كشفت صحيفة The Times البريطانية في تحقيق الأحد 2 مايو/أيار 2021، عن امتلاك مستثمرين صينيين ما قيمته 186 مليار دولار من شركات وخدمات أساسية وعقارات وأصول أخرى داخل المملكة المتحدة، وهو ما يعد ضعف ما كان يُعتقد سابقاً.
بحسب تحقيق الصحيفة البريطانية، فإن النشاط التجاري الصيني يتميز بكونه غير ملحوظ بشكل كبير، ويشمل ما لا يقل قيمته عن 61 مليار دولار، في عمليات شراء نفذتها كيانات مملوكة للدولة الصينية.
حيث كشفت الصحيفة عن تنفيذ 80 استثماراً من أصل 200 منذ عام 2019، رغم تزايد توتر العلاقات بين بريطانيا والصين.
مواقع مهمة وخدمات أساسية
وتضم عمليات الشراء التي كشف عنها التقرير حصصاً في شركات خدمات أساسية حيوية مثل Thames Water وUK Power Networks ومطار هيثرو.
كما كشف التحقيق عن أن ما يقرب من 79 مليار دولار من الأسهم في شركات تندرج في مؤشر فوتسي 100، تم شراؤها لصالح مستثمرين من الصين، وفقاً لبحث حصري أجرته شركة البيانات Argus Vickers.
وهذه السلسلة المستمرة من الصفقات في السنوات الأخيرة تشمل أيضاً شركات بريطانية في التكنولوجيا والتكنولوجيا الحيوية وعلامات تجارية مثل Pizza Express وGreene King وSuperdrug.
وحدد التحقيق ما يقرب من 10 مليارات جنيه إسترليني (14 مليار دولار) من العقارات البريطانية التي اقتناها مشترون مقيمون في الصين وهونغ كونغ، منها عقارات في بنايات تعد من معالم مدينة لندن مثل "Walkie Talkie" و"Cheesegrater".
تحقيق قديم
بهذا التحقيق، تبين أن حجم الاستثمارات الصينية تقريباً ضعف الحجم الذي حدده معهد أمريكان إنتربرايز في واشنطن والذي يبلغ 99 مليار دولار (71 مليار جنيه إسترليني).
وراجع التحقيق الشركات والأصول البريطانية التي اشترتها أو استثمرت فيها شركات أو أفراد صينيون أو في هونغ كونغ. والعديد من تقييمات الممتلكات والأصول الأخرى مستقاة من تاريخ شرائها ولا تعكس أي زيادة في الأسعار.
ولم يكن ممكناً تقدير قيمة العشرات من الاستثمارات، وبالتالي من المرجح أن تكون القيمة الحقيقية للملكية الصينية في المملكة المتحدة أعلى بكثير من 135 مليار جنيه إسترليني (186.5 مليار دولار).
"سبات عميق"
يقول الزعيم السابق لحزب المحافظين إيان دنكان سميث تعقيباً على هذه المعلومات: "إنها تدل على أن الحكومات المتعاقبة كانت غارقة في سبات عميق"، وأن هذه الأدلة التي ظهرت تكشف عن سيطرة الصين على الجوانب الحيوية في حياتنا".
وأضاف: "تُشكِّل الصين أكبر تهديد استراتيجي للمملكة المتحدة والعالم الحر ويجب أن نتأكد من أننا نفهم بالضبط كيف شرعوا في السيطرة على المجالات الرئيسية في اقتصادات الدول، ليس فقط في المملكة المتحدة وإنما خارجها أيضاً".
من جانبه، انتقد جورج ماغنوس، الباحث المساعد في مركز الصين بجامعة أكسفورد، رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون والمستشار السابق جورج أوسبورن لتوطيدهما العلاقات مع بكين الذي نتج عنه انطلاق موجة استثماراتها.
وقال ماغنوس: "اعتقد أن هذا يُظهرهما غاية في السذاجة. وأعتقد أنهما صدّقا يقيناً أن هذا هو الطريق الصحيح وأنهما فعلا ذلك لأنهما أساءا فهم طبيعة الصين بالكامل".
وقد نالت القواعد الصارمة على عمليات الاستحواذ الأجنبية الموافقة الملكية أخيراً، لكن مركز أبحاث السياسة الخارجية، جمعية هنري جاكسون Henry Jackson Society، قال إن هذه التغييرات جاءت "بعد فوات الأوان".