استقالة وزير الإعلام المصري لـ”ظروف خاصة”.. كان قد دخل في مواجهة مع صحفيين داعمين للسلطة

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/25 الساعة 10:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/25 الساعة 10:37 بتوقيت غرينتش
وزير الإعلام المصري المستقيل أسامة هيكل - مواقع التواصل

قدّم وزير الإعلام المصري أسامة هيكل، الأحد 25 أبريل/نيسان 2021، استقالته من منصبه، وذلك بعد أشهر من صدام نادر حدث بين هيكل من جهة، وعدد من رؤساء تحرير الصحف التي تدعم بشكل كامل سياسة السلطة الحاكمة في البلاد من جهة أخرى.

وكالة الأنباء المصرية الرسمية نقلت عن المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، قوله إن هيكل تقدّم باستقالته لرئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، نظراً "لظروف خاصة"، دون ذكر مزيد من التفاصيل. 

جاءت هذه الاستقالة بعد أشهر من اندلاع حرب كلامية وصلت إلى حد الإهانات والتراشق لفظي وتبادل الاتهامات، بين هيكل وصحفيين مصريين، بعدما نشر الوزير في أكتوبر/تشرين الأول الماضي منشوراً انتقد فيه ضمنياً أداء الإعلام المصري.

حينها قال هيكل إن "الأعمار أقل من 35 سنة يمثلون حوالي 60 أو 65% من المجتمع، لا يقرأون الصحف، ولا يشاهدون التلفزيون، وبالتالي من المهم التفكير في نمط حياة هذه الفئات".

أثار هذا المنشور غضباً لدى رؤساء تحرير صحف مصرية، الذين اعتبروا أن الوزير يستهدف منابرهم في منشوره، وبدأ عدد منهم بشنّ هجوم لاذع على هيكل، عبر منشورات وتغريدات كتبوها على مواقع التواصل، وحتى في المواقع الإخبارية التي يديرونها. 

كان من أبرز المهاجمين للوزير هيكل، خالد صلاح رئيس تحرير موقع "اليوم السابع"، ورئيس تحرير صحيفة "الدستور"، محمد الباز، وانضم إليهما طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، الذي دعا حينها مجلس النقابة إلى اجتماع عاجل، وقال موقع "اليوم السابع" آنذاك إن الاجتماع سيكون "لبحث تجاوزات هيكل المستمرة ضد الإعلام المصري".

هيكل البالغ من العمر 56 عاماً، هو رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي (رسمية)، وأول وزير إعلام بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 في حكومة الدكتور عصام شرف، وعاد ليتولى حقيبة وزارة الإعلام بعد نحو 6 سنوات على إلغائها في ديسمبر/كانون الأول 2019.

استقالة وزير الإعلام المصري تأتي بعد أشهر من خلافه مع صحفيين داعمين للسلطات

صراع خفي على الإعلام

ومنذ وصول الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى سدة الحكم عام 2013، كان الإعلام -ولا يزال- من أهم الملفات التي تؤرِّقه، وهو ما ظهر في أحاديثه المتعددة عن الإعلام وأهميته، مرَّة مترحِّماً على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي كان محظوظاً بإعلامه، ومرات مهاجماً الإعلام الحالي الذي لا يؤدي واجبه في نشر الإيجابيات وترسيخ الوعي الصحيح بعقول المصريين، على حد تعبيره. 

نظراً لأن الإعلام حظى بأولوية على أجندة الرئاسة، فإن تناحراً بين أطراف الدولة اندلع للسيطرة على الإعلام وإدارته.

في هذا السياق، كان مسؤول بارز في إحدى الهيئات الإعلامية المهمة بمصر -رفض الكشف عن اسمه- قد قال لـ"عربي بوست"، إن هناك جناحين مختلفين، يسعى كلاهما لفرض فلسفته حول كيفية إدارة الإعلام المصري.

الجناح الأول يمثله اللواء محسن عبدالنبي مدير مكتب رئيس الجمهورية المصري الحالي، والمدير الأسبق لإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، واعترض عبدالنبي على الطريقة التي يُدار بها الإعلام في مصر، واصفاً إياهاً بـ"العك"، وهو ما ذكره صراحة في أكثر من لقاء جمعه بمسؤولين إعلاميين.

كان ذلك بمثابة إعلان حرب على الجناح الآخر الذي أحكم قبضته على الإعلام بالفعل، وهو جناح اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات وساعِده الأيمن المقدم أحمد شعبان.

وذكر المسؤول المصري لـ"عربي بوست" كواليس أزمة هيكل وصحفيين مصريين، قائلاً إن تصريحات أسامة هيكل الأخيرة التي هاجم فيها الإعلاميين لم تكن اعتباطية ولا محض صدفة.

أوضح المصدر نفسه أن الجناح الموالي للواء عبدالنبي قرر التحرك صوب تعيين هيكل وزيراً للإعلام بعد استحداث وزارة، بهدف سحب الصلاحيات من المخابرات العامة، التي يرى عبدالنبي أنها فاشلة تماماً في إدارة ذلك الملف، وأدت إلى ترك مساحات كبيرة لقنوات الإخوان في قطر وتركيا للعمل، وهو ما صرح به أكثر من مرة في لقاءاته مع بعض الصحفيين الموالين له.

حينها أيضاً ذكر مصدر بالرئاسة المصرية لـ"عربي بوست"، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي لم يحسم أمره بعد من تلك المعركة، لكن المصدر ذكر أن الرئيس قال: "مش عاوز دوشة"، وهو ما أعطى إشارة إلى أن هيكل وعبدالنبي كانا في طريقهما لخسارة المعركة.

تحميل المزيد