دعا الناشط السعودي المثير للجدل، محمد سعود، الإثنين 10 مايو/أيار 2021، إلى القضاء على الفلسطينيين في مدينة القدس، واصفاً إياهم بـ"الإرهابيين"، وذلك في الوقت الذي انتهكت فيه القوات الإسرائيلية حرمة المسجد الأقصى جراء اقتحامه.
سعود المعروف بحبه لإسرائيل ودعوته إلى التطبيع معها، وصف في تغريدة على حسابه في تويتر، دفاع الفلسطينيين عن أنفسهم في القدس بأنها "أعمال بربرية".
الناشط نشر مقطع فيديو أظهر مهاجمة فلسطينيين لمستوطن في القدس، اليوم الإثنين، وصوّر الأمر على أن المستوطن ضحية للهجوم.
لكن سعود لم يُشر إلى أن هذا المستوطن هاجم فلسطينيين بسيارته ودهس أحدهم بعدما صدمه بقوة حتى رماه في الهواء قبل أن يسقط على الأرض، الأمر الذي دفعهم إلى مهاجمته.
علّق سعود على الفيديو: "يتوجب على قوات الأمن الإسرائيلية عدم التهاون في القضاء على هؤلاء الإرهابيين الفلسطينيين وحفظ أمن الدولة"، على حد وصفه.
كان سعود قد زار المسجد الأقصى في عام 2019، لكنه تعرض إلى الطرد والشتائم من قِبل المقدسيين الذين رفضوا زيارته وتطبيعه مع الاحتلال الإسرائيلي، وأجبروه على مغادرة المكان بحسب ما أظهره مقطع فيديو حظي حينها بانتشار واسع على شبكات التواصل.
وفي تغريدة ثانية كتبها سعود، اليوم، هاجم الفلسطينيين الذين يدافعون الأقصى، وكتب: "الفلسطينيون الذين يدخلون المسجد بالحجارة لإلقائها على المصلين اليهود وعلى رجال الشرطة عند حائط المبكى، إنهم يقومون باحتقار قدسية المكان. إنهم نفس الفلسطينيين الذين ألقوا عليَّ بالكراسي وبصقوا عليَّ وسبوني في الحرم القدسي؛ لأنني أؤيد إسرائيل. نعم لم يأتوا يوماً للصلاة، جاؤوا للإرهاب فقط"، على حد قوله.
كان ظهور سعود في إسرائيل وترديده المتكرر للدعاية الإسرائيلية والدعوة للتطبيع معها، قد أثار تساؤلات عن سبب تغاضي السلطات السعودية عنه، حيث لا يوجد تطبيع بين الرياض وتل أبيب.
كان لافتاً أيضاً تغاضي السلطات عن سعود الذي نشر على صفحته في "تويتر" مقطعاً مصوراً لمحادثة جرت بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبّر خلالها سعود عن محبته لنتنياهو وتعليقه آمالاً كبيرة لفوزه (في الانتخابات السابقة)، ورأى أنه "سيجلب السلام للشرق الأوسط".
وظهر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في هذا المشهد وهو يتحدث إلى محمد سعود عبر هاتف نقال في أجواء احتفائية، أظهرت سعادة الحاضرين وحبورهم بالمكالمة.
يبلغ سعود من العمر 31 عاماً، وهو طالب في كلية الحقوق بقسم القانون في جامعة الملك عبدالعزيز، ويقول إنه يتمنى وجود علاقات دبلوماسية بين بلده السعودية وإسرائيل، حيث "اكتشف حبه لإسرائيل" خلال دراسته في جامعة ولاية ميسوري بأمريكا.
قال في سياق ذلك: "لقد تعلمت أيضاً أنّ إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تسمح للناس بالعيش بِحُرية، وأنّ عديداً من الأشياء التي اعتقدت أنني أعرفها عن القضية الفلسطينية لم تكن صحيحة"، وفق تعبيره.
لا يكفُّ سعود، عبر حسابه على تويتر المليء بالعبرية، عن إعلان حبه واعتزازه الدائم بإسرائيل، فيردّد مثلاً: "ليحفظ الله إسرائيل"، "كم أحب هذا البلد!"، وفي مقابلة إذاعية قال: "نحب إسرائيل، نحن نحب اليهود، فمهما كانت الفروقات السياسية فلن تفرقنا، ونتمنى أن نصنع السلام معاً، ونبني جسراً من السلام قريباً".