قررت السلطات المغربية، الثلاثاء 27 أبريل/نيسان 2021، التحقيق مع 23 مهاجراً، من بينهم قاصرون، بعد أن هاجروا بطريقة غير شرعية، عن طريق السباحة إلى جيب سبتة، التي تحتلها إسبانيا، بعد أن أعادتهم مدريد إلى الرباط بموجب اتفاق بين البلدين من أجل ترحيلهم، وذلك وفق ما ذكره بيان للمديرية العامة للأمن الوطني المغربي.
في الـ24 ساعة الماضية، انتشرت العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر العشرات من الشبان وهم يعبرون كيلومترات سباحة من أجل الهجرة إلى مدينة سبتة، كما نشر خفر السواحل الإسبانية مقاطع تظهر إنقاذ العشرات من الشبان في وسط البحر.
وقالت المديرية في البيان: "تمت مباشرة إجراءات هذا البحث مع 23 مرشحاً للهجرة غير المشروعة تم تسليمهم من طرف المصالح الأمنية الإسبانية"، مشيراً إلى أن وضعهم رهن التوقيف.
كما أوضح البيان الذي نشرته وكالة الأنباء المغربية أن التحقيق يهدف إلى "الكشف عن جميع المتورطين المحتملين في تنظيم (هذه العملية) والكشف عن ارتباطاتها المحتملة بشبكات تنشط في تنظيم الهجرة غير المشروعة".
اتفاق بين البلدين
قال مصدر في بلدية سبتة، لوكالة "فرانس برس" الفرنسية، إنها أبرمت مع المغرب اتفاقاً لإعادة نحو مئة مهاجر ممن سبحوا باتجاه شواطئها الأحد، موضحاً أن "عمليات الطرد بدأت صباح اليوم" وتشمل "بين 100 إلى 120 شخصاً".
لم تشر السلطات المغربية إلى ما إذا كانت ستحقق مع مهاجرين آخرين أم لا، علماً أن المديرية العامة للأمن للوطني كانت أعلنت الأحد توقيف 14 شخصاً بينهم 5 قاصرين كانوا بصدد القيام بالمحاولة نفسها.
هجرة جماعية غير اعتيادية
صحف مغربية كشفت أن أكثر من 70 شخصاً، تمكنوا من الوصول إلى شاطئ "تراخال" في موجة هجرة جماعية غير اعتيادية، فيما تدخلت السلطات بمدينة سبتة لانتشالهم من وسط البحر، في حين تمكن آخرون من الوصول بأنفسهم إلى غاية اليابسة.
فيما توقعت الصحف المحلية أن يكون عدد الواصلين أكبر من العدد المتداول، حيث أشارت إلى أن عدداً من المهاجرين المغاربة، تمكنوا من الوصول والتوجه إلى المدينة دون أن تعترضهم عناصر الحرس المدني أو الشرطة.
كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات التقطتها الصحافة الإسبانية وثَّقت لحظات وصول المهاجرين المغاربة إلى الشاطئ، فيما بدا عليهم علامات التعب والإرهاق، بعد أكثر من ساعة من السباحة الحرة في البحر، وسط أجواء قاسية.
أزمة اقتصادية
وشهدت مدينة الفنيدق في شباط/فبراير احتجاجات بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعيشها منذ وقف تجارة التهريب انطلاقاً من جيب سبتة في 2019، والتي فاقمها إغلاق الحدود بسبب جائحة كوفيد-19.
لمواجهة الاحتجاجات أطلقت السلطات مشاريع إنمائية بنحو 45 مليون دولار، وبرنامجاً لتوظيف 5 آلاف من ممتهني التهريب سابقاً في مصانع استفاد منه أكثر من 1200 حتى الآن، وفق بيان للسلطات المحلية الأسبوع المنصرم.
ويعد جيبا سبتة ومليلية الإسبانيان شمال المغرب منفذين تقليديين للمهاجرين الذين يحاولون من حين لآخر التسلل عبر تسلق السياج الحديدي المحيط بهما. ويشكلان الحدود البرية الوحيدة بين إفريقيا وأوروبا.