أقر مستوطن إسرائيلي بأن استيلاء إسرائيل على منازل الفلسطينيين في القدس، سرقة يقوم بها المستوطنون بشكل واضح، وذلك في رده على الفلسطينية منى الكرد التي واجهته بجرأة عندما قالت له إنه سرق منزلها، في حوار أثار غضباً بين الفلسطينيين والعرب.
المستوطن يعقوب كان ظهر في فيديو انتشر بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، وهو يواجه منى، التي تنتمي لإحدى العائلات الفلسطينية التي استولى مستوطنون على منازلها في حي الشيخ جراح، بالقدس الشرقية.
أما يعقوب، فهو مستوطن إسرائيلي، يقيم في المنزل الذي تم طرد عائلة الكرد منه قبل سنوات.
توجهت منى التي ترتدي الحجاب إلى المستوطن، وقالت له باللغة الإنجليزية "يعقوب، أنت تعلم أن هذا ليس منزلك"، ورد عليها المستوطن الذي كان يرتدي "القلنسوة" على رأسه، أيضاً باللغة الإنجليزية أثناء تواجده في حديقة منزل الكرد "نعم، ولكن أنتِ تعلمين أنني حتى لو خرجت فإنك لن تعودي إليه، فما هي مشكلتك؟ أنا لم أفعل ذلك".
يستفز هذا الرد منى التي تقول له "أنت تسرق بيتي"، ويرد يعقوب عليها "إذا لم أسرقه أنا، فسيسرقه أحد آخر"، وأزعج هذا الرد منى التي صاحت "ليس مسموحاً لأي شخص أن يسرقه".
أثار الفيديو غضباً واستنكاراً مما قاله المستوطن يعقوب عن "بساطة" سلب إسرائيل لمنازل الفلسطينيين، في حين حظيت السيدة بمنى بإشادة كبيرة عن جرأتها وتمسكها بأرضها.
الكاتب الفلسطيني رضوان الأخرس علّق في تغريدة على تويتر: "أعرف أن المنزل ليس لي.. لكن لن تعودي إليه.. وإن لم أسرقه أنا فسيسرقه آخر".. بهذه الكلمات أجاب مستوطن إسرائيلي على فلسطينية بعد أن سرق منها منزلها. ما أوقح غطرستهم وتبجحهم!".
مغرد باسم ماجد كتب: "فلسطينية: أنت تسرق بيتي، مستوطن: إذا لم أسرقه فسوف يسرقه أحد غيري، 30 ثانية تشرح قضية فلسطين، "السطو/ التهجير القسري/ الاحتلال/ القهر".
وكانت المحكمة المركزية الإسرائيلية بالقدس الشرقية، قد صادقت في الأشهر الماضية على أوامر إجلاء 7 عائلات فلسطينية من منازلها، في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين.
لكن أمس الأحد، أجّلت المحكمة العليا الإسرائيلية، إصدار قرارها بشأن العائلات المقدسية المهددة بالإجلاء من منازلها في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، لصالح جمعيات استيطانية، وأمهلت الطرفين 4 أيام (أي حتى الخميس المقبل)، للتوصل إلى اتفاق بينهما، قبل أن تصدر قرارها النهائي.
تقول مؤسسات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية، إن قرارات الإخلاء بحق المنازل في الحي تأتي ضمن مخطط لتهويد مدينة القدس، بالإضافة إلى هدم البيوت ومصادرة الأراضي وغيرها.
وصلت العائلات إلى الحي بعد نكبة 1948، وأقامت فيه بالاتفاق مع الحكومة الأردنية (حكمت الضفة الغربية بما فيها القدس حتى 1967)، و"وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا).
منذ عام 1972، يواجه أهالي الشيخ جراح مخططاً إسرائيلياً لتهجيرهم وبناء مستوطنة على أنقاض بيوتهم، بزعم أن الأرض التي بُنيت عليها منازلهم من طرف الحكومة الأردنيّة كانت مؤجرة في السّابق، قبل قيام دولة الاحتلال، لعائلات يهودية.
وفي السنوات الماضية، أخلى فلسطينيون 3 منازل في الحي، بعد قرارات صدرت عن المحاكم الإسرائيلية، ولكن الإخلاء يهدد الآن نحو 38 عائلة فلسطينية.
يُذكر أن منطقة الشيخ جراح شهدت خلال الأشهر الأخيرة، سلسلة من الاعتصامات احتجاجا على قرارات إخلاء المنازل.