كشف بحث أجرته منظمة الصحة العالمية أن قرابة 46 مليون نازح ولاجئ حول العالم محرومون بشكل كلي من لقاح كورونا، حيث تستثنيهم برامج التطعيم الوطنية في البلاد التي يقيمون فيها، كما من الصعب إدراجهم في خطط المنظمات الدولية.
وفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية السبت 8 مايو/أيار 2021، التي اطلعت على بحث منظمة الصحة العالمية، فإن مجموعات متفرقة يبلغ تعدادها 46 مليون شخص على الأقل، أي بحجم سكان إسبانيا تقريباً، قد تعاني للحصول على التطعيم.
من بين المُستبعَدين، هناك 5.6 مليون شخص نزحوا داخلياً بسبب 6 عقود من الحرب الأهلية في كولومبيا، ومئات الآلاف من اللاجئين في سوريا، وما يقرب من 5 ملايين مهاجر في أوكرانيا.
ووفقاً لمراجعة منظمة الصحة العالمية، التي أُجرِيَت في مارس/آذار، تأتي الهند ونيجيريا وإندونيسيا من بين العديد من البلدان الكبيرة التي تستثني النازحين من برامج التطعيم الخاصة بها.
"كوفاكس" لن تتمكن من التغطية
من جانبه، قدر مشروع "كوفاكس" الأممي لمشاركة اللقاحات أنَّ نحو 33 مليون شخص سيكونون مؤهلين للحصول على لقاحات من القناة، وهو ما يمثل أكثر الفئات عرضة للخطر ضمن هذه المجموعات من العاملين في مجال الصحة وكبار السن وأولئك الذين يعانون من أمراض خطِرة، لكن من غير الواضح متى سيُطعَم الآخرون من المجتمعات المستبعدة، ومن أي مصدر، هذا إن لُقِّحوا على الإطلاق.
حيث قالت منظمات إنسانية إنه حتى لو أُدرِج جميع المهاجرين واللاجئين وغيرهم من الفئات الضعيفة في خطط التطعيم الوطنية، فسيظل هناك ما بين 60 و80 مليون شخص يعيشون في الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون في جميع أنحاء العالم، الذين سيكونون بعيداً عن متناول هذه الخطط.
ويوضح بحث منظمة الصحة العالمية حجم الفجوات داخل المخططات الحكومية. ووجد أنَّ أكثر من 70% من 104 خطط تطعيم تغفل عن المهاجرين، تاركة خلفها أكثر من 30 مليوناً حول العالم، بما في ذلك 4.9 مليون شخص في الهند و2.6 مليون في ساحل العاج.
كما لا تشمل غالبية الخطط التي درستها المنظمة اللاجئين وطالبي اللجوء، مما يجعل نحو 5 ملايين شخص دون فرصة وصول للقاح، منهم 1.8 مليون في كولومبيا، و590 ألفاً في سوريا، و489 ألفاً في كينيا.
وبحسب البحث، حُذِف نحو 11.8 مليون نازح داخلياً أيضاً من معظم الخطط؛ مما أدى إلى استبعاد 2.7 مليون نيجيري وأكثر من مليون هندي.
بدون تطعيم شامل لا نهاية لكورونا
وجادل خبراء الصحة العامة بأنَّ خطط اللقاحات الإقصائية هي في النهاية هزيمة ذاتية؛ لأنها تترك جيوباً كبيرة من السكان غير محمية ولا تزال قادرة على الإصابة بالفيروس ونقله، بما في ذلك السلالات المتحورة من الفيروس التي قد يكون لديها القدرة على التهرب من المناعة التي تمنحها اللقاحات.
وتقول نادية هاردمان، باحثة في حقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة هيومن رايتس ووتش: "كما علمنا منذ بداية كوفيد-19 وجميع القيود التي فُرِضَت بسببها، وتوافر الاختبار والوصول إلى الرعاية الصحية لمرضى فيروس كورونا المستجد، لا أحد آمن حتى يصبح الجميع آمناً، وينطبق الشيء نفسه على برامج التطعيم".
ولم يعلق المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية على عدد البلدان المذكورة في البحث التي عالجت لاحقاً الفجوات في برامج التطعيم الخاصة بها، لكنه قال: "تُظهِر التجربة أنه على الرغم من بذل أفضل الجهود، غالباً ما يُهمَل السكان المُعرَّضون للخطر في الأوضاع الإنسانية، وتغفلهم أنشطة التطعيم التي تقودها الحكومة".