كشفت الاتهامات الجديدة التي وجهها مؤسس شركة "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، إلى تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة "آبل" عن استمرار النزاع بين الرجلين، والذي بدأ منذ عام 2014 على الأقل، حين تبادلا الانتقادات اللاذعة بشأن المنتجات ونماذج الأعمال، وذلك وفق تقرير لموقع Business Insider الأمريكي، الأربعاء 28 أبريل/نيسان 2021.
في الأسبوع الماضي انتقد زوكربيرغ سياسات متجر التطبيقات (آب ستور) الخاص بشركة Apple، متهماً الشركة بفرض "رسوم احتكارية"، وفقاً لتقرير موقع BuzzFeed News الأمريكي. ورغم أنها من أكثر تعليقات زوكربيرغ صراحةً عن Apple وكوك، فإنها ليست المرة الأولى التي ينتقدهم فيها، فضلاً عن الانتقادات التي تعرض لها من كوك شخصياً.
أولى المناوشات بين الرجلين
اندلعت في سبتمبر/أيلول عام 2014، عندما أجرى كوك مقابلةً طويلة مع تشارلي روز، وتناول خلالها عدداً من الموضوعات ومنها الخصوصية.
فقد جرت المقابلة في الأسابيع التي أعقبت التسريبات سيئة السمعة لصور عارية تخص العديد من النساء المشاهير من حساباتهن على iCloud، وخلال المقابلة أكّد كوك التزام Apple بالخصوصية، قبل أن يستنكر نماذج الأعمال الخاصة بشركات مثل Google وFacebook.
قال حينها: "أعتقد أنّه على الجميع سؤال أنفسهم، كيف تجني الشركات المال؟ عليكم أن تتبعوا الأموال، وإذا كانوا يجنون المال في الأساس عن طريق جمع كميات هائلة من البيانات الشخصية، فأعتقد أنّه يحق لكم الشعور بالقلق، ويجب أن تفهموا حقيقة ما يحدث لتلك البيانات".
كما شدّد كوك على موقفه ذلك بعد فترةٍ وجيزة، في خطابٍ مفتوح على موقع Apple للخصوصية.
إذ كتب كوك حينها: "قبل بضع سنوات، بدأ مستخدمو خدمات الإنترنت يُدركون أنّ خدمات الإنترنت المجانية تعني أنّ المستخدمين ليسوا العملاء، بل المنتجات".
زوكربيرغ لم يتأخر في الرد
كان ذلك خلال مقابلةٍ مع مجلة Time الأمريكية في وقتٍ لاحق من ذلك العام، حيث بدا زوكربيرغ متضايقاّ من تصريحات كوك.
قال للمجلة الأمريكية حينها: "أشعر بالإحباط، لأن العديد من الناس بدأوا بشكلٍ متزايد في المساواة بين نموذج الأعمال القائم على الإعلانات ونموذجٍ غير متوافق مع عملائه. وأعتقد أن هذا هو المفهوم الأكثر سخافة. هل تعتقد أنّ كونك تدفع لشركة Apple سيجعلك متوافقاً معها؟ لو كنت متوافقاً معها لجعلت منتجاتها أرخص بكثير من أجلك!".
الخلافات تشتعل من جديد بعد تقارير عن تورط فيسبوك
كان ذلك عام 2018، عندما كشف أحد المبلغين عن الانتهاكات أنّ شركة استشارات Cambridge Analytica جمعت بيانات 50 مليون مستخدم دون موافقتهم.
خلال مقابلةٍ على قناة MSNBC الأمريكية في الأشهر التالية، سُئِلَ كوك عما كان سيفعله لو كان في موقف زوكربيرغ، فأجاب: "ماذا كنت سأفعل؟ ما كنت لأضع نفسي في هذا الموقف من الأساس".
وأضاف كوك أنّه كان على شركة Facebook تنظيم نفسها فيما يتعلّق ببيانات المستخدمين، "لكنّني أعتقد أنّنا تجاوزنا هذه المرحلة". وأكّد كذلك موقفه بأن Facebook تعتبر مستخدميها منتجات.
بينما قال زوكربيرغ خلال مقابلةٍ في بودكاست The Ezra Klein Show: "أتعلمون؟ الحجة القائلة بأنّك إن لم تدفع فلن نستطيع العناية بك، حجةٌ ساذجةٌ للغاية وأبعد ما يكون عن الحقيقة".
كما نفى فكرة أنّ Facebook لا تركز على خدمة المستخدمين، وانتقد مرةً أخرى، المبالغ الباهظة التي تفرضها شركة Apple على منتجاتها.
في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018، نشرت صحيفة New York Times الأمريكية تقريراً مطولاً يسرد تفاصيل تداعيات فضيحة Cambridge Analytica، ونقلت الصحيفة الأمريكية أنّ تعليقات كوك أغضبت زوكربيرغ بشدة، لدرجة أنّه أمر موظفيه في فريق الإدارة -ممن يستخدمون أجهزة آيفون- باستبدالها بجهاز يعمل بنظام تشغيل أندرويد.
في أعقاب نشر التقرير، كتبت Facebook مدونةً تنفي بعض مزاعم تقرير الصحيفة الأمريكية، لكنها لم تنفِ الخلاف بين زوكربيرغ وكوك.
وخلال اجتماعٍ للشركة، انتقد زوكربيرغ Apple علانيةً، قائلاً إنّ لديها "قبضةً فريدة من نوعها تفرض رقابةً مشددة على ما يدخل إلى أجهزتها".
كما قال أيضاً إنّ الـ"آب ستور" عقبةٌ في وجه الإبداع والمنافسة، ويسمح للشركة بفرض "رسومٍ احتكارية"، بحسب تقرير BuzzFeed News.