ضغوط دولية على إسرائيل.. 5 دول تدعو لوقف الاستيطان، والأمم المتحدة تطالب بوقف إخلاء “الشيخ جراح”

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/07 الساعة 07:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/07 الساعة 08:09 بتوقيت غرينتش
اعتداء مستوطنون إسرائيليون على موائد إفطار رمضانية في حيّ "الشيخ جراح"- الاناضول

حثّ عدد من الدول الأوروبية إسرائيل، الخميس 6 مايو/أيار 2021، على  تعليق بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، ووقف تصعيدها المستمر بالقدس، وخصوصاً في حي الشيخ جراح المستهدف أهاليه بالطرد من منازلهم. 

جاء ذلك في بيان مشترك لكل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا. 

وقالت الدول الأوروبية في البيان المشترك: "نحث حكومة إسرائيل على العدول عن قرارها بالمضي قدماً في بناء 540 وحدة استيطانية في منطقة صور باهر بالضفة الغربية، ووقف سياسة التوسع الاستيطاني في أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأضاف البيان: "إذا تم تنفيذ ذلك القرار ببناء مستوطنات في "هار حوما" بين القدس وبيت لحم، فسيتسبب ذلك في إلحاق المزيد من الضرر بفرص قيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار بوجود القدس عاصمة لكل من الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية".

من جانبه، أعرب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، عن بالغ القلق إزاء التطورات الأخيرة المتعلقة بطرد عائلات فلسطينية في الشيخ جراح.

وطالب وينسلاند، في بيان صدر عنه، مساء الخميس، الاحتلال بوقف عمليات الإخلاء بما يتماشى مع التزاماته بموجب القانون الإنساني الدولي.

الجامعة العربية: ما يحدث جريمة 

 من جانبها، قالت الجامعة العربية، الخميس، إن التهجير القسري لسكان حي "الشيخ جراح" بالقدس الشرقية يُمثل جريمة مكتملة الأركان.

جاء ذلك وفق بيان للجامعة،  قالت فيه إن "التهجير الذي يستهدف 28 منزلاً يقطنه نحو 500 نسمة من العائلات الفلسطينية، يجري في إطار مخطط مستمر لتهويد القدس الشرقية، خاصة الأحياء القريبة من البلدة القديمة، لتفريغها من الوجود الفلسطيني".

وطالبت الجامعة العربية المجتمع الدولي بالتدخل لمنع هذه الإجراءات التي تنتهك أبسط حقوق الفلسطينيين، وتُرسخ نظاماً للفصل العنصري في الأراضي المحتلة.

ليلة من المواجهات والعنف 

وليلة الخميس، شهد الحي مواجهات عنيفة بين القوات الإسرائيلية وعشرات الشبان، بعد أن اقتحم مستوطنون موائد الإفطار التي أعدها المعتصمون في المنازل تضامناً مع المنازل الفلسطينية المهددة بالإخلاء. 

حيث أفاد شهود عيان بأن مستوطنين رشوا غاز الفلفل على الصائمين بالتزامن مع موعد الإفطار. وذكروا أن الفلسطينيين الموجودين بالمكان تصدوا لاعتداءات المستوطنين، قبل أن تندلع مواجهات بينهم وبين قوات إسرائيلية شاركت في تلك الاعتداءات.

وأظهرت مقاطع متداولة بمنصات التواصل الاجتماعي بدء المستوطنين بالاعتداءات، ليردَّ المقدسيون بالدفاع عن أنفسهم.

نشب عن ذلك مواجهات متفرقة في أماكن قريبة من الحي، فيما اقتحمت قوات الاحتلال بعض المنازل في الحي المهدد بالشيخ جراح واعتدت على أصحابه بالضرب وحطمت الأثاث واعتقلت بعض الناشطين المتواجدين. 

وتسود منذ أيام أجواء التوتر في حي "الشيخ جراح" عقب تهديد إسرائيل عدداً من العائلات المقدسية بإخلاء منازلها لصالح جمعيات استيطانية.

تأجيل قرار المحكمة 

كانت المحكمة الإسرائيلية العليا قد أجلت، الخميس، قرار إخلاء الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح، وذلك بعد أن رفض أهالي الحي طلب المحكمة التفاوض والتوصل إلى اتفاق مع المستوطنين العازمين على الاستيلاء على منازلهم، مؤكدين مواصلتهم الدفاع عن حقهم.

جاء ذلك بعد أن قدم أهالي حيّ الشيخ جرّاح في القدس المحتلة ردَّهم إلى المحكمة العُليا الإسرائيلية، الخميس، مؤكدين رفضهم أي صفقة مع المستوطنين، بشأن إخلاء منازلهم.

بحسب التفاصيل المتوافرة، فإن الرفض القاطِع من قِبل الأهالي جاء أساساً لأن الاتفاق الذي عرضه مستوطنون ينص على اعتراف الأهالي بملكية المستوطنين للأرض، واعتبار الأهالي "مستأجرين محميّين".

ويتهدد أربع عائلات مقيمة في هذا الحي، تضم 30 فرداً، بينهم 10 أطفال، الإخلاء من منازلهم فوراً، فيما سلم الاحتلال 3 عائلات أخرى  تضم 25 فرداً بينهم 8 أطفال موعد إخلاء حتى مطلع أغسطس/آب 2021. 

وبالإضافة لمن حدد موعد ترحيلهم بشكل نهائي، فإن أكثر من 500 مقدسي يقطنون في 28 منزلاً بالحي مهددون بالترحيل في أي لحظة على أيدي جمعيات استيطانية، بعد سنوات من التواطؤ مع محاكم الاحتلال، التي أصدرت مؤخراً قراراً بحق العائلات السبع المذكورة. 

ومنذ عام 1972، يواجه أهالي الشيخ جراح مخططاً إسرائيلياً لتهجيرهم وبناء مستوطنة على أنقاض بيوتهم، بزعم أن الأرض التي بُنيت عليها منازلهم من طرف الحكومة الأردنيّة كانت مؤجرة في السّابق، قبل قيام دولة الاحتلال، لعائلات يهودية.

تحميل المزيد