أعلن الجيش العراقي، السبت 24 أبريل/نيسان 2021، عن عدم حاجته لأي جندي أمريكي أو أجنبي يقاتل مع قواته، قائلاً إن انسحاب القوات الأجنبية من البلاد ستحدده اللجان الفنية بين بغداد وواشنطن، وذلك بعد يومين من تأكيد أمريكا أنها لن تخفض عدد قواتها في العراق.
جاء ذلك في تصريحات للمتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (واع).
رسول قال إن "العراق لا يحتاج لأي جندي أمريكي أو أجنبي يحمل السلاح ويقاتل مع القوات العراقية، ولا يحتاج لمقاتلين على الأرض باستثناء القوات العراقية".
أضاف رسول أن هناك "جدولة لعملية انسحاب القوات الأجنبية خلال فترات تحدد بعد لقاء اللجنة الفنية (…) ضمن الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن"، وأردف: "العراق يمتلك قوات مدربة، تستطيع الدفاع عن الوطن والشعب".
تأتي تصريحات المسؤول العراقي بعد يومين من إعلان القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى، أنها لن تخفض عدد قواتها في العراق، وذلك "بناء على رغبة الحكومة العراقية"، وفق تعبيرها.
أثار الإعلان الأمريكي ردود فعل رافضة، آخرها اليوم السبت، من قيس الخزعلي، زعيم "عصائب أهل الحق" (موالية لإيران)، التي قال فيها إن "الطريقة الأفغانية" هي الكفيلة بإخراج القوات الأمريكية من العراق.
ولم يصدر أي تعقيب رسمي، أو تعليق فوري من الجانب الأمريكي حول تصريحات رسول، أو الخزعلي حتى الساعة 11:40 بتوقيت غرينتش.
وفق ما نقلته تقارير صحفية أمريكية، يبدو أن القرار الأمريكي يسير عكس رغبة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي يريد وضع حدود زمنية لانسحاب القوات الأمريكية من بلاده، وإعلان واشنطن التزامها بها علناً، والتي ستخفف الضغوط الهائلة على حكومته، لتحصل على مساحة للمناورة حتى يُؤدي البرلمان والحكومة الجديدة القَسم الدستوري.
كانت قد بدأت التحركات الهادفة لتسريع العملية بالفعل. فقبل أيام من هجوم أربيل أعلن الكاظمي تشكيل لجنة فنية عسكرية، بقيادة رئيس أركان الجيش الفريق الركن عبدالأمير يارالله.
في يوم السبت 10 أبريل/نيسان، سعى فريق المفاوضات العراقي إلى متابعة التفاصيل المتعلقة بتشكيل اللجان، مع السفير الأمريكي وعددٍ من المسؤولين ببغداد، في محاولةٍ للتعجيل بالأمور، وفقاً لتصريحات اثنين من المفاوضين العراقيين لموقع Middle East Eye البريطاني.
إذ قال أحد أعضاء فريق المفاوضات العراقي: "تُدرك الإدارة الأمريكية الحالية أسباب ضغطنا عليها للإسراع بتشكيل اللجان الفنية والبدء في وضع الجداول الزمنية".
وفقاً للمفاوض، سيكون هناك اجتماعٌ للجان الفنية الأمريكية-العراقية، الأسبوع الجاري أو المقبل. ومن المرجح أن يُعقد الاجتماع في بغداد وجهاً لوجه. وفي حال أراد مسؤولون من واشنطن الانضمام للجنة، فسوف تُعقد الاجتماعات بمحادثة فيديو عبر الإنترنت.
لم يُوافق فريق المفاوضات الأمريكي على سحب القوات القتالية وتغيير طبيعة المهمة دون مقابل، إذ يتعين على العراق أن يوفر التأمين للبعثات الدبلوماسية الغربية وقوات التحالف بموجب الاتفاق، وفقاً لما أفاد به المفاوضون العراقيون للموقع البريطاني، حتى تُثبت بغداد قدرتها على ضمان سلامة المسؤولين الأجانب بعد الانسحاب.
يُذكر أنه منذ 2014، تقود واشنطن تحالفاً دولياً لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" المصنف على لوائح الإرهاب، حيث ينتشر بالعراق نحو 3000 جندي للتحالف، بينهم 2500 أمريكي.
وفي 5 يناير/كانون الثاني 2020، صوت البرلمان العراقي لصالح قرار يطالب بإخراج القوات الأجنبية، بما فيها الأمريكية، من البلاد.