توفِّي المعارض السوري البارز، ميشيل كيلو، الإثنين 19 أبريل/نيسان 2021، عن عمر ناهز 81 عاماً، جراء إصابته بفيروس كورونا، في العاصمة الفرنسية باريس.
ونعى سياسيون ومعارضون سوريون وفاة كيلو، الذي يُعد أحد أبرز المعارضين لنظام الأسد الحاكم في سوريا منذ عقود.
كيلو من مواليد مدينة اللاذقية عام 1940، وُلد في أسرة مسيحية لأب شرطي وربة منزل، وشغل مناصب عدة، منها رئيس رئيس مركز حريات للدفاع عن حرية الرأي والتعبير في سوريا.
كان كيلو أحد أبرز المشاركين في إعلان دمشق، الذي تم التوقيع عليه عام 2005، والذي دعا حينها إلى إنهاء حكم طال عقوداً لنظام الأسد، واستبداله بنظام ديمقراطي، وتميّز إعلان دمشق بأنه أول إعلان معارض يصدر عن جهات سورية معارضة في الداخل السوري بعد أن كانت هذه البيانات من اختصاص المعارضة في الخارج.
سبق أن سُجن كيلو عدة مرات في أثناء حكم حافظ الأسد ولاحقاً نجله بشار، كما كان أحد قادة ما عرف بتسمية "ربيع دمشق" الوجيز في سنوات الألفين عند تولِّي الرئيس الحالي بشار الأسد الحكم.
كان كيلو عضواً في الائتلاف الوطني السوري المعارض، قبل أن يغادره عام 2016، كما أنه كاتب ومحلل سياسي، كتب في العديد من الصحف العربية.
كان نظام الأسد قد عاقب كيلو وقرر الحجز على أمواله وممتلكاته في عام 2012، وحينها قال في تصريح متلفز: "نعم أصدرت وزارة المالية قراراً بالحجز على أموالي وممتلكاتي وأيضاً ممتلكات عائلتي وعدد آخر من الإخوة المعارضين"، مضيفاً: "لا يهمني أن يأخذوا ممتلكاتي فهم يأخذون أرواح الناس".
وصية كيلو للسوريين
وقبل أيام كتب كيلو رسالة إلى السوريين بينما كان يصارع المرض، ودعاهم فيها إلى العمل معاً من أجل تجاوز المِحَن التي يواجهونها.
حملت الرسالة عنوان: "وصيتي للسوريين، كي لا تبقوا ضائعين في بحر للظلمات"، وفقاً لما أوردته مواقع تابعة للمعارضة.
قال كيلو في رسالته: "لا تنظروا إلى مصالحكم الخاصة كمتعارضة مع المصلحة العامة، هي جزء أو يجب أن تكون جزءاً منها، ولا تنظروا إلى وطنكم من خلال أهوائكم وأيديولوجياتكم، انظروا إليهما من خلال وطنكم، فالتقوا بمن هو مختلف معكم بعد أن كانت انحيازاتكم تجعل منه عدواً لكم".
أضاف كيلو في رسالته: "لن تقهروا الاستبداد منفردين إذا لم تتحدوا في إطار وطني وعلى كلمة سواء سيذلكم إلى زمن طويل جداً، وفي وحدتكم خلاصكم، فتدبروا أمرها بأي ثمن.. لن تصبحوا شعباً واحداً ما دمتم تعتمدون معايير غير وطنية وثأرية في النظر إلى بعضكم وأنفسكم، وهذا يعني أنكم ستبقون ألعوبة بيد الأسد. الذي يغذي هذه المعايير وعلاقاتها وأنتم تعتقدون بأنكم تقاومون".