قالت صحيفة "The Washington Post" الأمريكية، السبت 24 أبريل/نيسان 2021، إن روسيا تستعد لحظر الشبكات السياسية المؤيدة لزعيم المعارضة المسجون أليكسي نافالني، وتصنيفها على أنها جماعات متطرفة، تماماً كالقاعدة وداعش، في حكم من شأنه سحق أكبر حركة معارضة للكرملين.
وفقاً للصحيفة، فإن محكمة في موسكو تستمع خلال جلسة مغلقة، غداً الإثنين، إلى طلب المدعي العام بإعلان جماعة نافالني السياسية ومؤسسة مكافحة الفساد التابعة له منظمات متطرفة.
ضربة لحرية التعبير
من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان إن ذلك سيكون "أحد أخطر الضربات على حق حرية التعبير وتكوين الجمعيات في تاريخ روسيا ما بعد الاتحاد السوفييتي".
ويقارن نشطاء المعارضة بين قبضة بوتين المشددة بشكل متزايد والحكم السوفييتي السابق، وسط استياء شعبي متزايد من انخفاض الأجور الحقيقية وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وقال مدير مؤسسة نافالني لمكافحة الفساد، زدانوف، الذي فر من البلاد في وقت سابق من هذا العام: "هذا يذكرني بالمحاكمات السوفييتية، عندما يتم الإعلان عن شخص جاسوس أو عميل أجنبي، وبعد ذلك ستكون هناك محاكمة سرية مغلقة. بوتين يحاول إعادة روسيا إلى الماضي السوفييتي".
أحكام بالسجن
وإذا ما انحازت المحكمة إلى طلب المدعي العام فستضعهم إلى جانب تنظيم داعش والقاعدة وطالبان في نظر السلطات الروسية، حيث سيؤدي استمرار العمل في المنظمات التابعة لنافالني إلى السجن لمدة 6 سنوات على الأقل، بحسب الصحيفة.
وقد داهمت الشرطة بالفعل العديد من مكاتب أليكسي نافالني الإقليمية في الأسابيع الأخيرة واعتقلت عشرات الموظفين.
ومن الممكن أن يتسبب ارتداء قمصان عليها شعار "روسيا ستكون سعيدة"، الذي قاله نافالني، في السجن أيضاً، كما سيكون التبرع للمنظمات التابعة أقرب إلى دعم الإرهابيين، مع عقوبات تصل إلى السجن لمدة 10 سنوات، فضلاً عن أن إعادة تغريد مقاطع الفيديو السابقة لمجموعة نافالني، والتي تكشف فساد السياسيين والبيروقراطيين الروس، قد تعني أيضاً السجن.
ومنعت السلطات الروسية نافالني والعديد من حلفائه من خوض الانتخابات، وجرّمت الدعوة إلى احتجاجات غير مصرح بها أو المشاركة فيها بشكل متكرر، فيما فر الكثير منهم إلى المنفى لتجنب السجن.
والجمعة، أعلن نافالني، الذي تسمم بغاز أعصاب كيميائي، في أغسطس/آب، وسُجن في فبراير/شباط، لدى عودته إلى البلاد، أعلن إنهاء إضراب عن الطعام لمدة 24 يوماً، بعد تحذيرات طبية من أنه قد يواجه الموت.
كان آلاف المتظاهرين خرجوا في مختلف أنحاء روسيا إلى الشوارع، الأربعاء، للمطالبة بالإفراج عن نافالني.
هذه المظاهرات انتهت باعتقال أكثر من 1400 متظاهر، وهو رقم قياسي من الاعتقالات التي نفذتها السلطات الروسية في يوم واحد.