أقرَّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كتاب جديد يروي سيرة حياته بمدى النفوذ السياسي الذي تتمتع به زوجته بريجيت، وعن خلافها مع بعض موظفيه، ليكشف الكتاب عن بعض أسرار القصر الرئاسي الفرنسي.
صحيفة The Times البريطانية، قالت الجمعة 30 أبريل/نيسان 2021، إن الكتاب يحمل عنوان "إيمانويل ماكرون حقائق وأساطير"، لمؤلفه آرثر بيردا، وهو المراسل السياسي لصحيفة Le Figaro.
يكشف الكتاب ما يُحكَى سراً منذ وقت طويل في باريس، وهو أنَّ بريجيت ماكرون لها دور رئيسي في تشكيل الجوهر والمظهر في قصر الرئاسة الفرنسي.
المؤلف بيردا تحدث عن الكتاب الذي يتناول الجوانب الخاصة والعامة للرئيس الفرنسي، وقال إن ماكرون (43 عاماً) وصف زوجته بريجيت (68 عاماً) بأنها "نقطة اتصال" بينه والرأي العام. ويقول إنها ناصحة مهمة له تتمتع بـ"حسها الخاص".
وفقاً لمقتطف نشرته صحيفة Le Figaro، قال ماكرون: "أستمع لما تشعر به، وتقوله، ما يُقَال لها، هي تعرفني وأثق بحكمها، سأكون مخطئاً إن قلت إن ليس لها دور أو تأثير عليّ".
تأثير بريجيت ماكرون في القصر
المطلعون على شؤون الرئاسة لطالما عرفوا تأثير بريجيت على شؤون الرئاسة، قائلين في جلسات خاصة إنَّ "بريجيت لها رأي في التعديلات الوزارية، وإعلانات السياسة الداخلية المهمة، ومع ذلك فهذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها ماكرون بهذه النقطة صراحةً".
وقال ماكرون عن زوجته: "هي تشاركني كل شيء في حياتي، من المساء للصباح"، مع تباعد مساراتهم خلال النهار لأداء المهام الرسمية، مضيفاً في تعليق أكد نفوذ زوجته: "لديها مكان في هذا المنزل ليس لمرأة ترافقني في الحياة".
يقول الكتاب عن بريجيت إنها "تقرأ وتتحرى" كل كلمة في جميع خطاباته، وتحضر تسجيلات خطاباته المتلفزة الموجهة للشعب، وغالباً ما تنتقده.
يضيف الكتاب أن بريجيت أحياناً ما تخبر الرئيس -الذي لديه ميل إلى الاستطرادات الفلسفية خلال الخطب التي تهدف إلى معالجة الأمور الواقعية-: "لا أفهم ما الذي تتحدث عنه"، وتضيف: "إذا لم أفهم شيئاً مما تتحدث عنه، كيف تتوقع أن يفهم الناس؟".
تقول السيرة الذاتية أيضاً إن زوجة ماكرون لا تتدخل عندما يتعلق الأمر بالتفاوض على السلام في الشرق الأوسط أو استهداف مليارات اليوروهات، من خطة إعادة إطلاق الاقتصاد في فترة ما بعد فيروس كورونا المستجد، لكنها لا تتردد في إبداء رأيها في مسائل المجتمع والشؤون الاجتماعية.
إضافة لذلك، يزعُم الكتاب أنها تصادمت مع موظفين ألقت باللوم عليهم في عزل زوجها عن الرأي العام، وتقول إنَّ معظم الذين انتقدتهم رافقوا ماكرون طوال ثلاث سنوات من ترقيته من اسم غير معروف إلى الرئاسة.
أشخاص بالقصر يكرهون بريجيت
وكان كتاب سيرة ذاتية يحمل اسم "Madam President" (سيدتي الرئيسة)، قد كشف أن أقرب مستشاري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يودون رؤية السيدة الأولى تموت حتى يمكن للرئيس تصوير نفسه باعتباره "أرمل حزيناً".
صوّر الكتاب زوجة الرئيس ماكرون باعتبارها زوجة متلاعبة دفعت زوجها الذي يصغرها بسنواتٍ طويلة ليصبح رئيساً للبلاد، وقال إن بريجيت تسببت في إزعاجٍ كبير لأفراد من دائرة المستشارين المُقرَّبة للرئيس، الذين "يحبون" هم أيضاً ماكرون، وفقاً لما ذكرته صحيفة Daily Mail البريطانية.
كانت بريجيت أماً متزوجة لثلاثة أبناء حين وقعت في حب الشاب إيمانويل ماكرون، الذي كان آنذاك طالباً مراهقاً بالمدرسة في مدينة أميان شمالي فرنسا، حيث كانت تعمل أستاذة للمسرح هناك.
وفقاً للكتاب، حصلت بريجيت على الطلاق بعد ذلك حتى يتمكَّنا من الزواج، لكنَّها باتت منذ ذلك الحين قلقة بسبب فارق السن، وحين أُخبِرَت أنَّ شَعر ماكرون يشيب قبل الأوان، قالت بريجيت لإحدى صديقاتها: "أتعلمين، أرى أنَّ تقدُّمه في العمر أسرع من المتوقع ميزة. إنَّه يلحق بي".
بدوره، كان وزير الداخلي الفرنس السابق، جيرار كولومب، قد وصف مديره السابق ماكرون بأنَّه يعتمد بدرجة كبيرة على زوجته.