تبنّت لجنة في الكونغرس الأمريكي، الأربعاء 14 أبريل/نيسان 2021، مشروع قانون يتعلق بتقديم تعويضات مالية لتصحيح جرائم العبودية في الولايات المتحدة، في تصويت تاريخي هو الأول في بلد ما زال يشهد تمييزاً عنصرياً.
لجنة الشؤون القضائية في مجلس النواب تبنّت النص بأغلبية 25 صوتاً مقابل 17 صوتاً. وصوّت جميع الديمقراطيين لمصلحة النص الذي عارضه الجمهوريون.
تفاصيل مشروع القانون العبودية
ينص مشروع قانون العبودية على إنشاء لجنة خبراء تكلف بتقديم مقترحات بشأن دفع الحكومة تعويضات لأحفاد حوالي 4 ملايين إفريقي تم جلبهم قسراً إلى الولايات المتحدة بين عامي 1619 و1865، تاريخ إلغاء العبودية.
كما يهدف إلى معالجة "الظلم والقسوة والوحشية واللاإنسانية التي شكّلت أساس العبودية"، وكذلك اللامساواة التي لا تزال الأقلية الأمريكية السوداء تعاني منها اليوم.
من جانبه قال رئيس اللجنة القضائية الديمقراطي جيري نادلر قبل الاقتراع إن الهدف من هذا التصويت "التاريخي" هو "مواصلة النقاش الوطني حول طريقة مكافحة سوء المعاملة التي عاناها الأمريكيون من أصل إفريقي أثناء العبودية والفصل العنصري والعنصرية البنيوية التي لا تزال متفشية في مجتمعنا اليوم".
وناشدت النائبة الديمقراطية الأمريكية من أصل إفريقي شيلا جاكسون لي زملاءها عدم "تجاهل الألم والتاريخ والحكمة لهذه اللجنة".
كما أضافت: "إن الرئيس جو بايدن وهو أيضاً ديمقراطي والتقى برلمانيين من أصل إفريقي في الكونغرس الثلاثاء، "تعهد" بدعم هذا النص".
هل يتحول مشروع العبودية إلى قانون؟
يفترض أن يوافق مجلس النواب الذي يشكل الديمقراطيون أغلبية فيه، على النص في جلسة عامة في موعد غير محدد، لكن مصيره غير مؤكد في مجلس الشيوخ.
يعود ذلك إلى أن أعضاء اللجنة الجمهوريين يعارضون هذا التشريع، على الرغم من اعترافهم بوحشية العبودية، حيث سيتعين على الديمقراطيين الحصول على أصوات 10 جمهوريين على الأقل ليتم اعتماده نهائياً.
من جانبه قال النائب الجمهوري تشيب روي إن النص "يبعدنا عن الحلم المهم المتمثل في الحكم على شخص ما بناء على شخصيته وليس لون بشرته".
والتشريع الذي تمت صياغة نسخة أولى منه قبل نحو 30 عاماً أصبح مهماً جداً بعد موت العديد من الأمريكيين الأفارقة في إجراءات تدخل من قبل الشرطة، ما دفع الولايات المتحدة إلى التدقيق بشكل أعمق في ماضي العبيد والأشكال المتعددة للتمييز الذي تعاني منها الأقلية السوداء التي تشكل نحو 13% من السكان.
كما جاء التصويت بينما يُحاكم شرطي أبيض في مينيابوليس بتهمة قتل رجل أسود في الأربعين من العمر هو جورج فلويد، الذي أصبح رمزاً عالمياً لضحايا عنف الشرطة.
يذكر أنه رغم التقدم في النضال من أجل حقوقهم المدنية في ستينات القرن الماضي ما زال الأمريكيون من أصل إفريقي يتمتعون بتعليم أدنى وتغطية أضعف للضمان الاجتماعي، ويعيشون مدة أقصر من حياة البيض، كما أن شروط سجنهم لا تتناسب مع تلك التي يخضع لها الأمريكيون الآخرون.
وفي 2019، بلغ متوسط الدخل السنوي لأسرة سوداء 43 ألفاً و771 دولاراً، مقابل 71 ألفاً و664 دولاراً للأسرة البيضاء، وفقاً للإحصاءات الرسمية.