كشفت الشرطة في إندونيسيا أن ما يصل إلى 10 آلاف مسافر في رحلات جوية قد خضعوا لاختبار فيروس كورونا، مع إعادة استخدام مسحات للأنف سبق أن استُخدمت على مسافرين آخرين، في عملية احتيال حصدت آلاف الدولارات لمرتكبيها.
موقع شبكة "CNN" الأمريكية، قال الخميس 6 مايو/أيار 2021، إنه قُبض على خمسة موظفين بشركة الأدوية الإندونيسية الكبرى "Kimia Farma"، في تاريخ 27 أبريل/نيسان، بتهمة غسل وإعادة تغليف اختبارات مسحات الأنف المستضدة السريعة، واستخدامها على الركاب في مطار "كوالانامو" الدولي في ميدان، شمال سومطرة.
عملية احتيال استمرت 4 أشهر
تطلب إندونيسيا من جميع الركاب تقديم اختبار فيروس "كوفيد-19" سلبي قبل صعودهم على متن رحلة داخلية، وتبيع الشركة مجموعات الاختبار في المطار. وقالت الشرطة إن عملية الاحتيال استمرت لحوالي أربعة أشهر.
كما أوضح المتحدث باسم شرطة شمال سومطرة، المفوض العام هادي وحيودي، أن السلطات لا تزال تحقق في عدد الضحايا المتضررين من المسحات المُعاد استخدامها.
شرح وحيودي قائلاً إنهم "بدأوا جريمتهم، في 17 ديسمبر/كانون الأول من عام 2020. وإذا كان لديهم 50 إلى 100 زبون كل يوم، فإن عدد الضحايا يُقدر بنحو 10 آلاف".
فيما اتُّهم المشتبه بهم بارتكاب جرائم بموجب قانون الصحة الإندونيسي، الذي يعاقب بالسجن لمدة أقصاها 10 أعوام إذا ثبتت إدانتهم، وبموجب قانون حماية المستهلك في البلاد، والذي يعاقب بالسجن لمدة 5 أعوام كحد أقصى. وكان مدير أعمال "Kimia Farma" من بين المعتقلين.
كيف يتم إعادة استعمال المسحات؟
قالت الشرطة إنه كان لكل مشتبه به أدوار مختلفة في عملية الاحتيال، من غسل أعواد القطن المستخدمة، إلى إعادة تغليف المجموعات، وتسليم العينات إلى المختبر.
فيما عثرت الشرطة في إندونيسيا على مسحات قطنية مُعاد تدويرها، وأغلفة مُعاد تدويرها، و149 مليون روبية (10 آلاف دولار) نقداً خلال المداهمة التي أُلقي فيها القبض على المشتبهين الخمسة. ودفع الركاب 200 ألف روبية (14 دولاراً) لكل مسحة اختبار.
وفقاً لصحيفة "South China Morning Post"، يخطط محاميان سافرا بشكل متكرر عبر مطار ميدان في الأشهر الأخيرة لإطلاق دعوى مدنية جماعية ضد الشركة، للحصول على تعويض قدره مليار روبية (69 ألف دولار) عن كل راكب متضرر.
انتشار كبير للفيروس في إندونيسيا
تُعد إندونيسيا رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، وشهدت واحدة من أسوأ تفشيات "كوفيد-19" في آسيا. وسُجل بها أكثر من 1.6 مليون حالة، و46 ألف حالة وفاة منذ بدء الجائحة، وفقاً لجامعة "جونز هوبكنز".
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أكدت وزارة الصحة الإندونيسية وجود مريضين مصابين بمتغير كورونا "B.1.617″، الذي تم التعرف عليه لأول مرة في الهند.
بينما تخشى السلطات من تأثير عطلة "موديك" المرتقبة، حيث يسافر عشرات الملايين من الناس لرؤية عائلاتهم في مسقط رأسهم للاحتفال بعيد الفطر في نهاية رمضان.
بهدف وقف انتشار "كوفيد-19" خلال احتفالات العيد، حظرت الحكومة الإندونيسية جميع الرحلات الداخلية، من 6 مايو/أيار إلى 17 مايو/أيار. ويشمل الحظر الرحلات العامة والخاصة، بما في ذلك السيارات، والدراجات النارية، والحافلات، والقطارات، والعبّارات، والسفن، والطائرات.