شنت طائرة إسرائيلية، فجر الأحد 9 مايو/أيار 2021، غارة على موقع في قطاع غزة، بالتزامن مع تصعيد القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في مدينة القدس، التي شهدت مواجهات في المسجد الأقصى أسفرت عن إصابة العشرات بين سكان المدينة.
جيش الاحتلال الإسرائيلي قال في بيان إن طائرة أغارت على موقع عسكري تابع لـ"كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" في قطاع غزة.
أضاف الجيش أن القصف جاء "رداً على إطلاق القذيفة الصاروخية من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية في وقت سابق الليلة". وفي وقت سابق السبت أعلن الجيش الإسرائيلي رصده إطلاق صاروخ من غزة.
لم تبلغ وزارة الصحة الفلسطينية عن وقوع إصابات من عدمها جراء القصف حتى صباح اليوم الأحد.
وفي غزة، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق القذيفة، لكن فصائل فلسطينية عديدة من بينها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" سبق أن توعدت إسرائيل بالرد على "اعتداءاتها في مدينة القدس والمسجد الأقصى".
مساء أمس السبت وقبل ساعات من احتدام المواجهات بالقدس، جددت "كتائب القسام" تحذيرها لإسرائيل في حال عدم وقف عدوانها على القدس والمسجد الأقصى.
الناطق باسم "كتائب القسام"، أبو عبيدة، قال في بيان مقتضب: "نحيي صمود أهلنا المرابطين في القدس والأقصى، ونقول لهم إن قائد أركان القسام محمد الضيف وعدكم ولن يخلف وعده".
بدوره، قال خالد البطش، القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي": "رسالتنا من غزة المحاصرة نحن جئنا لكي نلبي نداء بيت المقدس، نحن معكم خلفكم لن نترككم وحدكم"، وأضاف: "النيران التي أشعلها الاحتلال بالأقصى والشيخ جراح لن تقف، وستحرق أطراف المحتل بكل نقطة تماسّ مع الشعب الفلسطيني".
مواجهات وتنديدات
وأحيا أكثر من 90 ألف مصل فلسطيني، أمس السبت، ليلة القدر في المسجد الأقصى، رغم الإجراءات الأمنية المشددة وغير المسبوقة التي اتّخذتها القوات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، وفقاً لما ذكرته دائرة الأوقاف الإسلامية في بيان.
أشارت دائرة الأوقاف إلى أن هذه الأرقام لأعداد المصلين احتشدت رغم منع العديد من المصلين من الوصول والإغلاق على سكان الضفة الغربية، إلى جانب إجراءات التضييق الإسرائيلية.
واندلعت مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية بالقدس، ووصل عدد الإصابات بين الفلسطينيين خلال أمس السبت حتى فجر اليوم الأحد إلى 100، وقالت وكالة الأناضول إن مواجهات اندلعت فجر الأحد بعدما اقتحمت قوات إسرائيلية المسجد الأقصى بكثافة.
جاء ذلك وسط استمرار الإدانات العربية لاعتداء إسرائيل على قدسية المسجد الأقصى والفلسطينيين في القدس، وأعلنت جامعة الدول العربية انعقاد اجتماع طارئ بناء على طلب فلسطين، غداً الإثنين، لبحث سبل مواجهة الجرائم الإسرائيلية في القدس.
جاء ذلك في تصريح للسفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أمس السبت، الذي قال إن الاجتماع الطارئ سيتناول أيضاً "الاعتداء على المصلّين والمخططات الإسرائيلية للاستيلاء على منازل المواطنين المقدسيين، خاصة في حي الشيخ جراح، في محاولة لتفريغ المدينة المقدسة من سكانها وتهجير أهلها".
من جانبه، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل بأنها "دولة إرهابية"، وقال إن أنقرة أطلقت مبادرات لتعبئة المؤسسات الدولية.
دعا أردوغان الذي كان يتحدث من إسطنبول، كافة الدول الإسلامية والمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات "فعالة" ضد إسرائيل، مضيفاً أن أولئك الذين يلتزمون الصمت "هم جزء من الوحشية التي ترتكب هناك".
ومنذ أيام يسود التوتر مدينة القدس، خاصة حي الشيخ جراح (شرق)، الذي تخطط إسرائيل لإخلاء منازل عدد من سكانه لصالح جمعيات استيطانية، وسط إدانة عربية ودولية واسعة.
ومنذ عام 1956 تعيش عشرات العائلات الفلسطينية بحي الشيخ جراح بالقدس، الذي وصلته بعد نكبة في عام 1948.
أقامت تلك العائلات في الحي بالاتفاق مع الحكومة الأردنية (التي حكمت الضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس، قبل احتلالها عام 1967) ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".