كشفت وكالة رويترز الإخبارية يوم الأحد 9 مايو/أيار 2021 أن السلطات المصرية نفذت حكم الإعدام بحق راهب قتل رئيس ديره في عام 2018، وذلك نقلاً عن محام وشقيق الراهب.
كان وائل سعد وريمون رسمي منصور، المعروفان باسميهما الرهبانيين إشعياء المقاري وفلتاؤوس المقاري، قد أدينا بقتل الأنبا أبيفانيوس (64 عاماً) أسقف ورئيس دير أبومقار بوادي النطرون الواقع شمال غربي القاهرة، في قضية كانت سبباً في موجات من الصدمة داخل المجتمع القبطي المسيحي في مصر.
حيث قال شقيق سعد، وهو راهب أيضاً، إن عائلته تلقت إخطاراً بتسلم جثمانه من مشرحة في مدينة دمنهور بدلتا النيل اليوم الأحد.
فيما قال ممثلو الادعاء أثناء المحاكمة إن سعد ضرب الأسقف ثلاث مرات على مؤخرة رأسه بأنبوب فولاذي، بينما وقف منصور في الحراسة بالخارج.
كما حُكم على منصور بالإعدام، ولكن محكمة النقض خفَّفت الحكم عليه إلى السجن المؤبد.
إحالة الأوراق إلى المفتي
كانت محكمة جنايات دمنهور (شمال)، قد قضت يوم السبت 23 فبراير/شباط 2019، بإحالة أوراق الراهبين المتهمين بقتل الأنبا أبيفانيوس، رئيس دير الأنبا أبومقار إلى المفتي.
تضمن قرار الإحالة للمفتي استطلاع الرأي الشرعي في تنفيذ حكم الإعدام بهما، وتم تحديد جلسة 24 أبريل/نيسان 2019 للنطق النهائي بالحكم.
يشار إلى أن رأي المفتي يعد استشارياً لهيئة المحكمة، وفق القانون المصري، وينظر لكون الجريمة تستحق تطبيق الإعدام من عدمه، دون النظر لجنسية أو ديانة المتهم.
قرارات كنسية نادرة
عقب مقتل رئيس دير "أبومقار" (يتبع الطائفة الأرثوذكسية أكبر الطوائف المسيحية بمصر) في 29 يوليو/تموز 2018، اتخذت الكنيسة المصرية قرارات نادرة، في القضية التي شغلت الرأي العام آنذاك، تتضمن 12 قراراً لضبط حياة الرهبانية داخل الأديرة، إذ تعد واقعة قتل رئيس دير نادرة في التاريخ المسيحي بمصر.
من أبرز القرارات التي اتخذت في أوائل أغسطس/آب 2018، وقف قبول رهبان جدد داخل الأديرة لمدة عام، وحظر التواجد خارج الأديرة دون مبرر، وحظر الظهور الإعلامي، وإغلاق صفحات التواصل الاجتماعي بالنسبة إلى الرهبان، لا سيما لبابا أقباط مصر تواضروس الثاني.
فيما تم تجريد الراهب بالدير ذاته، "أشعياء"، من الرهبنة وطرده من الدير في 5 أغسطس/آب 2018، ودعوته إلى "التوبة وإصلاح حياته"، بسبب ما وصفه مسؤولو الكنيسة بانتهاكات للحياة الرهبانية، وتلاه بيوم إقدام الراهب "فلتاؤوس" على محاولة انتحار، والذي لم تتخذ معه قرار التجريد لعدم سابقة التحقيق معه مثل أشعياء، وفق وسائل إعلام، دون بيان رسمي من الكنيسة.
كانت النيابة المصرية أحالت المتهمين الاثنين لمحاكمة عاجلة، مع حبسهما بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد للأسقف.
جدير بالذكر أن عدد الأقباط في مصر يقدر بنحو 15 مليون نسمة، وفق تقديرات كنسية، من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ قرابة 104 ملايين نسمة.