اتهمه بـ”الرضوخ لجماعات متطرفة”.. أردوغان يهاجم بايدن بسبب ” الأرمن” ويدعوه لـ”مراجعة نفسه”

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/26 الساعة 19:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/26 الساعة 19:20 بتوقيت غرينتش
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان/رويترز

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن نظيره الأمريكي جو بايدن رضخ لضغوطات الجماعات الأرمنية المتطرفة والمعادية لتركيا، عبر وصف أحداث 1915 بـ"الإبادة الجماعية" بحق الأرمن.

جاء ذلك، الإثنين، في مؤتمر صحفي عقده أردوغان عقب ترؤسه اجتماعاً للحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

مذابح الأرمن

كان جو بايدن قال السبت، إن مذابح الأرمن، أواخر عهد الإمبراطورية العثمانية، تمثل إبادة جماعية، وهو إعلان تاريخي أثار حنق تركيا وزاد من توتر العلاقات المضطربة بالفعل بين الدولتين الشريكتين في حلف شمال الأطلسي.

تمثل هذه الخطوة، التي تعد رمزية إلى حد كبير، تغيراً جذرياً عن صياغة شديدة الحذر تبناها البيت الأبيض منذ عقود. وسوف يحتفي بها الأرمن في الولايات المتحدة لكنها تأتي في وقت صدام بين أنقرة وواشنطن بشأن عدد آخر من الملفات.

قال أردوغان إن "بايدن استخدم عبارات غير مُحقة لا أساس لها وتخالف الحقائق بشأن أحداث أليمة وقعت قبل أكثر من قرن". وأضاف: "نعتقد أن الوصف الذي استخدمه بايدن جاء نتيجة لضغوط الجماعات الأرمنية المتطرفة والمعادية لتركيا".

أكد أردوغان أنه يجب ترك مهمة تقصِّي الأحداث التاريخية وكشف الحقائق، للمؤرخين وليس الساسة، مضيفاً: "إذا كنتم تتحدثون عن إبادة جماعية فيتعين عليكم النظر إلى المرآة ومحاسبة أنفسكم".

مقترحات بلجنة مشتركة 

لفت الرئيس أردوغان إلى أن تركيا لم تتلقَّ لغاية الآن رداً على اقتراحها بإنشاء "لجنة مشتركة للتاريخ" بشأن المزاعم الأرمنية.

وأشار إلى أن الدولة العثمانية اتخذت قرار نقل وإسكان الأرمن "كتدبير ضد تمرد قائم ومجازر متصاعدة وليس ضد تهديد محتمل". وأردف: "عدد الذين شملهم قرار النقل والإسكان (من الأرمن) لا يتعدى 600 ألف على أقصى تقدير بحسب التقارير الأمريكية، والرقم الحقيقي أقل في الواقع".

وفيات بالآلاف 

الرئيس التركي تابع: "عدد الذين فقدوا حياتهم من الأرمن خلال عملية تبديل أماكنهم، بالكاد يصل إلى 150 ألف شخص، وذلك من جرّاء الأوبئة والحوادث الأمنية أو الاشتباكات مع قوات الأمن، وبالطبع كل واحد منهم روح بشرية ورقم مهم، والمؤرخون والساسة الأرمن يعترفون أيضاً بتضخيم الأرقام الحقيقية عبر إضافة صفر إليها".

أردوغان شدد على أن الدولة العثمانية لم ترسل السكان الأرمن إلى أي بلد آخر؛ بل انتقلوا داخل أراضي البلاد. وأكد أنه لم يحدث شيء يوصف بالمأساة الإنسانية في يوم 24 أبريل/نيسان 1915 (وهو اليوم الذي يعتبره الأرمن ذكرى لمزاعمهم).

ولفت إلى أن ما حدث في ذلك اليوم هو أن الحكومة العثمانية أغلقت منظمات تعاونت مع البلدان المعادية في أثناء الحرب (العالمية الأولى)، وأوقفت 235 من قياداتها. وأكد أنه "لا يوجد أي دليل ملموس على المزاعم الأرمنية، كما أنه لا يوجد قرار صادر عن محكمة دولية".

وأردف: "هناك مقابر جماعية لأتراك قتلهم الأرمن في أماكن كثيرة، لكن لا يوجد أي مكان تجدون فيه مقبرة جماعية للأرمن، لأنها لم تقع أصلاً". ومضى قائلاً: "قبل قرن كان أكثر من 80% من السكان في المنطقة الجغرافية التي تقع فيها أرمينيا اليوم مسلمين، أما اليوم لم يتبقَّ أحد تقريباً من المسلمين الأتراك والشركس في المنطقة نفسها".

توتر العلاقات

يُذكر أن العلاقات بين واشنطن وأنقرة متوترة بسبب قضايا عدة، من شراء تركيا النظام الدفاعي الصاروخي الروسي إس-400 الذي تعرضت تركيا بسببه لعقوبات أمريكية، إلى اختلاف السياسة في سوريا، وحقوق الإنسان، وقضية بالمحكمة تستهدف بنك خلق التركي.

قال نيكولاس دامفورث الباحث غير المقيم في المؤسسة الهيلينية للسياسة الأوروبية والخارجية، إن الرؤساء الأمريكيين السابقين تخلوا عن وعودهم الانتخابية بالاعتراف بالمذبحة؛ حرصاً على العلاقات مع تركيا.

أضاف دامفورس: "في ظل تدهور العلاقات بالفعل لا يوجد ما يمنع بايدن من المضي قدماً… أنقرة لم يعد لها حلفاء في الحكومة الأمريكية يضغطون ضد هذا، وواشنطن ليست قلقة من أن تثير غضب تركيا أكثر".

تحميل المزيد