منحت "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية" في قطاع غزة، الحكومة الإسرائيلية مهلة حتى الساعة السادسة من مساء الإثنين 10 مايو 2021 من أجل سحب جنودها من المسجد الأقصى ومحيطه ومن حي "الشيخ جراح" بمدينة القدس المحتلة والإفراج عن المعتقلين.
إذ قال أبوعبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، في بيان مقتضب: "إن قيادة المقاومة في الغرفة المشتركة تمنح الاحتلال مهلةً حتى لسحب جنوده ومغتصبيه وإلا فقد أعذر من أنذر".
اقتحام باحات الأقصى
في المقابل وفي صباح الإثنين، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى، مستخدمةً الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز، قبل أن تنسحب مخلفةً أكثر من 305 إصابات بصفوف الفلسطينيين بينهم مسعفون، وفق "الهلال الأحمر" الفلسطيني.
في حين تشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان اعتداءات تقوم بها قوات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنون، في منطقة "باب العامود" وحي "الشيخ جراح" ومحيط المسجد الأقصى.
من جانبه قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، إنه علق لمدة يوم تدريباً رئيسياً لتركيز الجهود على الاستعداد لاحتمال تصاعد العنف، وسط احتدام التوتر مع الفلسطينيين في القدس.
كانت القوات المسلحة الإسرائيلية تخطط لبدء أكبر تدريب لها في 30 عاماً أطلقت عليه اسم "عربات النار".
لكن الجيش قال في بيان إن رئيس الأركان اللفتنانت جنرال أفيف كوخافي قرر بعد تقييم الموقف تعليق التدريب لليوم القادم، وأصدر تعليمات للقوات "بتركيز كل الجهود على الاستعداد والجاهزية لسيناريوهات التصعيد".
من ناحية أخرى قررت إسرائيل تغيير مسارات مطار بن غوريون في أعقاب الوضع الأمني المتوتر
تعزيز قوات إسرائيل في الضفة
في حين تعمل إسرائيل على تعزيز قواتها في الضفة الغربية المحتلة وحول قطاع غزة، حيث أطلق مسلحون عدداً من الصواريخ على جنوب إسرائيل منذ يوم الأحد، لاستباق أي انتشار للاضطرابات من القدس الشرقية، حيث يشتبك الفلسطينيون مع الشرطة عند المسجد الأقصى.
من جانبه، حَمَّلَ إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، في بيان، الإثنين، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات عدوانها على المسجد الأقصى.
حيث توعّد هنية إسرائيل بأن "المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يحدث في مدينة القدس المحتلة، وكلمة المقاومة ستكون الفاصلة في المعركة ما لم يتراجع الاحتلال".
كما توعد محمد حمادة، الناطق باسم الحركة عن مدينة القدس، في بيان، "إسرائيل، بـ"دفع الثمن غالياً"؛ جراء اقتحام قواتها الأقصى والاعتداء على المعتكفين داخله، مشدداً على أن تل أبيب تشن "حرباً دينية" على الفلسطينيين.
كما تعهدت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان، بأن "الاعتداء الإرهابي" الإسرائيلي على الأقصى "لن يمر دون رد رادع"، فيما نددت بـ"صمت أنظمة التطبيع" العربية.
في حين تقيم 6 دول عربية علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، هي: مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
انتفاضة جديدة
كما دعت "الجهاد" إلى "تصعيد الانتفاضة، تلبيةً لصيحات ونداءات أهلنا المستضعفين في المسجد الأقصى، ونحث الكل الفلسطيني على مؤازرة المقدسيين، والاشتباك مع العدو في كل نقاط التماس والمواجهة".
حثت الحركة سكان القدس على "المزيد من الصمود أمام العدوان الصهيوني، ومواصلة الرباط في المسجد الأقصى، لإفشال مخططات العدو".
يذكر أنه منذ بداية شهر رمضان المبارك، في 13 أبريل/نيسان 2021 تشهد القدس اعتداءات متصاعدة من جانب الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين، خاصة في محيط المسجد الأقصى و"باب العامود" وحي "الشيخ جراح"، ما أسفر عن إصابة مئات الفلسطينيين، بينهم حالات خطرة، واعتقال العشرات.
إذ يشكو الفلسطينيون من عمليات إسرائيلية مكثفة ومستمرة لطمس هوية القدس و"تهويدها"، حيث تزعم إسرائيل أن المدينة، بشطريها الغربي والشرقي، "عاصمة موحدة وأبدية لها".
في حين يتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ولا بضمّها إليها في 1981.