قالت وكالة Bloomberg الأمريكية في تقرير نشرته، السبت الأول من مايو 2021، إن لبنان يشهد تزايداً واضحاً في المناشدات من أجل الحصول على المساعدات من بنك الطعام اللبناني، وذلك بسبب تردي الوضع الاقتصادي في البلاد.
إذ تقول سهى زعيتر، المديرة التنفيذية لبنك الطعام، إن من بين رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات التي يتلقَّاها كلَّ يوم، يأتي عددٌ متزايدٌ من "المتعلِّمين الذي كانوا في السابق ينتمون إلى الطبقة الوسطى".
مطالب بالمساعدات
تُعَدُّ الديموغرافيا المتغيِّرة لأولئك الذين يطلبون المساعدة خلال الشهر المبارك محوراً لدراسةٍ حول تغيُّر المشهد بالنسبة لسكَّان البلد، البالغين 6.8 مليون نسمة، على خليفة الاقتصاد الآخذ في التدهور.
كان المسلمون في جميع أنحاء لبنان يحتفلون في أحد أيام رمضان على الأقل مع الأصدقاء والأقارب، لكن الحفاظ على هذا التقليد أصبح أمراً صعب المنال بالنسبة لكثيرين. وهكذا الحال بالنسبة لتناول المشروبات والحلويات الشهيرة في رمضان.
إذ انخفضت قيمة الليرة اللبنانية بنحو 90% في الأشهر الـ18 الماضية، ما أدَّى إلى ارتفاع التضخُّم السنوي للغذاء إلى 400%، الأمر الذي سحق قيمة الرواتب والمُدَّخرات، ودَفَعَ أكثر من نصف الأمة إلى الفقر. وكلُّ هذا في وقتٍ تكافح فيه البلاد ويلات جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى تداعيات انفجار الميناء العام الماضي.
الحد الأدنى للأجور
على سبيل المثال، أحمد عبد الله، عامل الاتصالات في الصليب الأحمر اللبناني الذي يُعد راتبه في وضع أعلى قليلاً من الحد الأدنى للأجور، يواجه صراعاً بسبب تغطية نفقات المعيشة، والآن يتخلَّف عبد الله عن سداد إيجاره، لأنه يوفِّر المال لشراء الطعام، ولن يكون هناك ضيوفٌ على مائدته هذا العام.
قال عبد الله، الذي يعيش في شقةٍ من غرفتي نوم مع زوجته وأبنائه الأربعة البالغين، بمن فيهم ابنتان مُصابتان بالشلل الدماغي: "لا يمكنني أن أطلب من صديقٍ أو قريب أن ينضم إلينا لأنني لا أستطيع زيادة كمية الطعام، الذي يكفي بالكاد لنا".
بنك الطعام
لا عجب أن بنك الطعام اللبناني، وهو منظمةٌ غير حكومية، قد شهد قفزةً في عدد الأشخاص الذين يطلبون المساعدة. يقدِّم بنك الطعام 5 آلاف صندوق طعام وألف قسيمة للأسر المحتاجة، ويتعاون مع جميعاتٍ خيرية تدير 7 مطابخ لتقديم وجبات الإفطار خلال شهر رمضان.
قالت زعيتر، وهي تتفقَّد تجهيزات الوجبات في مطبخٍ في طريقٍ في بيروت: "وصل الناس إلى مستوى معين لا يمكنهم فيه إعالة أنفسهم ويطلبون الطعام ليطمأنوا أن أطفالهم لن يناموا جوعى".
بحسب مرصد الأزمات اللبناني في الجامعة الأمريكية في بيروت، فإن تكلفة الإفطار الأساسي لأسرةٍ مكوَّنةٍ من 5 أفراد عبر شهر رمضان تعادل 1.8 مليون ليرة، أي ما يصل إلى 2.6 في المائة من الحد الأدنى للأجور.
فيما تزيد التكلفة كلَّ أسبوع. ويبلغ سعر الكيلوغرام من اللحم البقري نحو 65 ألف ليرة، أي ما يقرب من 10% من الحد الأدنى الشهري للأجور، البالغ 675 ألف ليرة، أي 450 دولاراً بسعر الصرف الرسمي البائد إلى حدٍّ كبير، وهو أقرب إلى 55 دولاراً في السوق السوداء.