اعتذرت بريطانيا، الخميس 22 أبريل/نيسان، عما وصفته بإخفاقات دلَّت على "عنصرية مستشرية" حرمت ما يصل إلى 350 ألفاً من الجنود السود والآسيويين من الحصول على تكريم مناسب بعد أن لاقوا حتفهم وهم يحاربون لصالح الإمبراطورية البريطانية.
فقد أظهر تحقيق مستقل طلبته "هيئة الكومنولث لمقابر الحرب"، أن مئات الآلاف من ضحايا الحرب العالمية الأولى من الأفارقة والشرق أوسطيين لم يتم تكريمهم بالاسم أو تكريمهم على الإطلاق.
رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، قال إن مساهمات أفارقة وآسيويين ومنحدرين من منطقتي الكاريبي والشرق الأوسط حاربوا من أجل بريطانيا، كانت "هائلة" وإنه شعر بـ"انزعاج عميق" من النتائج التي خلص إليها التقرير. وأضاف في بيان: "نيابة عن الحكومة، أقدّم اعتذاري الصادق".
تكريم من قُتلوا في الحربين العالميتين
فيما تعمل "هيئة الكومنولث لمقابر الحرب" في بريطانيا على إحياء ذكرى قوات دول الكومنولث؛ لضمان تذكُّر وتكريم كل من قُتلوا في الحربين العالميتين الأولى والثانية بالطريقة ذاتها دون النظر إلى الرتبة أو الخلفية أو الدين.
خلص تقرير الهيئة إلى أن ما بين 45 و54 ألفاً من القتلى الذين جاؤوا بالأساس من الهند ومصر والصومال وشرق وغرب إفريقيا، لم يتم إحياء ذكراهم بشكل مكافئ لأقرانهم من مناطق أخرى.
كما أن هناك 116 ألفاً آخرين وما يصل إلى 350 ألفاً، أغلبهم من شرق إفريقيا ومصر، لم يتم ذكرهم بالاسم أو ذكرهم على الإطلاق.
بينما قالت كلير هورتون المديرة العامة للهيئة: "نعترف بأخطاء الماضي تلك، ونشعر بأسف عميق، وسنتحرك على الفور لتصحيحها".
فيما ذكر التقرير أن "الأساس الذي استندت إليه كل تلك القرارات… كان الإجحاف المترسخ والتصورات المسبقة والعنصرية المستشرية على نطاق واسع للتوجهات الإمبريالية الحديثة".