ارتفع إقبال الأردنيين على التدخين خلال فترة انتشار فيروس كورونا وفرض حظر التجول لمواجهة الوباء، رغم الحملات التي قامت بها السلطات من أجل محاربة انتشار التدخين في الأردن عقب تصنيف المملكة ضمن البلدان الأبرز في استهلاك مواطنيها للدخان في العالم.
حسب إحصائيات سابقة لمنظمة الصحة العالمية، حل الأردن أولاً من حيث عدد السجائر المستهلكة للفرد يومياً، إذ يدخّن الأردني ما معدله 21.3 سيجارة في اليوم، تليه تركيا وأوكرانيا والولايات المتحدة.
زيادة استهلاك الدخان في الحظر
يقول الشاب منير شناعة (24 عاماً) وهو ممسك بسيجارته، لوكالة فرانس برس: "ظهور هذا الوباء قبل نحو عام وما خلفه من منغصات في حياتنا من حظر جزئي وشامل سبّب لي ضغطاً نفسياً جعلني أدخن أكثر فأكثر".
يضيف شناعة الذي بدأ التدخين وهو في سن الـ17: "قبل الوباء، كنت أدخن علبة إلى علبتين في اليوم، اليوم صارت أربعاً إلى خمس علب، الضغط النفسي زاد والتدخين زاد هو الآخر".
وفقاً لآخر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية العام الماضي حول التدخين في الأردن وشمل 2400 شخص، أكد 52% ممن تمّ استجوابهم أن حظر التجول ساهم في زيادة نسبة تدخينهم للسجائر والنرجيلة.
رغم إنفاقه نحو 300 دينار (أكثر من 400 دولار) شهرياً على التدخين وما يسبّبه ذلك له من مشاكل صحية وآلام في الصدر، يصرّ شناعة على أن السيجارة تمنحه "راحة نفسية" عندما يجد نفسه "محبوساً في المنزل بين أربعة جدران في أوقات حظر التجول".
تكلفة باهظة يدفعها الأردن
بينما كشف رئيس جمعية مكافحة التدخين، الدكتور محمد شريم، أن الأردن ينفق أكثر من أربعة مليارات دينار سنوياً أكثر من 5 مليارات دولار على التدخين بطريقة مباشرة وغير مباشرة. وبين شريم أن الأردنيين ينفقون 508 ملايين دينار سنوياً "كاش" على شراء منتجات التبغ، وفق ما نقله موقع غرفة تجارة عمّان.
كما أشار شريم إلى أن قضية مكافحة وباء التدخين في الأردن تعد قضية وطن، منوهاً بأن هنالك 39 فرداً يموتون أسبوعياً محلياً نتاج أمراض تتعلق بالتدخين أي بمعدل 1566 وفاة سنوياً.
أكد أن المبلغ الذي ينفقه الأردنيون على شراء منتجات التبغ يمكن به إنشاء ثمانية مستشفيات على غرار مستشفى الزرقاء الجديد بسعة 500 سرير والبالغة تكلفته 65 مليون دينار.
وكشف شريم أن الدراسات العالمية أثبتت أن جميع المدمنين على المخدرات هم من المدخنين، "فمحاربة المخدرات تبدأ بمحاربة التدخين أولاً".
أرقام صادمة عن التدخين في الأردن
خلال عام 2020، أصدرت وزارة الصحة الأردنية قراراً يحظر التدخين بكافة أشكاله، أي السجائر، والسجائر الإلكترونية، والنراجيل في الأماكن المغلقة.
القرار الذي أصدره وزير الصحة الأردني سعد جابر جاء استناداً إلى قانون الصحة العامة رقم 47 لعام 2008، ودليل عمل تدابير السلامة والوقاية الصحية للمطاعم السياحية بكافة فئاتها الصادر عن وزارة السياحة والآثار، داعياً إلى فرض بيئة خالية من التدخين بكافة أشكاله في الأماكن المغلقة بنسبة 100%، تطبيقاً لأحكام قانون الصحة العامة.
تشير الإحصائيات إلى أن 9 آلاف مواطن أردني يموتون سنوياً نتيجة الأمراض التي يسببها التدخين في الأردن، فيما يبلغ مجموع الوفيات الكلي نحو 29 ألف وفاة كل عام.
بحسب الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية مؤخراً، يستهلك 82% من السكان البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة النيكوتين بطريقة ما، ويدخن 66% منهم التبغ (58,9% يومياً)، كما يدخن 16,5% السجائر الإلكترونية. وتبلغ نسبة المدخنات نحو 17% من عدد السكان.