استهدف صاروخان، مساء الأحد 2 مايو/أيار 2021، مطار بغداد؛ حيث تنتشر قوات أمريكية، في هجوم هو الثاني من نوعه خلال عشرة أيام، ويتزامن مع محاولات لتحقيق تقارب بين واشنطن وطهران، التي كثيراً ما تتبنّى فصائل عراقية موالية لها استهداف المصالح الأمريكية في العراق.
وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن مسؤول أمني -لم تذكر اسمه- قوله إنّ أحد الصاروخين سقط قرب القاعدة الجوية في مطار بغداد، حيث تتمركز قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
أما الصاروخ الثاني فاعترضته منظومة "سي رام" الدفاعية، وهي بطاريات مضادّات جوية نشرها الأمريكيون لحماية قواتهم في بغداد، وإقليم كردستان العراق، بعدما استهدفت بعشرات الهجمات الصاروخية.
لم تتبنّ أيّ جهة الهجوم على الفور، لكنّ واشنطن تتّهم بانتظام فصائل مسلّحة عراقية مقرّبة من إيران باستهداف قوّاتها ودبلوماسييها في بغداد وفي سائر القواعد العسكرية المنتشرة في العراق والتي يتمركز فيها جنود أمريكيون.
ومنذ تسلّم الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطة في نهاية كانون الثاني/يناير، استهدف نحو ثلاثين هجوماً بعبوّات ناسفة أو صواريخ أرتالاً لوجستية تابعة للتحالف الدولي وقواعد تضم جنوداً أمريكيين والسفارة الأمريكية في بغداد.
أدّت هذه الهجمات إلى مقتل متعاقدَين أجنبيين وتسعة عراقيين هم متعاقد وثمانية مدنيين، كذلك استهدفت عشرات الهجمات الصاروخية الأخرى الأمريكيين في العراق منذ خريف عام 2019 في ظلّ إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وقد خلّفت أيضاً قتلى وجرحى.
كانت الهجمات قد بلغت مستوى جديداً منتصف نيسان/أبريل حين نفّذت فصائل عراقية موالية لإيران لأول مرة هجوماً بطائرة مسيّرة مفخّخة على قاعدة عسكرية تستضيف أمريكيين في مطار أربيل شمال البلاد.
نفوذ إيراني بالعراق
كانت مجموعات غير معروفة قد أعلنت مسؤوليتها عن بعض الهجمات، ويقول خبراء إنها مجرد واجهات لتنظيمات عراقية موالية لإيران يتوعّد قادتها باستمرار بتصعيد الهجمات ضد 2500 عسكري أمريكي منتشرين في العراق.
فخلال الأشهر الأخيرة هدّد قادة من "الحشد الشعبي" الولايات المتحدة بالأسوأ، وهو أمر يرى خبراء أنّه يثير استياء طهران أحياناً؛ نظراً لسعيها إلى وقف التصعيد والعودة مع الولايات المتحدة للالتزام باتفاق 2015 حول برنامجها النووي.
توجد لدى إيران وسيلتا نفوذ في العراق، هما الدبلوماسية، وقد التقى مؤخّراً بعض مسؤوليها هناك بمسؤولين سعوديين كبار، والتهديد العسكري.
في هذا السياق، قال مسؤولون عراقيون للوكالة الفرنسية إن نظراءهم في طهران يشهرون في وجوههم ورقة الفصائل المسلّحة في مختلف المفاوضات السياسية والاقتصادية، ويهدّدون بإطلاق عنان المقاتلين الموالين لطهران إذا لم تتنازل بغداد، أو على العكس من ذلك يعرضون وقف الهجمات إذا رضخت الحكومة العراقية لطلباتهم.