أغلقت الشرطة الألمانية، بشكل نهائي، منصة Boystown، التي تضم أكثر من 400 ألف مشترك من جميع أنحاء العالم، وذلك بعد أن كشفت تحقيقات معمقةٌ أنها أحد أكبر المواقع في العالم التي تستضيف صوراً تعرض اعتداءات جنسية على الأطفال في العالم، وذلك حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 3 مايو/أيار 2021.
ولا يمكن الولوج لهذه المنصة إلا عن طريق الشبكة المظلمة، وهي أحد مكونات الشبكة الأوسع التي لا يمكن الوصول إليها إلا باستخدام برمجيات خاصة، وقد استُخدمت المنصة لمشاركة وتبادل صور وأفلام، وهي أفلام لصبيةٍ صغار في الأساس، وذلك حسبما أفادت تحقيقات مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية في ألمانيا (BKA).
حملة اعتقالات من ألمانيا إلى باراغواي
الشرطة الألمانية ألقت القبض على أربعة رجال ألمان في فرانكفورت منذ منتصف أبريل/نيسان، من بينهم مديرو الموقع، كما داهمت سبعة ممتلكات مرتبطة بالموقع في ولايات شمال الراين ويستفاليا وبافاريا وهامبورغ.
ويتعلق الأمر برجل يبلغ من العمر 40 عاماً من منطقة بادربورن غرب ألمانيا، ورجلاً يبلغ من العمر 49 عاماً من مدينة ميونيخ، إضافة إلى رجل ألماني يبلغ من العمر 54 عاماً ويعيش في باراغواي.
فيما يُعتقد أن رجلاً رابعاً معتقلاً، يبلغ من العمر 64 عاماً وقادماً من هامبورغ، كان أنشط الأعضاء على الموقع، فقد نشر أكثر من 3500 مرة.
ويشتبه في أن الرجال الثلاثة متورطون في الجوانب الإدارية والفنية لإدارة الموقع، إضافة إلى تأسيس وصيانة الخادم وخدمة الاشتراكات، إذ يُزعم أنهم يقدمون إلى مستخدمي المنصة نصائح كثيرة حول طريقة تجنب تعقُّب الشرطة في أثناء تصفح المنصة.
أما الرجل الذي يعيش في باراغواي بمنطقة كونسيبسيون، والذي أُلقي القبض عليه بعد أن أصدرت الشرطة الألمانية مذكرة توقيف دولية بحقه، فإنه يواجه ترحيلاً وشيكاً إلى ألمانيا.
تحقيق ألماني – أوروبي
وفق المصدر نفسه، فإنه إلى جانب المحتوى البصري -الذي قال مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية في ألمانيا، إنه ضم محتوى يصور أشد وأعنف صور الاعتداء الجنسية على الأطفال الصغار- كان هناك كذلك غرفتا دردشة بإمكان المستخدمين التواصل من خلالها.
تأتي هذه الاعتقالات في أعقاب تحقيقات بدأتها السلطات الألمانية، في إطار جهود فرقة عمل بموجب تنسيق وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول)، التي شارك فيها محققون من هولندا والسويد وأستراليا والولايات المتحدة وكندا.
في تعليق لها على الواقعة، وصفت إيفا كون هورمان، وزيرة العدل بولاية هسن التي يُحتجز فيها الرجال الثلاثة، جهود الشرطة بـ"قصة نجاح رائعة للتحقيقات في التصدي للعنف الجنسي ضد الأطفال والصغار".