تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلية، عصر الإثنين 10 مايو/أيار 2021، عن قرارها بشأن مرور مسيرات المستوطنين حول بباب العامود، وأعلنت تغييرها قائلة أنهم لن يمروا به تحسبا لمواجهات مع الفلسطينيين.
شرطة الاحتلال الإسرائيلي قالت في بيان لها إنه "في ختام تقييم الوضع، ووفقاً لقرار المستوى السياسي وتوصية الجهات الأمنية، تقرر تغيير مسار المسيرة. وسيتم توجيه المسيرة إلى باب الخليل في طريقهم إلى الحائط المبكى (البراق)".
فيما قالت وسائل إعلام محلية إن تل أبيب لا تعارض المسيرة "لكن مرورها بباب العامود لا حاجة له وخطير في هذا الوقت"، كما رفض الجيش الإسرائيلي التعقيب على الموضوع.
يأتي هذا في وقت بدأ فيه آلاف المستوطنين، الاحتشاد لمسيراتهم التي كانت قد انطلقت قرب باب العامود، وشارع صلاح الدين، وشارع الواد، وفي الحي الإسلامي في الطريق إلى حائط البراق، بالقدس القديمة فيما أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي شوارع مدينة القدس المحتلة أمام المواطنين المقدسيين، ومنعتهم من الدخول عبرها.
من جهة أخرى أعلن جيش الاحتلال تعزيز قواته المنتشرة على حدود قطاع غزة وقال في بيان: "وفقاً لتقييم الوضع في الجيش الإسرائيلي، تقرر تعزيز فرقة غزة (المسؤولة عن تأمين الحدود) بقوات إضافية".
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى، صباح الإثنين، وهاجمت الفلسطينيين المعتكفين بداخله، واشتبكت معهم متسببةً بإصابة عدد منهم، وذلك بعد أيام من تصعيد مستمر من قِبل إسرائيل ضد سكان القدس، والمصلين في الأقصى.
عشرات من عناصر الشرطة الإسرائيلية أطلقوا الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والمسيلة للدموع باتجاه الفلسطينيين الذين احتشدوا بالمسجد للتصدي لاقتحامات المستوطنين، فيما رد الشبان برشق القوات الإسرائيلية بالحجارة، وصيحات "الله أكبر".
واحتشد المئات من الفلسطينيين في المسجد الأقصى لمنع أي اقتحام إسرائيلي للمسجد.
وكانت جماعات استيطانية قد أعلنت، بداية شهر رمضان، عن تنفيذ "اقتحام كبير" للأقصى يوم 28 رمضان (اليوم الإثنين)، بمناسبة ما يسمى "يوم القدس" العبري الذي احتلت فيه إسرائيل القدس الشرقية عام 1967.
فيما يشكو الفلسطينيون من عمليات إسرائيلية مكثفة ومستمرة لطمس هوية القدس و"تهويدها"، حيث تزعم إسرائيل أن المدينة، بشطريها الغربي والشرقي، "عاصمة موحدة وأبدية لها".
يُذكر أنه منذ أيام يسود التوتر مدينة القدس، خاصة حي الشيخ جراح (شرق)، الذي تخطط إسرائيل لإخلاء منازل عدد من سكانه لصالح جمعيات استيطانية، وسط إدانة عربية ودولية واسعة.
ومنذ عام 1956 تعيش عشرات العائلات الفلسطينية بحي الشيخ جراح بالقدس، الذي وصلته بعد نكبة في عام 1948.
أقامت تلك العائلات في الحي بالاتفاق مع الحكومة الأردنية (التي حكمت الضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس، قبل احتلالها عام 1967) ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).