اعتراف أمريكي بـ”مذابح الأرمن”.. بايدن اعتبرها “إبادة جماعية”، وأنقرة: قرار مرفوض تماماً

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/24 الساعة 17:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/24 الساعة 21:45 بتوقيت غرينتش
أردوغان وبايدن (أرشيف)- رويترز

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن اعتراف بلاده بأن ما جرى للأرمن من مذابح في أواخر الإمبراطورية العثمانية إبادة جماعية، وذلك في قرار تاريخي من المرجح أن يثير أزمة مع أنقرة ويزيد من توتر العلاقات المضطربة بالفعل بين الدولتين العضويين في حلف شمال الأطلسي.

إذ قال جو بايدن، السبت 24 أبريل/نيسان 2021، إن المذبحة التي تعرض لها الأرمن تمثل إبادة جماعية، وتعني هذه الخطوة، التي تعد رمزية إلى حد كبير، تغيراً جذرياً عن صياغة شديدة الحذر تبناها البيت الأبيض منذ عقود. وسوف يحتفي بها الأرمن في الولايات المتحدة لكنها تأتي في وقت صدام بين أنقرة وواشنطن بشأن عدد آخر من الملفات.

تركيا ترد على بايدن 

في المقابل ورداً على قرار بايدن، قال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو، إن تركيا "ترفض تماماً" اعتراف الرئيس الأمريكي جو بايدن بالمذبحة التي تعرض لها الأرمن عام 1915، أواخر عهد الإمبراطورية العثمانية، باعتبارها إبادة جماعية.

قال تشاووش أوغلو على تويتر: "ليس هناك شيء لنتعلمه من أي أحد بشأن ماضينا. الانتهازية السياسية أكبر خيانة للسلام والعدل… نرفض تماماً هذا البيان الذي استند إلى الشعبوية فقط".

تشاووش أوغلو كذلك قال في تغريدة على موقع تويتر: "الكلمات لا تغير التاريخ ولا تكتبه من جديد، لسنا في وضع لنتعلم تاريخنا من غيرنا".

مطالب أرمينيا 

في حين تطالب أرمينيا واللوبيات الأرمنية في أنحاء العالم بشكل عام، تركيا بالاعتراف بما جرى خلال عملية التهجير عام 1915 على أنه "إبادة جماعية"، وبالتالي دفع تعويضات.

فيما تؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق "الإبادة الجماعية" على تلك الأحداث؛ بل تصفها بـ"المأساة" لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيداً عن الصراع السياسي وحل القضية بمنظور "الذاكرة العادلة" الذي يعني التخلي عن النظرة الأحادية إلى التاريخ، وتفهم كل طرفٍ ما عاشه الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لكل طرف.

من جانبه شدد الرئيس رجب طيب أردوغان، السبت، على عدم السماح بزوال ثقافة العيش المشترك بين الأتراك والأرمن. جاء ذلك في رسالة بعث بها أردوغان إلى بطريرك الأرمن في تركيا ساهاك ماشاليان.

أكد أن تسييس أطراف ثالثةٍ النقاشات (حول أحداث 1915) وتحويلها إلى أداة تدخل ضد تركيا لم يحققا منفعة لأي أحد. وقال أردوغان: "لا يمكن أن نسمح بزوال ثقافة العيش المشترك لمئات السنين بين الأتراك والأرمن". وأضاف: "ما يجمعنا (الأتراك والأرمن) ليس المصالح؛ بل ارتباطنا الوثيق بالدولة والقيم والمثل العليا ذاتها".

يوم حزين في تاريخ العلاقات 

في الإطار ذاته قالت الرئاسة التركية في بيان لها، تعليقاً على موقف جو بايدن، إنهم يشهدون يوماً حزيناً للغاية في العلاقات مع الولايات المتحدة، بسبب اختيارها المساس بتاريخ أنقرة المشرف، على حد وصف البيان.

فيما قالت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، إنهم يرفضون ويدينون بشدةٍ وصف إدارة بايدن لأحداث عام 1915 بأنها "إبادة جماعية".

استدعاء السفير الأمريكي

في المقابل قالت وزارة الخارجية التركية إنها استدعت السفير الأمريكي في أنقرة بشأن اعتراف الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن مذابح الأرمن في عام 1915، خلال حقبة الإمبراطورية العثمانية، تمثل إبادة جماعية. وأضافت الوزارة أنها نقلت إلى السفير "رد فعل قوياً" من جانب تركيا.

قالت الوزارة في بيان، إن نائب وزير الخارجية سادات أونال أبلغ السفير الأمريكي ديفيد ساترفيلد، أن البيان ليس له أساس قانوني، وأن أنقرة "رفضته باعتباره غير مقبول ونددت به بأشد العبارات". وأضافت أن البيان تسبب في "جرح بالعلاقات سيكون من الصعب علاجه".

كانت مصادر مطلعة قالت لـ"رويترز"، يوم الجمعة، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي، أنه يعتزم الاعتراف بأن مذابح وتهجيراً قسرياً تعرض لهما الأرمن في 1915، في ظل الإمبراطورية العثمانية، إبادة جماعية.

إذ تمثل الخطوة ضربة إضافية محتملة للعلاقات المتدهورة من الأساس بين الدولتين العضوتين في حلف شمال الأطلسي.

تحميل المزيد