قال مسؤول بوزارة الخارجية السعودية الجمعة 7 مايو/أيار 2021، إن المحادثات بين السعودية وإيران تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة، لكن من السابق لأوانه الحكم على النتيجة، مضيفاً أن الرياض تريد أن ترى "أفعالاً يمكن التحقق منها".
تمثل تصريحات السفير رائد قرملي، مدير إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية السعودية، أول تأكيد علني من جانب الرياض لإجراء محادثات مباشرة مع طهران. وقال قرملي لرويترز: "نأمل في نجاح المحادثات لكن من السابق لأوانه التوصل إلى أي استنتاجات محددة".
بينما من المتوقع أن تجري مزيداً من المحادثات بين السعودية وإيران هذا الشهر في العراق، وفقاً لمصادر متعددة من بينها مسؤول غربي مطلع على المحادثات، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
تأكيد عراقي على المحادثات بين السعودية وإيران
كما أنه يوم الأربعاء 4 مايو/أيار، أكد الرئيس العراقي برهم صالح أن بغداد استضافت المحادثات بين السعودية وإيران "أكثر من مرة". والتقى وفد سعودي بقيادة رئيس جهاز المخابرات خالد بن علي الحميدان بمسؤولين إيرانيين في بغداد في التاسع من أبريل/نيسان الماضي.
لم يدل صالح بمزيد من التفاصيل. وأدلى بهذه التصريحات خلال مقابلة أجرتها معه مؤسسة الأبحاث (بيروت إنستيتيوت) وبثت مباشرة على الإنترنت.
إذ يأمل دبلوماسيون في أن يكون فتح قنوات مباشرة بين إيران والسعودية بادرة على تهدئة التوترات بمنطقة الشرق الأوسط بعد سنوات من الأعمال العدائية التي جعلت المنطقة قريبة من صراع واسع النطاق.
رداً على سؤال بشأن عدد جولات المحادثات بين السعودية وإيران التي استضافها العراق، قال صالح: "أكثر من مرة". وتابع: "المحادثات السعودية والإيرانية مستمرة ومهمة، ومن المهم أن يلعب العراق دوراً مع الجهات الإقليمية"، لكنه لم يكشف عن أي تفاصيل بشأن المحادثات.
فيما يأمل العراقيون في حدوث توافق إقليمي عام يتيح لبلدهم إعادة البناء بدلاً من استغلاله كساحة لتصفية الحسابات بين الولايات المتحدة ودول الخليج من جهة وإيران من جهة أخرى.
كواليس المفاوضات في العراق
علم "عربي بوست"، من مصادر خاصة مطلعة على سير تفاصيل المحادثات بين السعودية وإيران في العراق، أن اجتماع 9 أبريل/نيسان 2021، بين مسؤولين أمنيين إيرانيين وسعوديين، لم يكن الأول من نوعه، وقد سبقته العديد من الاجتماعات.
كما كشف مسؤول استخباراتي إيراني رفيع المستوى، مطّلع على مفاوضات إيران والسعودية في العراق، أنه منذ بداية 2021 تواصل مسؤولون إماراتيون مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لبحث إمكانية إقامة مفاوضات مع الجانب الإيراني على الأراضي العراقية.
قال المسؤول الاستخباراتي الإيراني لـ"عربي بوست"، إن "الاجتماع الأول حدث في شهر يناير/كانون الثاني 2021، وضم وفداً إيرانياً أمنياً يرأسه قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الجنرال إسماعيل قآاني ومسؤولون أمنيون عراقيون، بالإضافة إلى وفد من المخابرات الإماراتية يرأسه مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد".
أضاف المصدر ذاته أن "هذا الاجتماع ناقش فيه الجانبان، الإيراني والإماراتي، إمكانية المشاركة في مفاوضات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية".
من جهته قال مسؤول أمني عراقي مطلع على هذا الاجتماع لـ"عربي بوست" إن "قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الجنرال إسماعيل قآاني وافق على إقامة محادثات إيرانية سعودية، وأبلغت طهران الكاظمي بالموافقة".