قال موقع Middle East Eye البريطاني الجمعة 23 أبريل/نيسان 2021، إن محكمة سعودية قد ثبتت سراً إدانة وسجن اثنين من أبناء مسؤول الاستخبارات السابق سعد الجبري، الذي قالت عائلته إن اعتقالهما كان محاولة من الرياض لإكراه سعد على العودة إلى المملكة.
بحسب الموقع، فإن المحكمة السعودية قد أثبتت حكم السجن بحق سارة وعمر الجبري، وقد اتخذ بحقهما العام الماضي، بتهم غسل الأموال والتآمر للفرار من المملكة بصورة غير قانونية.
كانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قد كشفت عن صدور حكم بالسجن ضد ابني الجبري بعد محاكمتهما "سراً" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهو ما دفع أهلهما لرفع استئناف أكد الموقع البريطاني رفضه وتثبيت الحكم بحقهما.
أحكام بالسجن
فوفقاً لوثيقة قدمها محامو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مطلع هذا الشهر في إطار دعوى الجبري المرفوعة على ولي العهد في محكمة أمريكية، أيدت محكمة الاستئناف بالرياض إدانة عمر وسارة في 24 ديسمبر/كانون الثاني 2020.
وجاء في الوثيقة، المختومة من مكتب المدعي العام السعودي، أن عمر وسارة حُكم عليهما بالسجن تسع سنوات وست سنوات ونصف على التوالي، وغرامة إجمالية قدرها 1.5 مليون ريال سعودي (400 ألف دولار)، وبالمنع من مغادرة البلاد لسنوات.
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت الأسرة إن أحداً لم يخبرها بأي من إجراءات الاستئناف، و"أن القضية اختفت من جدول دعاوى المحكمة بحلول يناير/كانون الثاني 2021″.
من جانبه، قال خالد، نجل سعد الجبري الذي يعيش في كندا، لوكالة رويترز إن الاستئناف "لم يحدث قط"، و"إن المخالفات في هذه القضية تشير إلى تدخل ولي العهد".
واتصل موقع Middle East Eye بالسفارة السعودية في واشنطن، لكنه لم يتلقّ رداً كما تواصل مع عائلة الجبري كذلك.
مخاوف في إدارة بايدن
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لموقع Middle East Eye في بيان أُرسل عبر البريد الإلكتروني: "نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير المتعلقة باحتجاز نجلي الجابري وإصدار أحكام بحقهما، وندين بشدة أي إجراء جائر بحق أفراد عائلات المتهمين بارتكاب جرائم".
وأضاف البيان: "كنا على اتصال مباشر مع كبار المسؤولين السعوديين وسنواصل الحديث عن مخاوفنا. سعد الجبري كان شريكاً مهماً في مكافحة الإرهاب وساعد عمله في إنقاذ حياة عدد لا يحصى من الأمريكيين والسعوديين".
وقالت وزارة الشؤون العالمية الكندية لموقع Middle East Eye أيضاً إنها "قلقة للغاية" إزاء احتجاز نجلي الجبري، وإن أوتاوا "كثيراً ما أثارت الحديث عن مخاوف كندا بشأن حقوق الإنسان مع الحكومة السعودية، سراً وعلناً".
يأتي هذا الخبر أيضاً في خضم نزاع قانوني دائر بين الجبري ومحمد بن سلمان في قاعات المحاكم في الولايات المتحدة وكندا والسعودية.
وكان ابنا الجبري من بين الأهداف الأولى لمحمد بن سلمان الذي وصل إلى السلطة في 21 يونيو/حزيران 2017، بعد عزل ولي العهد الأمير محمد بن نايف وتم توقيف ابني الجبري في مطار الرياض في ذلك اليوم أيضاً، ومُنعا من السفر بينما كان الاثنان في طريقهما إلى مدرستهما في الولايات المتحدة، حيث كان يعيش والدهما.
إلا أنه تم اعتقالهما في مارس/آذار من العام الماضي، وهو ما اعتبره رجل الاستخبارات السابق محاولة لابتزازه من أجل العودة إلى المملكة، وسعد الجبري هو مسؤول أمني سعودي سابق وكان الساعد الأيمن للأمير محمد بن نايف.