أعلن العراق، فجر الأحد 25 أبريل/نيسان 2021، الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام على أرواح قتلى سقطوا في حريق ضخم اندلع ليل أمس السبت، في وحدة للعناية المركّزة مخصّصة لعلاج مرضى فيروس كورونا، فيما سجلت حصيلة الضحايا ارتفاعاً جديداً.
المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، خالد المحنا، ذكر اليوم الأحد، أن ما لا يقل عن 82 شخصاً لقوا حتفهم وأصيب 110 آخرون عندما اندلع الحريق في المستشفى، وهذه الحصيلة أكبر من الأولى التي تم الإعلان عنها عقب الحادث.
الحكومة العراقية قالت في بيان، إنّه إثر الحريق الذي اندلع في مستشفى "ابن الخطيب" عقد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اجتماعاً طارئاً مع عدد من الوزراء والقيادات الأمنية والمسؤولين، أمر في أعقابه "بإعلان الحداد على أرواح شهداء الحادث".
كذلك اعتبر الكاظمي ما حصل "مسّاً بالأمن القومي العراقي، وهو نكسة بكل ما للكلمة من معنى، ويجب ألا نترك مثل هذه الأحداث تمر مرور الكرام"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء العراقية.
ونقل البيان الحكومي عن الكاظمي قوله خلال الاجتماع الطارئ، أنّ "مثل هذا الحادث دليل على وجود تقصير، لهذا وجّهت بفتح تحقيق فوري والتحفّظ على مدير المستشفى ومدير الأمن والصيانة، وكلّ المعنيين، إلى حين التوصّل إلى المقصّرين ومحاسبتهم".
كذلك شدّد الكاظمي على أنّ "الإهمال بمثل هذه الأمور ليس مجرّد خطأ، بل جريمة يجب أن يتحمّل مسؤوليتها جميع المقصّرين"، مطالباً بأن تصدر "نتائج التحقيق في حادثة المستشفى خلال 24 ساعة، ومحاسبة المقصّر مهما كان"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
إضافة لذلك، دعا الكاظمي إلى "تشكيل فريق فنّي من كلّ الوزارات المعنية لضمان تدقيق إجراءات السلامة بجميع المستشفيات والفنادق والأماكن العامة خلال أسبوع واحد، وفي كل أنحاء العراق"، مشدّداً على أنّه أصدر "توجيهاً واضحاً: كلّ مدير عليه أن ينزل بنفسه ويدقّق إجراءات السلامة".
أضاف الكاظمي "يجب ألّا يقول لي أحد تماسّ كهربائي، هذا أمر معيب (…) افحصوا كل سلك في كل دائرة عامة أو مستشفى، وأي دائرة تتحجج بالتماس الكهربائي سأحاسب الجميع فيها".
كان الكاظمي قد أمر إثر الكارثة باعتبار الضحايا الذين سقطوا في الحريق "شهداء"، ومنح عائلاتهم "كل حقوق الشهداء"، بالإضافة إلى معالجة جرحى الحريق على نفقة الدولة "بما في ذلك العلاج خارج العراق".
مشاهد من الخوف والحزن
ونشر عراقيون على شبكات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو جديدة أظهرت الخوف والهلع الذي عاشته عائلات المرضى داخل المستشفى وخارجه، كذلك أظهرت مقاطع فيديو أخرى لحظة اندلاع الحريق في المستشفى.
عند منتصف الليل كان الدفاع المدني العراقي قد أعلن أن فرقه سيطرت على الحريق الذي "بدأ بانفجار أسطوانة أوكسجين، حسب شهود العيان"، مشيراً إلى أن "المستشفى يخلو من منظومة" استشعار الحرائق وإطفائها، و"الأسقف الثانوية عجّلت من انتشار النيران بسبب احتوائها على مواد فلّينية سريعة الاشتعال".
من جهتها أصدرت وزارة الصحة بياناً، قالت فيه إنّها "ستعلن في وقت لاحق الموقف الدقيق لأعداد الضحايا والجرحى".