للمرة الأولى.. الجزائر تحيي “اليوم الوطني للذاكرة” في ذكرى مجازر 8 مايو، وتطالب فرنسا بالاعتراف بجرائمها

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/08 الساعة 08:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/08 الساعة 08:37 بتوقيت غرينتش
صورة من متظاهري الحراك الجزائري - رويترز

تحيي الجزائر ،السبت 8 مايو/ أيار 2021، وللمرة الأولى "اليوم الوطني للذاكرة" والذي يصادف الذكرى السادسة والسبعين لمجازر 8 مايو/أيار، مؤكدة عبر حكومتها على أنها  تتمسك بمطلب اعتراف فرنسا بالجرائم المرتكبة خلال حقبة الاستعمار.

الناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائري، وزير الاتصال عمار بلحيمر، أكد الجمعة 

في رسالة نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية أن "الجزائر تظل متمسكة بالتسوية الشاملة لملف الذاكرة"، القائمة على "اعتراف فرنسا النهائي والشامل بجرائمها وتقديم الاعتذار والتعويضات العادلة عنها".

وتحيي الجزائر السبت للمرة الأولى "اليوم الوطني للذاكرة" المصادف للذكرى السادسة والسبعين لمجازر الثامن من مايو/أيار 1945، عندما قمعت القوات الفرنسية الاستعمارية تظاهرة مطالبة باستقلال الجزائر، ما أسفر عن آلاف القتلى في شرق البلاد.

اعتراف وتسوية 

وأضاف الوزير أن التسوية المطلوبة تشمل أيضاً "التكفل بمخلفات التفجيرات النووية بما فيها الكشف عن خرائط مواقع النفايات الناتجة عن هذه التفجيرات". وملف التجارب النووية هو أحد خلافات الذاكرة الرئيسية بين الجزائر وباريس.

وتوقف بلحيمر عند "المكاسب المتواضعة" التي حققتها الجزائر، غير أنها "ذات قيمة معنوية معتبرة". في هذا الصدد أشار خصوصاً إلى استعادة جماجم 24 مقاتلاً قومياً (في يوليو/تموز) قُتلوا في بداية حقبة الاستعمار واعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مارس/آذار بمسؤولية الجيش الفرنسي عن مقتل القيادي الوطني الجزائري علي بومنجل العام 1957.

وأجرت فرنسا ما مجموعه 17 تجربة نووية في الصحراء الجزائرية بين 1960 و1966، منها 11 تجربة أجريت تحت الأرض بعد توقيع اتفاقيات إيفيان في العام 1962، والتي حصلت الجزائر بموجبها على الاستقلال.

اليوم الوطني للذاكرة 

وتم إقرار تخليد الذكرى الأليمة من قبل الرئيس عبدالمجيد تبون، حيث أصدر في يونيو/حزيران 2020، مرسوماً في الجريدة الرسمية "عرفاناً بالتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري في مجازر 8 مايو/أيار 1945 وخلال اندلاع الثورة التحريرية في فاتح نوفمبر (تشرين الثاني) 1954".

واعتبر الرئيس تبون حينها أن ما تعرض له الشعب الجزائري طيلة 132 سنة من الاستعمار (1830-1962) ومنها مجازر سطيف وقالمة وخراطة، "جرائم ضد الإنسانية" لا تسقط بالتقادم.

كما أعلن بمناسبة إحياء الذكرى في 2020 عن "إطلاق قناة تلفزيونية وطنية خاصة بالتاريخ، تكون سنداً للمنظومة التربوية في تدريس هذه المادة التي نريدها أن تستمر حية مع كل الأجيال". وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020 بدأ فعلاً بث قناة الذاكرة المتخصصة في تاريخ الجزائر.

ويتضمن برنامج اليوم الوطني للذاكرة ندوة بعنوان "الجرائم الاستعمارية في العالم، جريمة 8 مايو 1945 نموذجاً"، بالإضافة إلى معرض تاريخي من تنظيم متحف المجاهد (محاربو الاستقلال) بسطيف.

وبحسب وزارة المجاهدين سيتم تنظيم مسيرة تجوب شوارع مدينة سطيف تحاكي المسيرة التاريخية ليوم 8 مايو/أيار 1945، وصولاً الى المعلم التذكاري المخلد لمكان سقوط الكشاف بوزيد سعال أول ضحية في الأحداث.

وفي هذا اليوم تحولت الاحتفالات بانتصار الحلفاء على النازية، إلى تظاهرة مطالبة باستقلال الجزائر، تعرضت لقمع دموي على يد القوات الاستعمارية ما أسفر عن آلاف القتلى .

وبينما يتحدث الجزائريون عن 45 ألف قتيل، ذكر المؤرخون الفرنسيون أن عدد القتلى يتراوح بين بضعة آلاف إلى 20 ألفاً، منهم 103 من الأوروبيين.

الجزائر وفرنسا 

ويأتي إحياء "اليوم الوطني للذاكرة" في وقت بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الأشهر الأخيرة سلسلة "إجراءات رمزية" في محاولة "لمصالحة الذاكرة" بين ضفتي البحر المتوسط، خاصة مع اقتراب الاحتفال بالذكرى الستين لاستقلال الجزائر.

وكلف ماكرون المؤرخ الفرنسي المتخصص في حرب الجزائر بنجامين ستورا بإعداد تقرير سلمه له في يناير/كانون الثاني، وتضمن عدة اقتراحات في هذا المجال. لكن التقرير لم يلق الترحيب في الجزائر.

وتعرضت هذه العلاقات لضربة جديدة، بعد أن ألغت الجزائر الزيارة التي كانت مقررة في أبريل/نيسان 2021، لرئيس الوزراء الفرنسي جون كاستكس، في آخر لحظة.

وفي الأيام التي تلت إلغاء الزيارة، وصف وزير العمل الجزائري الهاشمي جعبوب فرنسا بأنها "العدو التقليدي والأبدي للجزائر".

تحميل المزيد