على قوات الدفاع الإسرائيلية لمنع المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
من جهته، قال أحد المتظاهرين الذي كان يرتدي وشاحاً فلسطينياً: "سوف نتظاهر كل يوم هنا خارج داونينغ ستريت حتى نرى تغييرات حقيقية".
اعتداءات متصاعدة
يشار إلى أن مدينة القدس المحتلة تشهد منذ بداية شهر رمضان، في 13 أبريل/نيسان الماضي، اعتداءات متصاعدة من جانب قوات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين، خاصة في منطقة "باب العمود" وحي "الشيخ جراح".
ومساء الجمعة والسبت، أسفرت اعتداءات إسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى والقدس عامة عن إصابة أكثر من 300 شخص، بحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
يأتي ذلك في ظل شكاوى فلسطينية من عمليات إسرائيلية مكثفة ومستمرة لطمس هوية القدس و"تهويدها"، حيث تزعم إسرائيل أن المدينة، بشطريها الغربي والشرقي، "عاصمة موحدة وأبدية لها".
في حين يتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ولا بضمها إليها في 1981.
يُذكر أن جماعات استيطانية أعلنت، مطلع شهر رمضان المبارك، اعتزامها تنفيذ "اقتحام كبير" للمسجد الأقصى، في 28 رمضان (الإثنين)، بمناسبة ما يُسمى "يوم القدس" العبري، الذي احتلت فيه إسرائيل القدس الشرقية عام 1967.