قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة 7 مايو/أيار2021، إنه يعتقد أن إيران جادة بشأن المفاوضات حول برنامجها النووي، إلا أنه لفت إلى أن مدى جديتها "لم يتضح بعد". فيما أعلنت طهران تمسكها بضرورة تلبية جميع مطالبها أولاً قبل العودة للاتفاق النووي.
جاءت تصريحات بايدن في معرض إجابته عن أسئلة الصحفيين في البيت الأبيض، بشأن تطورات مسار مفاوضات فيينا غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، برعاية أوروبية.
فقد أجاب بايدن عندما سُئل عن مدى جدية طهران: "نعم، لكن أي مدى، وما هم (الإيرانيون) على استعداد لفعله أمر مختلف. لكننا ما زلنا نتحاور".
يمكن رفع العقوبات الأمريكية في هذه الحالة
بدوره، أعلن البيت الأبيض، الجمعة 7 مايو/أيار2021، أن العقوبات المفروضة على إيران لن تُرفع، إلا إذا عادت طهران للالتزام بالاتفاق النووي لعام 2015.
حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن المحادثات بين القوى العالمية وطهران شهدت بعض التقدم، وإن استمرار هذه المحادثات مؤشر جيد.
"واشنطن مستعدة لرفع كثير من العقوبات"
في المقابل، قال كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، الجمعة، إن الولايات المتحدة عبّرت عن استعدادها لرفع كثير من العقوبات التي فرضتها على إيران، خلال محادثات فيينا النووية، لكن طهران تطالب بالمزيد.
حيث قال عراقجي للتلفزيون الإيراني الرسمي: "المعلومات التي وصلت إلينا من الجانب الأمريكي، هي أنهم أيضاً جادون بشأن العودة للاتفاق النووي، وحتى الآن أعلنوا عن استعدادهم لرفع جزء كبير من عقوباتهم"، مستدركاً: "لكن هذا ليس كافياً من وجهة نظرنا، ومن ثم فإن المباحثات ستستمر حتى تُلبى كل مطالبنا".
كما أضاف أن هناك طريقاً طويلاً لا بد أن يقطعه المفاوضون قبل التوصل لاتفاق، متابعاً: "لا يمكن التكهن بتوقيت حدوث ذلك، ولا يمكن وضع إطار زمني. تحاول إيران تحقيق ذلك بأسرع ما يمكن لكننا لا نتعجل أي شيء".
يشار إلى أن مسؤولاً كبيراً بوزارة الخارجية الأمريكية قد أعلن، الخميس 6 مايو/أيار 2021، أنه من الممكن التوصل إلى تفاهم في غضون أسابيع بشأن كيفية استئناف واشنطن وطهران امتثالهما للاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، لكن هذا الأمر يعتمد على اتخاذ إيران قراراً سياسياً بذلك.
خلافات كبيرة قبل استئناف المحادثات
رغم تصريح المسؤول الأمريكي، قال مسؤولون أمريكيون وإيرانيون وأوروبيون، الخميس، إن الفجوات ما زالت واسعة بين واشنطن وطهران بشأن استئناف الامتثال للاتفاق النووي.
فيما ذكر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في مقابلة مع قناة تلفزيون "إن.بي.سي"، أن واشنطن لا تعلم ما إذا كانت إيران مستعدة لاتخاذ القرارات المطلوبة للعودة إلى الامتثال للاتفاق.
يُذكر أن المسؤولين الأمريكيين سيعودون إلى فيينا لإجراء جولة رابعة من المحادثات غير المباشرة مع إيران بشأن كيفية استئناف الامتثال للاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018؛ مما دفع إيران إلى البدء في انتهاك بنوده بعد ذلك بعام.
يتمثل جوهر الاتفاق في أن تلتزم إيران باتخاذ خطوات لتقييد برنامجها النووي، مما يجعل من الصعب عليها الحصول على المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي، مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية والأوروبية وتلك التي فرضتها الأمم المتحدة.
لكن طهران تنفي السعي لامتلاك أي أسلحة نووية.
في سياق ليس ببعيد، صرّح وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في مقابلة مع قناة الجزيرة، بأنه لا توجد أي وساطة رسمية لقطر بين أمريكا وإيران، قائلاً: "نتمتع بعلاقات استراتيجية مع واشنطن ونتمتع بعلاقات طيبة مع إيران".