هاجم المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني، الخميس 29 أبريل/نيسان 2021، الرئيس فلاديمير بوتين ووصفه بأنه "الملك اللص العاري"، وذلك في أول ظهور له عبر اتصال عن طريق الفيديو من السجن بقاعة المحكمة، بدا خلاله نافالني نحيلاً هزيلاً ومتحدياً منذ إعلانه إنهاء إضراب عن الطعام الأسبوع الماضي.
أدلى نافالني بهذه التصريحات في جلسة محاكمة في موسكو خسر فيها طعنه على حكم بدفع غرامة لتشهيره بأحد قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية.
"عقد جديد مسروق"
ويواجه نافالني المزيد من الدعاوى القضائية، وقال فريق الدفاع عنه إنه يواجه اتهامات جنائية جديدة، كما اضطر حلفاؤه لحل شبكة مكاتبه الدعائية في الأقاليم والتي تسعى السلطات لحظرها باعتبارها كيانات "متطرفة".
في وقت لاحق من جلسة اليوم بدأ نافالني (44 عاما) في مهاجمة بوتين والنظام القضائي الروسي قائلاً: "أريد أن أبلغ المحكمة الموقرة بأن ملككم عار.. ملككم اللص العاري يريد الاستمرار في حكم البلاد للنهاية.. ستمر عشر سنوات أخرى، سيمر عقد جديد مسروق".
يُذكر أن نافالني يقضي حكماً بالسجن عامين ونصف العام بتهمة مخالفة قيود الإفراج المشروط في إدانة سابقة بالاحتيال يقول إنها ذات دوافع سياسية.
إيقاف الإضراب عن الطعام
الجمعة 23 أبريل/نيسان 2021، أعلن أليكسي نافالني إنهاء إضرابه عن الطعام الذي بدأه قبل ثلاثة أسابيع للتنديد بظروف احتجازه، وذلك بعد تدهور كبير شهدته حالته الصحية ومخاوف على حياته فاقمت حدة التوتر بين روسيا والدول الغربية.
إذ أكد نافالني إنهاء إضرابه عن الطعام في اليوم الرابع والعشرين من بدايته، بعدما ناشدته نقابة طبية تدعمه وعالجته من قبل أن ينهي الإضراب خشية أن يودي ذلك بحياته.
فقد كان أطباء مقرّبون من نافالني بينهم طبيبته الشخصية، قد حثت المعارض على إنهاء إضرابه عن الطعام "فوراً"، الأسبوع الماضي، قائلين إنهم يخشون موته و"أضراراً كبيرة" على صحّته في حال واصل امتناعه عن الأكل.
ورفض نافالني (44 عاماً)، وهو معارض بارز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تناول الطعام، ودخل في إضراب عن الطعام منذ 31 مارس/آذار احتجاجاً على ظروف اعتقاله في المعسكر رقم اثنين في سجن بوكروف الذي يعتبر أحد أكثر السجون تشدداً.
نافالني معارض بوتين الأول
وكان أبرز معارض للكرملين نجا الصيف الماضي من عملية تسميم بغاز أعصاب، هو مادة نوفيتشوك المتلفة للأعصاب التي طُوّرت إبان الحقبة السوفييتية لأغراض عسكرية. وبقي نافالني أشهراً في ألمانيا للتعافي من التسميم خضع خلالها لعلاج فيزيائي لتمكينه من السير مجدداً واستعادة أبسط وظائفه الحركية.
كما يتهم نافالني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأجهزة استخباراته بالسعي إلى تصفيته، وهو ما تنفيه السلطات الروسية رافضة حتى التحقيق في محاولة الاغتيال.
حُكم على نافالني، الذي أوقف في يناير/كانون الثاني لدى عودته إلى روسيا، بالحبس عامين ونصف العام لإدانته بتهمة انتهاك شروط إطلاق سراحه المشروط في قضية فساد سابقة، ووصف الحكم القضائي الصادر في حقه بأنه مسيّس.
يشار إلى أن الشرطة الروسية اعتقلت أكثر من 1400 متظاهر، الأربعاء 22 أبريل/نيسان، مع انضمام الروس في عشرات المدن إلى مسيرات نظمها مؤيدو المعارض أليكسي نافالني المضرب عن الطعام، تعبيراً عن احتجاجهم على تدهور حالته الصحية في السجن، بعد أن قرر المضي قدماً في إضرابه احتجاجاً على عدم استجابة السلطات لمطالبه.
كما توعَّدت أمريكا موسكو بـ"عواقب" في حال توفي أليكسي نافالني أثناء إضرابه عن الطعام داخل السجن.