بوادر تعاون مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية والسودان في شتي المجالات. ورغم دعوات كثيرين إلى الاستفادة من الخبرات الفنية والتقنية الأمريكية، فإن تجسيد التعاون بين الجانبين بدأ ينعكس في التعاون المجتمعي المشترك.
إذ قام عدد من أفراد قوات المارينز الموجودة بالسفارة الأمريكية في الخرطوم، بمساعدة الشباب في أعداد الطعام للصائمين خلال شهر رمضان المبارك، وذلك ضمن مبادرات كثيرة قامت بها السفارة الأمريكية في الخرطوم كدعم الصائمين بسلال غذائية بجانب مشاركة بعض الأسر الفقيرة إفطاراً رمضانياً وتقديم الوجبات للفقراء والمحتاجين، وليس بغريبٍ مشاركة عدد من أفراد مشاة البحرية الأمريكية بالسفارة الأمريكية في الخرطوم بالتطوع في تجهيز وجبة الإفطار للصائمين.
وذلك بمساعدة الشباب الذين يصنعون الطعام يومياً للمارة والمشاة بالطرق الرئيسية، خاصةً وقت أذان المغرب، وساهم أفراد البحرية في مد العون لشباب "مبادرة وثَبَتَ الأجر"، وهي مبادرة تضم متطوعين من عدد من المنظمات (بسمة خير، وأسهم العطاء، وباب الحوائج)، وتعمل في صنع وتوفير إفطار رمضان مجاناً لأكثر من 1500 شخص.
وكان السودان رفض طلباً أمريكياً بإرسال مشاة بحرية أمريكيين "مارينز" لحماية السفارة الأمريكية في الخرطوم بالسابق، وقال الفريق الدكتور عادل العاجب، نائب المدير العام لقوات الشرطة السودانية الأسبق، لـ"عربي بوست"، إن قوات المارينز الأمريكية لم تُدخل قوات للسودان مع قوات حفظ السلام في إقليم دارفور(اليوناميد)، والقوات منفردة؛ بل إن القوات الموجودة حالياً توجد في حماية السفارة وعددهم بسيط.
ولفت إلى أنه إبان توليه قيادة الشرطة وحتى الآن، تتولى قوات الشرطة تأمين وحماية السفارة الأمريكية وذلك بموافقة السفارة، وأضاف أن الشرطة السودانية إلى الآن تقوم بدورها في حماية السفارة بصورة مستمرة، ولن تتوقف عن دورها المنوط بها لحماية البعثات الدبلوماسية.
ولفت العاجب إلى عدم وجود قوات للمارينز في الشرطة والجيش السودانيين طوال الفترة الماضية وحتى هذه اللحظة، وأن أي حديث عن وجود قوات للمارينز بالسودان كقوات حماية وحفظ السلام أو التدخل السريع، لا أساس له من الصحة.
وقوبل بالرفض طلبٌ أمريكي بإرسال قوات أمريكية خاصة لحماية سفارة الولايات المتحدة بالخرطوم، وذلك في العام 2012، بعد تعرض السفارة لهجوم من قِبل متظاهرين كانوا يحتجون على بث فيلم مسيء إلى الإسلام.
وكانت السفارة الأمريكية في الخرطوم أعلنت عن وصول سفينة النقل السريع التابعة لقيادة النقل البحري العسكري "يو إس إن إس كارسون سيتي" إلى بورتسودان، في فبراير/شباط الماضي.
وقال قائد القوات البحرية، وقيادة النقل البحري في أوروبا وإفريقيا وقائد فرقة العمل 63، النقيب فرانك أوكاتا: "يشرفنا العمل مع شركائنا السودانيين في تعزيز الأمن البحري، وترغب القوات المسلحة الأمريكية في تعزيز شراكتها المتجددة مع القوات المسلحة السودانية".
وتأتي هذه الزيارة في أعقاب الزيارة التي قام بها نائب قائد الاشتباك المدني العسكري بالقيادة الأمريكية في إفريقيا السفير أندرو يونغ، ومدير المخابرات الأدميرال هايدي بيرج، للخرطوم في يناير/كانون الثاني من هذا العام، وذلك لتوسيع المشاركة التعاونية.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أكد دعم واشنطن للحكومة المدنية في السودان.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) عن متحدث باسم الخارجية السودانية، قوله إن "الحكومة الأمريكية أبدت رغبتها في إرسال قوات خاصة لحماية سفارتها بالخرطوم، على خلفية الاحتجاجات التي سادت معظم دول العالم الإسلامي"، مضيفاً أن وزير الخارجية السوداني السابق، علي كرتي، "اعتذر عن استقبال هذه القوات".
أكد مسؤول أمريكي، أن فريقاً من قوات مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" يتجه إلى السودان، في أعقاب العنف والتظاهرات ضد سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم.
وذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أن فريق مكافحة الإرهاب من المارينز تم إرساله رداً على العنف الذي استهدف السفارة، الجمعة، وكإجراء احترازي بعد أن أطلقت الشرطة السودانية النار على المحتجين، في أثناء محاولتهم تسلق جدران السفارة الأمريكية.